#تقرير_خاص | كيف تحولت الشرعية إلى عدو ظاهر للتحالف العربي..؟

  • مراقبون: إعادة هيكلة الشرعية وتطهيرها من الإخوان خطوة أولى لهزيمة الحوثي في جبهات الشمال

–         الصالح: تصريحات خصروف غيض من فيض مما يكنه الكثير من رموز الشرعية تجاه التحالف

  • الشعيبي: تصريحات خصروف أظهرت النوايا الحقيقية لجيش الشرعية
  • شكل جناح الإخوان في الشرعية أداة قطر لضرب التحالف العربي من الداخل

 

عدن24 | تقرير خاص

في 3 مارس من العام 2015م كانت المطارات والطيران في صنعاء تحت سيطرت مليشيات الحوثي، وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد وصل إلى قصر معاشيق بعد عملية هروب غامضة من قبضة الحوثي في صنعاء، وأعلن تراجعه عن الاستقالة التي كان قد قدمها للبرلمان ولكن بسبب منع الحوثي من انعقاد البرلمان لم يتم البت في الاستقالة.

في الشهر ذاته نفذت المقاتلات الحربية التي اصحبت تحت سيطرة الحوثيين عدة غارات على قصر معاشيق، كانت تحاول استهداف الرئيس هادي ولكنها لم تنجح، ومن ثم أُسقطت قاعدت العند وأُسر وزير الدفاع اللواء الصبيحي وشقيق الرئيس هادي “ناصر منصور” واللواء في فيصل رجب، في مواجهات محدودة في منطقة الحسيني بلحج مع جنود ألوية المنطقة العسكرية الرابعة التي أعلنت دعمها لمليشيات الحوثي.

حينها هرب الرئيس هادي من عدن متجها إلى دول الخليج، وكان حينها وزير الخارجية آنذاك رياض ياسين قد طلب بتدخل عربي لوقف تمدد الحوثيين نحو عدن، كما كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد اعلن في تصريح صحفي ان عدن خط أحمر..

وتحت يافطة “دعم الشرعية” انطلقت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحددة والبحرين وعدد من الدول الأخرى بينها المغرب ومصر، وكذلك قطر التي تم عزلها لاحقا، لإنقاذ اليمن من مليشيات الحوثي..

وبعد انطلاق عاصفة الحزم وبعد أشهر قليلة تحرر الجنوب من مليشيات الحوثي، وانطلق الجنوبيون ومعهم التحالف العربي لتحرير الساحل الغربي حتى وصلوا إلى مدينة الحديدة التي تم إيقاف المعارك فيها بعد اتفاق مشاورات السويد.

وفي الوقت كانت الانتصار تلو الانتصار يتحقق في الجنوب، كانت جبهات الشمال تراوح مكانها وبعضها يسيطر عليها الحوثيون وبعضها تسلم لهم طوعا..

اختراق الشرعية

مع مرور أسابيع وأشهر من بدء عاصفة الحزم بدأ ان الشرعية التي جاء التحالف لمناصرتها بدت مشتتة ومنقسمة على نفسها، وخاصة بعد عزل قطر من التحالف العربي، حيث ظهر تيار الإخوان الذي توغل في الشرعية واستطاع السيطرة على القرار فيها والتحكم في توجهاتها بما يتناقض مع اهداف التحالف العربي التي تتضمن تحرير اليمن من مليشيات الحوثي.

هذا الاختراق الإخواني للشرعية جاء لصالح الأهداف القطرية الإيرانية الحوثية وليس لصالح الشعب اليمني الذي يتوق للخلاص من مليشيات الحوثي.

حرف مسار المعركة

شكل جناح الإخوان في الشرعية أداة قطر لضرب التحالف العربي من الداخل وجره إلى معارك خارج معركة مواجهة الحوثي، وكانت صحيفة عدن24 قد تطرقت في تقرير سابق إلى كيف تمكن الإحوان من السيطرة على الشرعية وتهميش فريق الرئيس هادي، الجناح الضعيف فيها.

استطاعت قطر وعبر الشرعية التي يسيطر عليها الإخوان من افتعال الكثير من الأزمات مع التحالف العربي، واستطاعت في كثير من الأوقات من حرف مسار المعركة إلى ساحة غير الساحة التي جاء من اجلها التحالف والشعب اليمني.

عداء علني

مع مرور أربع سنوات من عاصفة الحزم لم يعد العداء للتحالف العربي يقتصر على لعب أدوار خفيه حسب طلب الحلف “القطري الإيراني التركي” بل أصبح ظاهرا وفي العلن.

وعبر الإعلام اليمني التابع للإخوان وكذلك الإعلام القطري، وأيضا حتى قنوات الشرعية ومنها قناة اليمن الرسمية، ظهر كثير من رموز الشرعية يهاجمون التحالف العربي وبضراوة وبالذات دولة الإمارات العربية المتحدة، ووصفهما بدول احتلال لليمن.

وكان المحلق الإعلامي في سفارة اليمن -التابعة لحكومة الشرعية في الرياض- أنيس منصور، قد نشر عن طريق الخطأ في موقعه الإخباري تعليمات وتوجيهات لمهاجمة التحالف العربي.

وجاء في مضمون التسريبات: “تحدثوا عن خلافات سعودية إماراتية وأثيروها بشكل قوي، أثيروا الفوضى بكل قوة، لازم نضرب التحالف العربي في مقتل، ابتزوا السعودية بأن قوات مأرب ستكون تحت أمرة الحوثي، اعملوا “هاشتاجات” بتويتر ضد السعودية، شغلوا الحسابات والمعرفات التي تتحدث باسم الانتقالي وهاجموا بها السعودية، أظهروا بأن الانتقالي ضد السعودية”.

وفتحت قناة الجزيرة أبوابها لكثير من القيادات الإخوانية في الشرعية لمهاجمة التحالف العربي والتقليل من دوره في اليمن ومطالبته بالرحيل، كما وجه الكثير من قيادات الشرعة اتهامات إلى دول التحالف العربي بأنها تسعى للسيطرة على الموارد واتهامها بأنها تسعى إلى تقسيم اليمن.

وكان مدير التوجيه المعنوي في جيش الشرعية قد هاجم في الأسبوع الماضي التحالف العربي ومن على قناة اليمن الرسمية وذلك ضمن إطار الخطة المرسومة لهم سلفا، ولكن بعد ضغط إعلامي كبير وخاصة من الإعلام الجنوبي أصدر الرئيس هادي قرارا بإقالة خصروف واحالته إلى التحقيق.

وفي تعليق على تصريحات خصروف قال الناشط السياسي الجنوبي أحمد الصالح إن ما صرح به اللواء خصروف غيض من فيض مما يكنه الكثير من رموز الشرعية تجاه التحالف وهو من القلائل الذين صدحوا بقليل مما في صدورهم.

وأضاف الصالح: لكم أن تتخيلوا كل هذا وهم لايزالون مشردين وتنفق عليهم المملكة فماذا سيكون موقفهم عندما يعودون وتقطع عنهم الصرفة..

ومن جانبه قال الإعلامي الجنوبي أياد الشعيبي إن تصريحات خصروف عينة أولية أظهرت النوايا الحقيقية لجيش المقدشي، وكشف حقيقة تواطئهم مع الميليشيات الإيرانية وضد التحالف.

وأضاف الشعيبي: أعتقد أن الأيام القادمة ستشهد ظهور أصوات مماثلة وستدفع التحالف أكثر لتغيير استراتيجياته العسكرية والسياسية في المشهد العام شمالا وجنوبا.

 

التقارب الإخواني الحوثي

خلال الفترة الماضية القريبة بدأ التقارب الحوثي الإخواني أكثر من أي وقت مضى، وأصبح تقاربا صريحا.

ويرى مراقبون أن هذا التقارب هو بدعم مباشر من النظامين القطري والإيراني اللذان يسعيان لهزيمة أو عرقلة التحالف العربي في اليمن، عبر  تشكيل هذا التحالف الحوثي الإخواني.

وبدأت تصريحات الكثير من قيادات الإخوان على نفس نمط تصريحات قيادات مليشيات الحوثي، وأصبحا يمشيان وفق مخطط واحد وهدف واحد واستراتيجية واحدة.

ولعل أبرز الدلائل التي تؤكد هذا التقارب هو ماقت به قيادات عسكرية تابعة للإخوان من تسليم معسكراتها في مريس وقعطبة شمال الضالع للحوثين في محاولة وأمل منهم للدخول إلى الضالع، ولكن النتيجة كانت مؤلمة وقاسية لهذا التحالف الحوثي الإخواني، حيث استطاعت القوات الجنوبية من تلقين مليشيات الحوثي هزائم كبيرة وقاسية وتحريرها لمناطق كانت تحرير سيطرة الحوثيين قبل بدء الحملة العسكرية ضد الضالع.

غربلة الشرعية

لعب دور العداء المكشوف ضد التحالف العربي من قبل الشرعية يتطلب وبحسب مراقبين وقفة جادة من التحالف والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لغربلة الشرعية من السيطرة الإخوانية، وإعادة تشكيلها بما يوائم اهداف عاصمة الحزم الساعية لتحرير اليمن من مليشيات الحوثي..

وبحسب المراقبين، فإن التحالف لن يحقق أي نصر في جبهات الشمال مالم يتم إعادة هيكلة الشرعية وتطهيرها من عناصر الإخوان التي تعمل لأهداف خارجية مرتبطة بالمصالح التركية القطرية الإيرانية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى