#تقرير_خاص | لماذا يهاجم الإخوانجيون محافظ المهرة “باكريت”؟!

عدن24 | خاص

نظرا لاستشراء فساد الشرعية وحرمان المحافظة، تؤكد السلطة المحلية الاحتفاظ بإيراداتها ورفض توريدها إلى البنك المركزي في عدن

لم تتوقف مخططات قطر وإيران وميليشيا الحوثي عن استهداف اليمن بصفة عامة والجنوب بصفة خاصة والذي تركز عليه بقوة من أجل تحقيق مصالحها ومآربها المشينة.

فالمناطق المحررة بُليت بداء قطر والإخوان المدعومين من الدوحة  التي تسعى إلى إثارة الفوضى وبث الصراعات الداخلية عبر خلايا داخلية يتم تمويلها ودعمها ماليا وعسكريا وإعلاميا. وتشمل المؤامرة القطرية الإيرانية، ومعهم الإخونجيون، استهداف المهرة.. فقطر لم تتورع لحظة واحدة عن إثارة الفتنة والقلاقل وبث روح الحقد والكراهية بين أوساط المجتمع، كما تتخذ من المهرة ممرا لها لتهريب السلاح.

كما أن قطر وأدواتها، وعلى رأسها الإخوانجيون (حزب الإصلاح)، شنت حملة مسعورة على محافظة المهرة، من خلال استهداف بعض الشخصيات التي لا تروق لها، إذ شملت هذه الحملة كذلك محافظ المهرة الشيخ راجح سعيد باكريت، واتهمته زورا وبهتانا بالفساد وجباية الأموال لصالحه، الأمر الذي تكشف في الأخير بأنه كذب وافتراء عار عن الصحة، عندما جرى التحقق من صحة الاتهامات الموجهة إليه.

وكان كاتب سياسي قد قال إن مشكلة الإصلاح مع باكريت هو أنه ليس من عمران ولا من أرحب ولا من حرف سفيان لكي يتحكم بالأمور أو لكي تكون له كل تلك الجرأة ليقول لحزب جباية الأموال “لا”..!

وأضاف الكاتب عبدالقادر القاضي (أبو نشوان) أن “مشكلة الإصلاح مع باكريت هي انه قال لهم لا .. لا للسرقة .. ولا للفساد .. ولا لنهب الأموال باسم الوطنية الزائفة.. تلك الوطنية التي تخدم أجندة حزب وتهمل احتياجات وطن.

ولقد أغاظهم نشاط المحافظ باكريت عندما بدأ اهتمامه بتنفيذ بعض المشاريع الجزئية التي تعيد ولو جزءا بسيطا من تطبيع الحياة الاجتماعية للمحافظة واتجاهه نحو تأمين المحافظة من أعمال التهريب خاصة السلاح، ومحاولات نشر الفوضى وبث الفتنة”.

وقد تحدثت مصادر مطلعة عن مساعٍ داخل الحكومة اليمنية لتغيير باكريت، موضحة أنه من المحتمل إصدار قرار إقالة راجح باكريت وإحالتة للتحقيق.

وأشارت المصادر إلى أن الصورة السيئة التي يرسمها الإخواجيون (حزب الإصلاح) بإيعاز من قطر أهدافها معروفة والتي تصل في الأخير الى الاستئثار بمقدرات الشعب وإرهاق الجنوب، وذلك بعد نشر الفوضى وتفجير الصراع الداخلي بين أبناء محافظة المهرة.

واستمر الإخوانجيون من داخل حكومة ما تسمى بالشرعية في الحرب على كل الشخصيات والرموز الوطنية في مناطق الجنوب بما في ذلك المهرة، سعيا منها للانقضاض على كل ما هو جنوبي، ومحاولة عرقلة خطوات شعب الجنوب نحو استعادة الأرض والهوية.

وقد سعت قطر وعبر رموزها – وعلى رأسهم وكيل محافظة المهرة السابق الشيخ الإخواني علي الحريزي المعروف بولائه لقطر وتنفيذه لأجندتها – إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفوضى في المهرة.

ووفقا لمصادر مطلعة، فإن “الحريزي وعددا من قيادات الفوضى في المهرة ينسقون فيما بينهم ويتخابرون مع قطر لنشر الفوضى في المحافظة”.

المصادر نفسها أضافت أن “قطر اعتمدت 30 مليون ريال قطري للمدعو علي سالم الحريزي مقابل زعزعة أمن واستقرار المهرة، وإفشال جهود التحالف والشرعية وتحشيد الناس ضدها”.

الواقع والحقائق التي تطفو على سطح الأحداث في المهرة فرضت على الحكومة اليمنية أن تدين الفتنة الفوضى والعنف ومحاولات الاستئثار بالمقدرات، فما كان من الحكومة اليمنية إلا أن اتهمت أحد أذرع قطر بالوقوف وراء دعوات العنف والفوضى في محافظة المهرة.. ودعت  المواطنين إلى مساندة جهود أجهزة الجيش والأمن وقوات التحالف في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، ورفض الدعوات التحريضية التي تهدف إلى إثارة العنف والفوضى في مختلف المحافظات ومنها محافظة المهرة.

ونقلت وكالة “سبأ” الرسمية عن مصدر مسؤول في الحكومة قوله: “إن ما تقوم به بعض الشخصيات والجهات التي فقدت مصالحها وتعمل لخدمة الانقلاب الحوثي في آن واحد من دعوات للفوضى وأعمال خارج إطار القانون وإقلاق السكينة العامة في المهرة وفي مقدمة هؤلاء المدعو علي سالم الحريزي، لهو أمر مرفوض ولن تصمت عنه الأجهزة الأمنية وستقف في وجه كل من يعرقل مسيرة الأمن والتنمية بالمحافظة.

ومعلوم أن المدعو علي سالم الحريزي، الذي كان يشغل منصب وكيل لمحافظة المهرة، أحد أذرع قطر الرئيسية لإثارة الفتنة والمشكلات والفوضى في المهرة، وهو المسؤول عن تهريب الأسلحة القطرية والإيرانية إلى ميليشيا الحوثي الانقلابية بعد تسلمها عبر سلطنة عُمان.

وها هي قطر اليوم تستهدف الشخصيات التي ترفض ممارساتها وعبر أدواتها في محافظة المهرة، فما كان من الدوحة إلا أن تكيل التهم الواحدة تلك الأخرى – عبر أدواتها – للشخصيات الرافضة لممارساتها التخريبية والفوضوية في المهرة، فجعلت المحافظ باكريت على رأس تلك الشخصيات ووصفته بالمتمرد، لأنه لم ينصع لرغباتها الشيطانية، وعمدت إلى تلفيق التهم له والتي منها أنه رفض توريد إيرادات المحافظة للبنك المركزي بالعاصمة عدن، وبأنه رفض توجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بربط مركزي المهرة بالبنك المركزي الرئيسي في عدن، بالإضافة إلى مساندته للنخبة المهرية.

وفي وقت سابق، اتهم محافظ محافظة المهرة الشيخ راجح باكريت دولتي قطر وعُمان بدعم أعمال الشغب والاحتجاجات التي اندلعت مؤخرا في المحافظة.

وقال باكريت في حديث لقناة “الحدث” إن زعيم الاحتجاجات “الحريزي” يتلقى دعما من قطر وعُمان لإثارة الفوضى والشغب والاحتجاجات في محافظة المهرة.

وأضاف أن كل ذلك الخراب ومحاولة نشر الفوضى في المهرة يأتي بتوجيهات وإشراف مباشر من المخابرات العمانية.

ووجه باكريت دعوة إلى رئاسة الجمهورية والتحالف العربي للوقوف إلى جانبهم بالعمل على وقف العبث العماني القطري بالمحافظة، واتخاذ إجراءات صارمة ضد تلك التدخلات التخريبية.

جدير بالذكر، أن السطلة المحلية في المهرة كانت قد جددت في اجتماع استثنائي مشترك لأعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي وأعضاء المكتب التنفيذي، عقد منذ أسبوعين تقريبا برئاسة المحافظ راجح باكريت، التأكيد على الاحتفاظ بإيرادات المحافظة ورفض توريدها إلى البنك المركزي في عدن.

واستنكر الاجتماع مذكرات النيابة العامة وهيئة مكافحة الفساد التي اتهمت المحافظ باكريت بالفساد ومخالفة القانون.

واعتبر الاجتماع أن المذكرات غير منضبطة إجرائياً ولا تراعي معاناة المحافظة في مواجهة أضرار إعصارين ضربا المهرة العام الماضي دون قيام الحكومة بواجباتها.

ورفض باكريت المذكرة، متوعدا بما أسماه “رد الاعتبار”، وعدم الانصياع للإجراءات المتخذة ضده.

ومعلوم أن محافظة المهرة قد عانت من الحرمان عقودا من الزمن كثيرا ومن الصعوبات والافتقار إلى أبسط المشاريع الخدمية والتنموية، وها هي اليوم تحاول قد استطاعتها الاستفادة من مواردها ومقدراتها حتى لا تستفحل هذه المعاناة التي ذاقتها ردحا من الزمن.

فللمهرة تاريخ وحضارة ودورها البارز في تاريخ اليمن القديم.. وقد ورد ذكرها في عدد من النقوش اليمنية القديمة، فلا ينبغي أن يطول هذا الحرمان الذي تضررت منه كل مديرياتها  التسع بدء من العاصمة الغيظة مروراً بشحن وحات وحوف ومنعر ثم المسيلة وسيحوت وصولا إلى قشن وانتهاء بحصوين.

وتربط محافظة المهرة ببقية المحافظات خطوط برية وبحرية وجوية.

فهل يعقل أن تستمر هذه المعاناة ويتسع الفساد والنهب على حساب أهلها ومقدراتهم والتي تشكل جزءا من مقدرات الجنوب..!

واليوم من حق أبناء المهرة أن يتحصنوا ويتحلوا بمزيد من اليقظة والحذر في مواجهة الخطر القطري الإخواني الداهم، ولذلك بدأت السلطة المحلية وعلى رأسها المحافظ باكريت التنبه لذلك واتخذت تدابير عدة.

فقد دشن محافظ محافظة المهرة الشيخ راجح سعيد باكريت يوم الأربعاء الماضي، الموافق 24 يوليو 2019م، وبمعية قائد التحالف العربي العميد أحمد تركي العصلاني، عملية تسليح كتيبة المهام الخاصة بأطقم قتالية وعربات في إطار تجهيزها وتسليحها، وشملت هذه الدفعة (30) طقما مسلحا وعربتين بدعم من السلطة المحلية وقيادة التحالف العربي.

وأوضح المحافظ باكريت أن عملية تسليح كتيبة القوات الخاصة تأتي لرفع جاهزيتها لتؤدي مهامها في تأمين المحافظة ودعم جهود السلطة المحلية في تثبيت الأمن والاستقرار والقضاء على ظاهرة التهريب.

وأشاد باكريت بدور الأمير فهد بن تركي قائد القوات المشتركة في دعم الوحدات الأمنية بالمحافظة مادياً ولوجستياً.

كما عبر المحافظ – في بلاع صحفي وزعه المركز الإعلامي لمحافظة المهرة – عن شكره وتقديره لشيوخ وأعيان وشباب ومثقفي المهرة المؤيد منهم والمعارض كلاً باسمه وصفته، وذلك على وعيهم وحكمتهم وحرصهم على أمن واستقرار المهرة.

وأوضح باكريت أن المهرة بشبابها وشيوخها وقبائلها وحكمائها تدرك جيداً أن ما يدور على مواقع التواصل هو زوبعة فيسبوكية يديرها أناس لا تهمهم المصلحة العليا للأرض والإنسان بالمهرة.

وأضاف قائلا: “إن الفتنة والفوضى المشبوهة هي ما يتناوله بعض المشبوهين على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، أما على أرض الواقع فالكل يعلم ويدرك ويشاهد أن المهرة أرض الأمن والمحبة والسلام والتعايش”.

وأكد أن قيادة السلطة المحلية حريصة كل الحرص على الأمن والاستقرار والسكينة العامة للأرض والإنسان بالمهرة.. داعياً الجميع إلى رصّ الصفوف وتوحيد الجهود للعمل الميداني لبناء وتنمية المهرة، والحفاظ على أمنها واستقرارها والابتعاد عن المهاترات وعدم الإنجرار الى ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي من “تفاهات” هدفها الفتنة والهدم.

محافظة المهرة تعتبر من أهم المحافظات الجنوبية التي تمتلك إيرادات متعددة من المنافذ البرية والبحرية. وتسوق تلك الأطراف المأجورة اتهامات للمحافظ باكريت منها مالية وأخرى سياسية، لكن حقائق الأمور تؤكد أنه لم تثبت حتى الآن أية أدلة دامغة على تورط المحافظ، غير أن هذه الأطراف لاتزال في محاولاتها لتغييره.

وكما يقول محللون ومراقبون سياسيون إنها تسعى لتغييره وذلك لتعاونه مع النخبة المهرية وقيادات الانتقالي في المحافظة.

وتؤكد تقارير المراقبين السياسيين بأن المحافظ يعمل على التنسيق مع النخبة من أجل تأمين المحافظة ومواجهة التهريب.

ومعلوم أن المجلس الانتقالي في المحافظة كان قد أعلن تشكيل النخبة المهرية بتنسيق ودعم مباشر من المحافظ راجح باكريت الذي يؤكد على أهمية حضور  المجلس الانتقالي الجنوبي.

واليوم المهرة ستبقى أرض الأمن والمحبة والسلام والتعايش، ويحرص أبناؤها وكل الجنوبيين أشد الحرص على استتباب الأمن والاستقرار والسكينة العامة فيها.. كما أن المواطنين فيها مطالبون أكثر من أي وقت مضى برص الصفوف وتوحيد الجهود للعمل الميداني لبناء وتنمية المهرة، والابتعاد عن المهاترات وعدم الانجرار إلى ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي من دعوات هدفها الفتنة والهدم وليس الاستقرار والبناء والتنمية والمستقبل الجميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى