طلاب صمّ تصطدم مطالبهم الحقوقية بآذان صماء وقلوب جوفاء

طلاب صمّ تصطدم مطالبهم الحقوقية بآذان صماء وقلوب جوفاءصم طالبو للعلم وصعوبة في الوصول الى المدرسةطلاب مدرسة نشوان للناطقين والصم بمديرية المنصورة بالعاصمة عدن، رغم الإعاقة إلا أنهم أقدموا على طلب العلم ومع ذلك يجدون صعوبة في الوصول إلى مدرستهم والعودة إلى منازلهم.. إذ لم تقم الجهات المعنية بتوفير حاجتهم من وسائل نقل، حيث إن هذه الفئة من المعاقين (الصم) لا يملكون القدرة على التواصل المباشر مع الغير وليس لديهم القدرة على السمع لذلك يحتاجون إلى من ينقلهم من مكان إلى آخر وتوفير مواصلات لهم تسهل عليهم تعليمهم.كما أن أولياء أمور الطلاب يعانون كثيرا من هذه المشكلة فيضطرون لمرافقة ابنائهم إلى المدرسة والبقاء معهم حتى وقت خروجهم.. إضافة الى الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي جعلت هذه المعاناة أكبر خاصة لمن لديه أكثر من طفل يعاني من الإعاقة, مع العلم أن هناك ميزانية مخصصة من قبل الدولة تكفل لهذه الفئات حقوقهم وتوفير كل الوسائل التي تسهل عملية تعليمهم ومعالجتهم وإدماجهم في المجتمع.صحيفة “عدن24” تنقل شكوى إدارة مدرسة نشوان وبعض من أولياء أمور الطلاب, حيث قالت أ. تحية المحرزي، مديرة مدرسة نشوان للناطقين والصم: “لقد قمت باستقبال الطلاب من بعد أن تم طردهم من مدارسهم عام 2008 وقمت بتوفير طاقم تدريسي لهم سواء بالأجر اليومي أو متطوعين، لكن المشكلة تقبع في توفير مواصلات للطلاب الذين يأتون من مناطق بعيدة وهم معاقون لا يتكلمون ولا يسمعون، فاذا تعرضوا لمشكلة في الطريق كيف يمكن أن يتعاملوا معها وكيف يمكن أن يتفاهموا مع سائق الباص، فقد يفهمهم بشكل خاطئ ويأخذهم إلى أماكن أخرى، لذا كل ما نطالب به هو توفير مواصلات للطالب”.وأكدت المديرة أن أولياء الأمور قد عملوا كل الوسائل اللازمة من وقفات احتجاجية ومناشدات في الوسائل الإعلامية لتوفير مواصلات لأبنائهم الا أن صندوق رعاية المعاقين يعيق ذلك.واضافت قائلة: “إذا لم تستطع الجهات المعنية توفير كل ما يحتاجه الطالب فعليهم بتوفير فصول للطلاب في المدارس التي في مناطقهم، وأنا مستعدة لاستقبال الطلاب من مديرية المنصورة لأنه لدينا طلاب من مختلف مناطق المحافظة ومن مناطق قريبة بمحافظة لحج فلا يمكن المخاطرة بهؤلاء الأطفال”.واشارت المحرزي إلى أن “المدرسة تعاني من كثافة في عدد الطلاب ونقص في المعلمين، حيث كان المعلم يقوم بتعليم من 5-6 طلاب أما الآن فهو يعلم أكثر من 17-20 طالبا، كما أن أغلب المعلمين متعاقدون ومتطوعون والمبالغ التي يستلمونها لا تساوي شيئا”..وحملت الأستاذة تحية وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل صندوق رعاية المعاقين وجمعية رعاية وتأهيل المعاقين المسؤولية الكاملة لما تعانيه المدرسة من مشاكل.حقوق ضائعةيقول عبده الواصل (أب لطفلين أصمين) بأن “حقوق الصم والمعاقين ضائعة تماما ومنهوبة من قبل متنفذين ومسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدءا من جمعية الصم المسؤولة عن أبنائنا مرورا بإدارة صندوق رعاية المعاقين وانتهاءً بمدير الشؤون الاجتماعية للأسف الشديد”.وأضاف: ” من بعد الحرب ونحن نعاني من عدم توفر مواصلات ووسائل تعليمية لأبنائنا الصم وعلاجات، فالقانون والدستور قد كفلا للصم حقوقهم، إذ لهم ميزانية تستقطع من عدة جهات حكومية لصالح صندوق رعاية المعاقين فأين هذه الحقوق؟”.وتابع الواصل: “نحن نتكلم عن أبنائنا الصم بمدرسة نشوان، فإن من أبسط حقوقهم توفير مواصلات لهم تأخذهم من منازلهم وتعيدهم إليها وكذلك توفير معلمين.. وهذه رسالة أوجهها لهم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.تجاهل رسمي واضحمن جانبه قال مهيوب القفلع (ولي أمر) بنبرة حادة: “أنا أطالب وزيري الشؤون الاجتماعية والعمل والتربية والتعليم ورئيس الوزراء بأن ينظروا إلى أطفالنا الصم وحقوقهم.. في الغرب جمعيات لحقوق الحيوان ونحن ليس لأطفالنا حقوق، حيث أنهض عند الساعة السابعة صباحا لأمشي وأركب عدة مواصلات للوصول للمدرسة والبقاء معه حتى انتهاء وقت الدوام وفي هذه الحالة كيف بي ان اقوم بإعالة بقية اخوته إذ لابد من تعليمهموأردف مهيوب قائلا: “أنا لا أتهم أحدا ولكن لطفلي هذا حقوق، أين هي؟حيث نذهب الى الجمعية فتقول نحن لم نستلم ونذهب الى صندوق رعاية المعاقين دون فائدة فالكل يرمي بحمله على الاخر، لذلك أنا أوجه لهم رسالة عبر “عدن 24″ وأسأل هل لطفلي الأصم حقوق أم لا فاذا له حقوق فأين حقوقه وإذا ليس لديه حقوق فليقولوا ليس لديه حقوق كي نقنع”.. وختم القفلع قائلا: “إنهم مسؤولون عنا فاذا لم يستطيعوا خدمتنا فليقدموا استقالاتهم”.انعدام وسيلة المواصلاتكذلك تحدث إلينا سمير السلامي (ولي أمر) بقوله: “صارت أزمة توصيل الطلاب أزمة خانقة بسبب عدم توفر ساعات البترول وكذلك قدومنا من أماكن بعيدة لأجل تعليم أبنائنا، ونحن قد قمنا بتوصيل رسالة إلى الجهات المختصة بتوفير مواصلات وهذا من أجل أمان وسلامة أطفالنا، فنحن نخاف عليهم من خطورة الطرقات لذا نذهب معهم”.وقد اشتكى بعض الأهالي من عدم توفر سماعات للمعاقين، حيث إن تكلفتها باهظة ويحتاجون إلى سماعة جديدة في كل مرحلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى