عدن24 ترصد أوضاع النازحين في مخيم حي الزراعة بعدن

عدن24 ترصد أوضاع النازحين في مخيم حي الزراعة بعدن

ـ السعدي: 24.700 أسرة تعاني مرارة النزوح في عدن ولحج

ـ غياب مؤسسات الدولة زاد من معاناة النازحين في عدم الحصول على الإغاثة

ـ انعدام الكهرباء فاقمت معاناة النازحين بالحر الشديد

ـ مليارات الدولارات تصرف لدعم النازحين ولا نراها على أرض الواقع

مهذب: نازحون مهددون بالرحيل من وسط ملكية خاصة

ـ لم نستطع الحصول على أرضية من الدولة لنقل النازحين

 

عدن24 | تقرير خاص

في مخيم حوش المجاري في حي الزراعة بمديرية خورمكسر بالعاصمة عدن تتجلى معاناة النازحين في غياب تام لكافة الخدمات.

21 أسرة تسكن المخيم الذي تحيط به مياه الصرف الصحي من كل مكان، ناهيك عن تكدس أكوام القمامة أمامه.

بكل ما للمعاناة من معنى يعيش نازحو مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة في هذا المخيم الذي أصبح الحاضن الوحيد لهم على الرغم مما فيه من مآسٍ صحية، وكل هذا بعلم ودراية الجهات الحكومية التي همشتهم ولم تولهم أي اهتمام، حد تعبيرهم.

مع هذه المآسي التي يتجرع مرارتها النازحون إلا أنهم مهددون بالخروج من ذلك المستنقع الذي لم يجدوا بديلا عنه كما يقولون.

عند زيارتك للمكان تشاهد أطفالا يلعبون بين القمامات ومستنقع المجاري غير مدركين لخطورة المكان لكن أسرهم استسلمت لواقع الحال.

أوضاع النازحين

أوضاع إنسانية صعبة يعيشها النازحون في مخيمات النزوح بالمحافظات المحررة، لاسيما العاصمة عدن مع صيف ساخن.

بعد أن تركوا الديار واستبدلوها بالخيام التي لا تقيهم حرارة الصيف أو برد الشتاء بل تزيدهم معاناة وآلما يتجرعون مرارة النزوح وإهمال الجانب الحكومي.

أكثر من (24) ألف أسرة بمناطق العاصمة عدن ولحج تعيش في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، البعض منها تعاني من شحة المساعدات الدائمة التي تقدمها بعض الجهات المانحة، وأخرى تتحصل على الدعم المستمر من قبل الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وكذا من الصليب الأحمر وبرنامج الغذاء العالمي.

وبعض النازحين يعيشون وسط مستنقع من مياه الصرف الصحي والبعوض والبكتيريا, في صورة تقشعر لها الأبدان وتدمع لها عين الضمير الإنساني.

هناك احتياجات ضرورية تعد من أبرز ما يجب توفرها خصوصا في هذه الأيام حيث ونحن نعيش في فصل ساخن توصل درجة حرارته إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية.

13500أسرة تعاني من غياب الصحة والكهرباء ووسائل العيش، بحسب ما أشار إليه رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين الأخ نجيب السعدي حيث قال: موضوع النازحين في اليمن مأساة كبيرة ومشكلة تزيد من حدتها عملية النزوح المستمر، فكل يوم نستقبل عددا من النازحين في عدن وبقية المحافظات، وأوضاعهم مأساوية حيث إن بعضهم فقد مصدر عيشه فهم يعيشون في مخيمات ووضعهم أكثر سوءا من خلال أماكن السكن والحرارة وتقلبات الطقس، وكانت الأمطار التي حدثت خلال أيام سابقة جرفت كثيرا من المخيمات وأدوات النازحين وأصبحوا في العراء.

وأضاف السعدي: في محافظة عدن لدينا 13500 أسرة منهم10% فقط يعيشون في مخيمات وتجمعات “خيام” والبقية يعيشون في بيوت مستأجرة ولكنهم يظلون نازحين. وفي محافظة لحج لدينا 11200 أسرة نازحة منها 4800 عائشين في مخيمات، ويوجد خمسة مخيمات معتمدة في لحج وهي (البيطرة والمشقافة والجراد وصبر والرباط).

وفي عدن مجموعة مخيمات منها رسمية مثل مخيم عمار بن ياسر في المصعبين ومخيم الشعب ومخيم فقم في المعهد الفني، ولدينا مخيمات أخرى كتجمعات نازحين غير رسمية وغير معترف بها من الأمم المتحدة، ونحن نسعى الآن إلى أن يعترفوا بها من أجل تقديم الخدمات مثل مخيمات زهرة خليل وحوش عثمان والمعهد التقني السعودي في اللحوم ومزارع جعولة ولدينا مخيم في بئر أحمد منطقة القلوعة.

وأوضح أن هناك نازحين في المعلا في حوش الدوائية يعيشون حياة مأساوية الكثير من المنظمات تقدم لهم خدمات مثل الإيواء والخيام وتقدم عن طريق مركز الملك سلمان وهو الرائد في تقديم العمل الإنساني للنازحين بشكل عام ونجده في كل مكان، ثم تأتي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ثم منظمة الهجرة الدولية.

أيضا في جانب الغذاء يقدم من قبل عدة جهات أما بشكل منتظم كما هو مقدم من الصليب الأحمر أو من برنامج الغذاء العالمي والهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان أو بشكل غير منتظم تقدمه المنظمات والجمعيات الخيرية.

وقال السعدي أيضا: إن هناك جهودا كبيرة لكنها لا تفي بحاجة النازحين وتظل هناك ثغرة كبيرة، لكن أستطيع القول إن نازحي عدن وأبين ولحج من حيث الغذاء والسكن هم أفضل حالاً من بقية النازحين في المناطق الأخرى.

أوضاع مأساوية

النازحون يعيشون هذه الأيام أوضاعاً سيئة خصوصاً مع اشتداد الحرارة في فصل الصيف.

هذا ما أشار إليه السعدي حيث قال: إن الخيام المقدمة للنازحين غير مخصصة للمناطق الحارة ونحن الآن نريد أن نعمل عازلاً حرارياً، وهناك منظمة أبدت استعدادها لبناء سكن انتقالي كون النازح يمر بثلاث مراحل: المرحلة الأولى وهي الطارئة ويحصل على خيمة وبعد مرور ستة أشهر يحصل على مخيم انتقالي ومن شروطه أن يكون متناسباً مع البيئة وأيضاً سهل التفكيك والنقل.

 غياب الكهرباء

غياب التيار الكهربائي على مخيمات النازحين يعد من أكثر المشاكل التي يعانون منها كون خيامهم لا تنطبق عليها الموصفات التي تتناسب مع هذه البيئة.

وبين السعدي أن “هناك منظمات تطرح فكرة بناء مبان خشبية وهو أفضل حال وإذا لم يتم ذلك يجب عمل عازل حراري, ويجب أن نعمل على تزويد المخيمات بالمراوح ولكن هناك مشكلة تكمن في غياب الكهرباء، لكن هناك منظمات أخرى ستقدم خدمات الكهرباء لنازحين أو توفير ألواح الطاقة الشمسية”.

وتابع السعدي “إن مركز الملك سلمان والمفوضية السامية بدأوا بتوفير الخيام القطنية وهي أفضل من النوع الآخر (طربال) والتي نحن نعمل على الاستغناء عنها نهائياً لأنها في النهار (فرن) وفي الليل (ثلاجة)”.

 أمرض منتشرة

قال السعدي: سجلت لدينا حالات طفح جلدي خصوصا من النازحين الذين نزحوا من الضالع وعددهم 47 أسرة حيث تم استقبالهم ووضعهم في عمارة مهجورة في دار سعد وظهر عندهم الطفح الجلدي بسبب الحرارة وتم نقلهم إلى مخيم الشعب.

وفي الجانب الصحي قال السعدي: “إن بعض المنظمات تقوم بجهود مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لدعم بعض المستشفيات التي تقوم بخدمة النازحين مثل مستشفى الصداقة الذي يقوم بخدمة النازحين بشكل مجاني لكن لا يوجد رقابة لتطبيق هذا الجانب، فمثلاً نحن نحول بعض النازحين ويقال لهم “لا يوجد علاج”.. ومنظمة اليونيسيف تقول إنها تموله بعلاج للنازحين وبسبب انعدام التنسيق بين الجهات الرسمية ومنظمة الصحة العالمية أو اليونيسيف ومستشفى الصداقة تصبح هناك فجوة, ونحن نسعى إلى ردم الفجوة هذه خصوصاً في خدمات الإصحاح البيئي (مياه المجاري والقمامة) التي أصبحت منتشرة من بعد هطول الأمطار وانتشرت معها الأوبئة”.

وتابع حديثة قائلاً “كان عندنا 7 حالات اشتبهنا بإصابتها بالكوليرا وتم نقلها إلى المستشفى للعلاج على حسابها الخاص ولا نعلم أين يذهب دور المنظمات، فلا نجد شيئاً ملموساً”.

 نزول ميداني

وقال السعدي: “أحياناً يكون هناك نزول من قبل الصحة مثلاً تم توجيه نداء حول محافظة الضالع وتواصلوا معنا من الصحة العالمية وأبدوا استعدادهم وقاموا بإنزال فريق للعمل في محافظة الضالع، لكن الأزمة اليمنية أكبر من الإمكانيات، الفجوة كبيرة جداً تلتهم كل الأعمال الإنسانية.. والأزمة الإنسانية في اليمن ستظل ثقبا أسود يلتهم كل الدعم إذا لم يكن هناك تنسيق حقيقي.

 دعم ضائع

واختتم السعدي حديثه بالقول: “نسمع عن مليارات الدولارات التي تصرف ولا نراها على الواقع بشيء ملموس، مثلاً العام الماضي ثلاثة مليارات دولار صرفت من قبل تلك المنظمات.. الأموال صرفت لكن الطريقة خاطئة لأنه لا يوجد تنسيق ولم تتواجد مؤسسات الدولة من أجل تفعيل العمل الإنساني وتقديم خدمة جيدة للمحتاجين”.

من جانبها قالت النازحة أسيرة عبد الرب: “نعاني نحن هنا في هذا المخيم من التلوث والجراثيم بسبب المياه الراكدة التي أصبحت فيها كل الحشرات”.

وأضافت ” ندعو الأخوة الذين يقدمون الدعم للنازحين إلى مساعدتنا كوننا نازحين ولا نملك شيئا وغائبين لدى الجهات المعنية.. أولادنا يصابون بالإسهالات وأمراض أخرى وتحصلنا على علاج مرة واحدة فقط من منظمة وبعدها لم تأتنا أي منظمة لتقدم لنا العلاج، فمنذ ما يقارب العام ونحن في هذا المكان دون رعاية أو أي اهتمام”.

أما المواطن علي شداد فقال: “نحن تدخلنا في هذا المكان لحل مؤقت وهؤلاء هم بحاجة إلى حل مستدام من حيث رفع دينمات الماء من وسط الحوش حتى يكون هناك ردم لهذه البؤرة المائية وبهذه الطريقة سيكون الحل الجذري، أما شفط الماء لا يأتي بنتيجة كونها تعود مجددا”.

وأضاف “وضع النازحين مزرٍ للغاية في هذا المكان ولا يطاق ولا يمكن لأحد أن يعيش فيه، لذلك نناشد المنظمات الوقوف إلى جانب هؤلاء النازحين وتقديم المساعدات اللأزمة لهم”.

من جانبه عبر مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في العاصمة عدن الأخ عبد مهذب عن الوضع الذي يعيشه النازحون حيث قال: “إن وضع النازحين في المخيمات مأساوي حيث يعيشون معاناة كبيرة تكمن في الازدحام الشديد وعدم وجود أماكن واسعة وبديلة لنقل هذه الأسر إليها”.

وأضاف “هناك بعض الأحواش التي فيها تجمعات لنازحين يريد أهلها أن يخرجوهم منها وهي تعتبر ملكيات خاصة، لذلك لم نستطع الحصول على أرضية من الدولة لنقل النازحين إليها خاصة مخيم زهرة خليل”.

وتابع مهذب “هناك معاناة حقيقية في الجانب الصحي، الأربعاء الماضي توفيت طفلة في مدينة الشعب بسبب الكوليرا، وهناك إسهال مائي وحمى الضنك”.

واستطرد قائلاً “الكارثة الحقيقية تكمن في حوش المجاري في خور مكسر وهو مستنقع مجاري وامتلأ بماء الأمطار بالكامل وينتشر فيه البعوض وظهر الطفح الجلدي وانتشرت الملاريا والكوليرا بين أوساط النازحين الساكنين فيه”.

احتياجات إغاثية

وعن الجانب الإغاثي قال: “هناك احتياج في الجانب الإغاثي رغم أن هناك توزيعا لبعض المنظمات الإغاثية إلا أنه ينقصه التنسيق بين المنظمات والجهة التنفيذية حيث تجد في مكان ما بعض النازحين يستلم من4 إلى 5 مرات وفي مكان آخر لا يستلم لمدة 3 إلى 4 أشهر”.

وأضاف: “وهناك معاناة أيضا بسبب الحر الشديد فالخيام التي تأويهم حارة جدا وأسهمت بشكل كبير في انتشار” الدماميل” حتى اضطرت كثير من الأسر النازحة إلى أن تستبدل الأشجار أو المباني المهجورة للجلوس بالنهار والعودة إلى ذلك المكان في الليل”.

واختتم حديثه بالقول: “في الأخير نشكر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على تعاونها بشكل كبير في إدارة هذه المواقع والاهتمام بالنازحين وكذا مركز الملك سلمان الذي له جهود واضحة في هذا المجال، ونشكر كل شركاء العمل الإنساني والخيري”.

أما النازح سالم علي من أبناء مديرية حيس، نازح في حي الزراعة بمديرية خور مكسر فقال: أدعو المنظمات الخيرية إلى النظر لحالنا المأساوي الذي تدمع له العيون وتدمى له القلوب حينما ترى هذا المستنقع المليء بالملاريا والبكتيريا التي تؤدي لا محالة إلى حمى الضنك لأطفالنا الصغار”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى