عناصر تعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي.

كتب: أنيس الشرفي

جاء المجلس الانتقالي الجنوبي كنتاج لجهدٍ جمعي تراكمي بذلت في سبيله الكثير من الجهود من قبل مختلف قوى الحراك الجنوبي لأكثر من عشر سنوات، وقد شكل ليصبح أداة لقيادة وإدارة وتنظيم وتنسيق قدرات وإمكانيات قوى شعب الجنوب صوب تحقيق أهدافه وتطلعاته، ليس حزباً أو مكوناً سياسياً، بل قائد لمشروع استقلال وسيادة (وطن) لكل وبكل أبناء الجنوب.

وعلى طريق الاستقلال تمكن المجلس من نقل شعب الجنوب من طور ردة الفعل إلى المبادرة لصنع الحدث، وشكل طوق نجاة يحمي شعب الجنوب من التمزق والشتات.

ومع ذلك، فأعمال الانتقالي وقراراته وتصرفات قياداته وممارساتهم اجتهادات بشرية، قد تصيب وقد تخفق أو تخطئ أحياناً، فما من جهدٍ بشري إلا ويلازمه النقص، ويعتريه الإخفاق، بيد أنه أيٍ كانت تلك الأخطاء فلا تستوجب بأي حال هدمٍ أو تفريخ أو تشظي، تحت أي ظرف قبل إتمام مهامه الوطنية على أكمل وجه. إذ أن ما يضطلع به الانتقالي من مهام وطنية، يستوجب من كل جنوبي حريص، أن يقف سنداً وعوناً له.

وفي ذات الوقت، يحق/بل يجب على كل جنوبي أن يقيم أعمال الانتقالي، ويرّشد قراراته، ويصوب أخطائه، ويسدد إخفاقاته، حفاظاً عليه بوصفه مكسب وطني جنوبي – يهم كل شعب الجنوب- يجب أن يزداد قوة وتماسكاً لمواجهة قوى الشمال المتنفذة المتربصة بشعب الجنوب، الساعية لهدم بنيانه، وتدمير كيانه، وسلب قدراته ومكتسباته، وإعادته إلى قيود الاحتلال والتسلط التي فرضتها منظومة قوى نظام صنعاء على شعب الجنوب لثلاثة عقود.

وعلى قيادات الانتقالي أن تحمل المشروع الوطني، وأن تكن عند مستوى المسؤولية والثقة التي أولاها شعب الجنوب لهم، وتقيم شراكة وطنية جامعة لقيادة الجنوب نحو عهدٍ جديد يستلهم أخطاء الماضي، ويمنع تكرارها في الحاضر والمستقبل، وأن تضع كافة الأطراف المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب فوق كل مصلحة واعتبار.

وفي سبيل تعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي وتحصين الجبهة الداخلية للجنوب، أقترح تشكيل لجنة توفيقية (تنسيقية) غير معلنة، ذات صفة استشارية؛ للتنسيق والتوفيق بين قيادة المجلس الانتقالي وبقية قوى ونخب المجتمع الجنوبي، وتتكون من مجموعة من الشخصيات الوطنية من ذوي الخبرة السیاسیة، المشهود لهم بالحياد والقبول الواسع، ويمكن أن تمثل اتجاهات متعددة.

وتعنى تلك اللجنة بدراسة التطورات على الساحة المحلية والإقليمية، وتقييم تبعاتها وانعكاساتها على الجنوب بموضوعية وحكمة، ومن ثم تقديم النصيحة المجردة من الاعتبارات أو المصالح الشخصية. وتسهم في تقريب وجهات النظر، وتقويم السياسة الإعلامية وترشيد الخطاب الإعلامي، بما بمنع نشؤ أي صراع جنوبي.

إذ أن الظروف الراهنة تستدعي وجود مثل هذه النواة الاستشارية التي تجمع الخبرات السیاسیة، وتوظفھا لتقييم السياسات وتطويرها، على أن تعمل بعيداً عن دائرة الظهور أو الاستثمار الإعلامي.

وكلنا ثقة بأن جميع النخب الجنوبية في داخل المجلس وخارجه يدركون تماماً ظروف المرحلة ومقتضياتها، ويغلبون المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب على ما سواها من مصالح وأهداف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى