الرئيس الزُبيدي في كلمة له بمهرجان يوم الأرض بسيئون: بتماسكه وتلاحمه صنع شعبنا من انكسار ٧ يوليو انتصاراً عظيماً

شهدت مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت مساء اليوم مهرجاناً جماهيريا حاشداً ،بمناسبة يوم الأرض شارك فيه الآلاف من أبناء الجنوب الذين توافدوا إلى المدينة من مختلف مناطق محافظة حضرموت.

وفي المهرجان الحاشد الذي أقيم في ساحة قصر ألقى الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ،كلمة عبر الهاتف حيّا فيها الجماهير المحتشدة ،ومشيداً بنضال وتضحيات شعبنا الجنوبي ،للوصول إلى ماتحقق من انتصارات كبيرة ينعم فيها اليوم.

نص الكلمة

ياجماهير شعبنا الجنوبي العظيم المحتشدة اليوم في هذه الساحة المباركة في قلب مدينة سيئون الحبيبة ، إحياءآ ليوم الأرض السابع من يوليو نحييكم تحية النضال والانتصار الذي تحقق بفضل تضحياتكم وصمودكم واستبسالكم وثباتكم على ألارض وننتهزها مناسبة لأن نشد على أيديكم وأنتم تكتبون مجددا وثيقة انتماءكم لارضكم الجنوبية الأرض التي تنتصرون لها بتضحيات الشهداء وبدماء الأبطال.

يا أيها المناضلون الأحرار؛

لقد مثل يوم السابع من يوليو من عام 1994 يوما أسوداً في تاريخ شعبنا الحر الأبي، وإن لنا ذاكرة لا تنام، وعصية على المحو والنسيان لما لحق بشعبنا جراء هذا اليوم المشؤوم من قتلٍ وسلب ٍ ونهب.

يا أيها المناضلون الثابتون الاحرار إن ما حدث في السابع من يوليو ليس ماضياً طوته أيادي الزمان، ولكنه حاضر يُراد بقاؤه، ومستقبل يُراد امتداده، لكي يعيدوا إنتاج 7 يوليو بصيغة جديدة مخادعة، ولكن هيهات.

لقد طوى شعبنا سجل الاحتلال الهمجي ولم تبق منه سوى صفحات معدودة، يجري العمل على طيها، لنبدأ عهداً جديداً عنوانه المستقبل المدني الضامن للاستقرار والتنمية الإنسانية الحقيقية.

أيها المواطنون.

المناضلون الاحرار إن جسارة شعبنا الحر الأبي قد صنعت من الانكسار انتصاراً. ومن اليوم الأسود نقطة انطلاق سلمية نحو غده المشرق، وبالإرادة الوطنية الحرة.

مازال شعبنا يقاوم كل محاولات ثنيه عن هدفه الرئيسي او حرف مسار حركته التحررية. وها نحن أيها الابطال الآن وبعد تضحيات جسام نقف على أعتاب مرحلة جديدة، عنوانها الأساسي هو الثبات على الأرض والتمكين، فما تحقق منذ عامي2015 و 2016 يعتبر اختزالاً ثورياً لمراحل ما كان يمكن تحقيقه لولا الثبات على الموقف والتلاحم وتماسك النسيج الاجتماعي، والدعم والإسناد الذي قدمه ومازال يقدمه الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، فنحن وهم درب واحد وهدف واحد ومصير مشترك من أجل أمن واستقرار المنطقة والعالم.

إننا نقف اليوم وبعد 25 عاماً على ذلك اليوم الأسود، لنقرأ المشهد كاملاً، لنرى كيف تهاوى مشروع العصابات باسم الوحدة، وكيف أصبحت الآن مشتتة مشرذمة لم تعد تقوى على أن تستر عورة أجنداتها بورق التوت.

إن من يفتعلون المشاكل لشعبنا الأبي الثابت على أرضه ومبادئه، هم الذين فرطوا في عاصمتهم وأرضهم وجمهوريتهم ودولتهم، لأنهم بلا مشروع وطني، ثم هم يزايدون على وطنيتنا، ويحلمون بمصادرة حاضرنا ومستقبلنا بشعارات لم تعد تلفت عابر سبيل.

أيها الأخوة إن المراهنة على إثارة الفرقة بين الجنوبيين ليحارب بعضهم بعضاً بالنيابة عن عصابات الفيد والنهب قد ولى زمانها، وأثبتت الأحداث والوقائع أن قاعدة دم الجنوبي على الجنوبي حرام هي التي تضبط موازين التباين والاختلاف، وأن المستقبل لنا جميعاً تحت راية القانون والعدالة والاجتماعية والحريات السياسية والمدنية.

إننا في حضرموت خاصة والجنوب عامة لا ننشغل كثيراً بالماضي، ولكننا نؤسس للغد منذ الآن، وإن صورته لتبدو لنا جلية واضحة: وطناً حراً مستقلاً يتسع للجميع، تبنيه عقول وسواعد أبنائه وبناته جنباً إلى جنب، لنلحق بركب الحضارة والحياة الإنسانية الكريمة. لكننا نؤكد أن أي قوة عسكرية من بقايا نظام الاحتلال لا مكان لها ولا بقاء لأفرادها على هذه الأرض الحرة الأبية، وإن ساعة استكمال التحرير لقريبةٌ جداً، وإذ يكتمل تحرير كامل التراب الوطني الجنوبي فإن لحظة تاريخية جديدة سوف يدونها الزمان في سجل الشرف والمبادئ والوطنية والإباء.

وبالقدر الذي ندرك جوانب التعقيد في مشهد الأزمة اليمنية التي تهرب أطرافها الرئيسية من محاولة حلها إلى افتعال مخارج وهمية لأنفسهم جنوباً، فإننا ندرك الورطة التاريخية التي وضعوا أنفسهم فيها ولا يحسدون عليها، ونحن من موقف المقاوم والمتقدم على كل الجبهات نمد يد العون لهم للوصول إلى سلام عادل، يضمن لدولتهم استقرارها، كما يضمن لدولتنا حقوقها في جوار آمن، تشمل نتائجه إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة كلها.

المجد لشهداء النضال السلمي والمقاومة الجنوبية الباسلة العزة والنصر لشعبنا الحر الأبي على كامل ترابه الوطني من باب المندب غربآ حتى المهرة شرقاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى