تقرير خاص | كيف أسقطت الضالع رهان الشرعية في كسر إرادة الجنوبيين…؟

عدن24 | خاص

مثلت الضالع على امتداد تاريخها حجر عثرة امام القوى الاستبدادية والديكتاتورية، صعب عليهم تطويعها سواء بالسلم أو بالقوة.

وكان عهد نظام “عفاش” خير دليل على ذلك، حيث صعب عليه اخضاعها ومثلت حالة تمرد وعصيان لنظامه، ولذلك لجأ إلى حرمانها من الخدمات ومحاربتها بكل الوسائل ومنها الجانب العسكري، ولكنها مع ذلك ظلت هي الضالع التي لا تعرف الخضوع.

وعلى الرغم من كل هذه الدروس التي قدمتها وتقدمها الضالع، لكن يبدو أن الشرعية المختطفة من قبل الإخوان المسلمين  قد تناست من هي الضالع، ولذلك حاولت هذه المرة وعبر ذراع مليشيا الحوثي اخضاع الضالع وكسر إرادة الجنوبيين ليسهل لها السيطرة على الجنوب وابتلاعه مرة أخرى.

جاءت الحملة العسكرية التي شنتها مليشيات الحوثي على محافظة الضالع بعد أشهر من حملات إعلامية مكثفة من قبل الأقلام المدعومة والموالية للشرعية والتي دعت إلى اخضاع الضالع ولو باستخدام القوة.

وجاءت محاولة دخول مليشيات الحوثي إلى الضالع بعد أن سلمت الألوية العسكرية الموالية للشرعية في قعطبة ومريس معسكراتها لمليشيات الحوثي بأوامر من النائب علي محسن الأحمر وفق اعترافات من تم القبض عليهم من جنود الشرعية وهم يقاتلون في صفوف مليشيات الحوثي.

ولقنت الضالع ومعها أبناء الجنوب مليشيات الحوثي درسا عسكريا قاسيا والحقت بهم هزيمة ثانية بعد هزيمتهم عسكريا في 2015م، وبهذا تكون قد خسرت الشرعية في كسر إرادة الجنوبيين وإخضاع بوابة الجنوب عبر استخدام مليشيات الحوثي.

وقال مراقبون إن الشرعية وباتفاقات سرية مع مليشيات الحوثي وبرعاية قطرية تركية هدفت إلى اجتياح بوابة الجنوب “الضالع” ومن يافع وردفان، وتلك هي المناطق التي تمثل الثقل الرئيسي للثورة الجنوبية والداعية إلى استعادة الدولة الجنوبية.

وأوضح المراقبون أن الشرعية  اعتقدت انها ستستطيع الدخول عبر استخدام الحوثي بهدف تقاسم الجنوب وابتلاعه مرة أخرى، ولكن الاستبسال والملاحم العسكرية التي سطرها أبناء الجنوب في الضالع افشلت وكسرت أحلامهم ودمرت هذا المخطط واحبطت من يموله.

التطورات الميدانية

وفي سياق التطورات الميدانية تتواصل المواجهات في مناطق عدة في جبهات قعطبة وحجر في البلدات المحيطة بمنطقه شخب شمال غرب والقفلة شمال شرق مديرية قعطبة.

كما تقترب القوات الجنوبية من السيطرة الكاملة على منطقة الفاخر بقعطبة، ووفقا للمكتب الإعلامي في المحافظة فقد شهدت جبهة حجر اشتباكات متقطعة في باجة والمقلب والريبي وعويش شمال غرب المنطقة بين القوات الجنوبية من جهة والمليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيا من جهة أخرى استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة وقذائف الهاون التي تستخدمها المليشيات في قصف القرى والمدن وبشكل متقطع.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد عمليات عسكرية قوية نفذها طيران التحالف العربي بشكل مكثف وكبير في استهداف مواقع وتجمعات واماكن تواجد القناصين في جبهات قعطبة وحجر خلال الأيام الماضية تكبدت خلالها المليشيات الحوثية خسائر بشرية كبيرة وعتاداً عسكرياً من اهمها تدمير مخازن للأسلحة كانت تستخدمها المليشيات في بعض المنازل في سليم وعويش والزبيريات.

وقصف المليشيات الحوثية المناطق السكنية في المناطق لمناطق المحررة أدى الى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء وتدمير عددا من المنازل بين أضرار كلية وجزئية واضرار مادية مختلفة في الممتلكات الخاصة والعامة.

وضمن الانتهاكات والجرائم الإنسانية ارتكبت مليشيا الحوثي جريمة بحق امرأة مسنة في منطقة شخب.

ووفقا لشهود عيان فقد أطلقت المليشيات الرصاص الحي على المرأة “وفاء عبدالله” البالغة من العمر 30 عاما “غربي قعطبة بالقرب من المزرعة الخاصة بأسرتها.

واستهدفتها بطلق ناري أصابها بالجزء العلوي من الفخذ فوق مفصل الركبة.

وتم اسعاف المصابة إلى مستشفى النصر في الضالع لتلقي العلاج اللازم.

كما توفيت فتاة متأثرة بإصابتها جراء تعرض مسكنها لقذائف أطلقتها مليشيات الحوثي في نفس المنطقة.

وفي منطقة حجر قصفت المليشيات الحوثية الإرهابية يوم أمس الأول “السبت” منازل المواطنين بقذائف الهاون.

وافادت مصادر ميدانية أن عددا من منازل المواطنين والمزارع في حجر تعرضت للقصف العنيف بقذائف الهاون من قبل مليشيات الحوثي التي استهدفت بشكل مباشر منازل ومزارع الدواجن التابة لمواطني قرى لكمة الدوكي وبير قيس والشغادر وغيرها من المناطق المجاورة.

وتواصل المليشيات الحوثية انتهاكاتها الصارخة ضد المدنيين في حجر بقصف الأحياء السكنية ومزارع المواطنين واستهداف النساء والأطفال بشكل عشوائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى