في سياسة تحريضية.. حزب الاصلاح من الشماتة بدماء الشهداء إلى تكفير الجنوبين مجددا

عدن24 | متابعات

على شاكلة سيد قطب وحديثه عن جاهلية المجتمع، خرج أبرز شيوخ الإصلاح في تعز ومفتي المحور والمقر بما يشبه الفتوى عن “جاهلية عدن الحبيبة”، كما عنون منشوره الهجومي الذي عمم فيه دون حتى أن يتحدث عن مرتكبي بعض التجاوزات بحق البسطاء على خلفية هجمات الخميس الماضي.

استهدف القاضي قوات الحزام الأمني المذبوحة وجعاً باستشهاد ثلة من أبرز قادتها ورجالها، وأسماها “الحزام المناطقي”. وألبس قوات الحزام تهمة الاعتداء على أبرياء من المحافظات الشمالية، معتبرا ذلك ليس فقط ظلما مناطقيا، بل عمل يسعى لإنشاء موجات انتقام تشمل اليمن كلها.

الشيخ الإخواني علي القاضي، وهو أمين فرع جامعة الإيمان بتعز، اعتبر ما يقوم به الحزام الأمني حرباً أقذر من الحرب الحوثية، لأنها لا تقوم على خلاف فكري أو عقدي أو دفعاً لظلم، وإنما حرب تقوم على كونك من مدينة أخرى.. وكفى!!

التأصيل لكون قوات الحزام الأمني أخطر من مليشيات الحوثي، رغم اعترافه كرجل دين أنه لا خلاف عقدي مع الحزام، يكشف أن حملة الاستهداف للشيخ هاني بن بريك، والشماتة باستشهاد أبو اليمامة، وحالياً التحريض وإذكاء نار الفتنة، هو عمل ممنهج وليس ردة فعل يمكن ربطها بالحملة حول ما يحدث.

يحرض إصلاح تعز على كل ما يتصل بقوات المجلس الانتقالي بعد أن بدأت أصوات كثيرة في الجنوب تتحدث عن هيمنة واستحواذ الإصلاح على تعز ومأرب ومخاطر هذا الاستحواذ والبناء المليشياوي لقوات الجيش المحسوب على الشرعية في تعز وتحويله لجيش حزبي خالص.

الشماتة بهجمات الخميس من قبل نشطاء محسوبين على المطابخ القطرية والإخوانية في الداخل كانت مقصودة وهدفها استفزاز أطراف وأفراد في الجنوب وعدن لإبداء ردة فعل منفلتة تجاه أبناء الشمال وتعز على وجه التحديد، لأن تعز صوتها إعلامياً على منصات التواصل الاجتماعي قوي، وهذا ما تسعى إليه مطابخ الدوحة التي يديرها التنظيم الدولي.

لم يصدر إصلاح تعز، مثلاً، بيان إدانة لجريمتي الحوثي والقاعدة في عدن، الخميس، بل أصدر بياناً حين بدأت الحملة الممنهجة تروج لعمليات تهجير قسري وانتهاكات بحق مواطنين حسب الهوية، وربطت الإدانة بالهجمات بإدانة أحداث ما بعد الهجمات في توجه يؤكد مواصلة التحريض والشماتة وصولاً إلى الإدانة، وإظهار قوات الحزام الأمني غير نظامية وغير منضبطة.

وفي المقابل تحركت الحملة للحديث عن توثيق الانتهاكات من قبل النشطاء وحتى توجيه محافظ تعز بتجهيز مخيمات إيواء لمن أسمتهم برقية المحافظ مرحلين أو مهجرين قسرياً، كان الهدف منها ليس مساعدة المتضررين وحصرهم والتخاطب مع السلطات في عدن لحفظ ممتلكاتهم، بل كان الهدف التواصل مع النشطاء وتوثيق الانتهاكات التي يرتكبها المجلس الانتقالي.

لم يتمكن محافظ تعز من البقاء بأمان حين رفضت مليشيات الإصلاح توجيهاته بعدم التنكيل بالمدنيين من سكان المدينة القديمة، وذهب إلى عدن ويعيش تحت حماية قوات الحزام الأمني التي يتحرك ضمن مخطط لشيطنته وإعادة عدن إلى عهد عصابات القاعدة وداعش بعد أن طهرها الحزام الأمني وقدم عدداً كبيراً من الشهداء في سبيل ذلك.

هناك تجاوزات حصلت في عدن اليومين الماضيين وتحصل منذ ما بعد تحرير عدن، غير أن هذه المرة المخطط أكبر، ويستهدف زراعة فتنة عمياء لشيطنة المجلس الانتقالي، ومحاولة إرباك جهود القوات الجنوبية في مواجهة مليشيات الحوثي في الضالع.

ويخلص الشيخ علي القاضي إلى تكفير المجلس الانتقالي بكله، كونه بحديثه عن الجنوب يعود إلى الجاهلية بظلمها وبغيها وعصبيتها، وهو ذات منطق سيد قطب.

والحكم الشرعي لما يفعله الحزام المناطقي، حسب الشيخ القاضي، أنه منكر عظيم وظلم وجاهلية عمياء حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “من قتل تحت راية عِمية، يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلة جاهلية”.. وهكذا يكون القاضي قد أطلق فتوى جديدة ضد الحزام والانتقالي أشبه بفتوى الشيخ الديلمي عام 1994م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى