مأساة مقاتل أعزل تفضح جرائم الإصلاح في محور تعز

فضح المقاتل نبيل العكش متاجرة حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، في حرب وهمية تدور رحاها في مدينة تعز.

“العكش” وسط سيل من الدموع التي انهمرت من عينيه عند رؤية صديقه غارقاً بالدماء وبقاءه عالقاً في الخط الملتهب، قرر اقتحام وابل من رصاص قناصة مليشيا الحوثي، وحث زملاءه التغطية النارية قبيل أن يسقط شهيدا جوار رفيقه، قائلاً في قنبلة مدوية فضحت ممارسات الإصلاح: “ليس لديّ سلاح”.

تقارير صحفية أفادت بأنّ “العكش” ترك أسرة مكونة من زوجة وستة أطفال وطفل رضيع آخر في الشهر الثاني من عمره يعيشون في كوخ خشبي في قلب مدينة تعز نصب في ممر ضيق بين مجرى السيول وأحد مباني حي “ديلوكس”، حيث وثقت “العين الإخبارية” مأساة الأسرة التي ناشدت بالضغط على الحوثيين للإفراج عن جثمانه.

وأثار مقطع فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للحظات الأخيرة من حياة “العكش” سخطاً شعبياً واسعاً ضد محور تعز واتهموه بعدم الاكتراث بأرواح الجنود وتحويله من قبل حزب الإصلاح، إلى ستار للتحكم بالجبهات وحرمان المقاتلين من الأسلحة للدفاع عن أنفسهم ضد بطش الحوثيين.

واتهم النشطاء، حزب الإصلاح الإخواني في مدينة تعز باختطاف قرار المؤسسة العسكرية والأمنية وإسناد المعارك لقيادات مدنية وإقصاء الضباط المحترفين، وعدم الاستفادة منذ أربعة أعوام في تطوير الخطط الهجومية.

ووجه نشطاء في تعز، الكثير من الاتهامات لجماعة الإخوان، كان أخطرها ما وصفوه بـ”تسليح مليشيا الحشد الشعبي” لتنسيق سري لتقاسم المشهد اليمني مع مليشيا الحوثي.

وأفادت تقارير حقوقية بأنّ إخوان اليمن عبر حزب الإصلاح استحوذوا على جميع المؤسسات الأمنية والعسكرية لا سيّما في تعز ومأرب، لكن الفارق في تعز أن هناك أطرافاً ترفض الاستسلام وتجتهد في تحرير مؤسسات الدولة.

و”الحشد الشعبي” التابع للإخوان هي مليشيا موازية للجيش وتسعى جاهدة لتعويض الأسماء الوهمية في كشوفات الجيش بهذه العناصر غير القانونية.

وتحوَّل مقر حزب الإصلاح إلى وكر لتوجيه الأجهزة الأمنية في ملاحقة الناشطين والمنافسين السياسيين ممن يكشفون الممارسات الإخوانية، فيما شهدت تعز مؤخراً تفاقم وارتفاع معدل الجريمة في ظل غياب قوة الدولة وهيبتها في ضبط المخربين.

في سياق متصل، نقلت بوابة العين الإخبارية عن مصادر عسكرية ما وصفته بـ”الهيمنة الإخوانية” أتاح لها اختلاق معارك جانبية واسعة ضد رفقاء السلاح.

المصادر قالت إنّ الإدارة الإخوانية “العشوائية” للجبهات أدى إلى أفراغها من المقاتلين وأصابها بالانتكاسات الخطيرة، مثل أبرزها في أبريل 2015، من تراجع غير مدروس من خط “الستين” الاستراتيجي الرابط بين الأحياء الغربية والشمالية بمطار تعز شرقاً.

وعن طبيعة معارك الأيام الأخيرة التي تنطلق نحو “الستين” التي شارك فيها “العكش” في جبهة “الزنوج”، يقول رئيس عمليات اللواء 170 دفاع جوي بتعز العقيد معاذ الياسري إنها تسعى لكسر الحصار لكنها تسير دون تنسيق مع جبهات الريف وغرفة عمليات التحالف العربي للاستفادة من الغطاء الجوي والدعم اللوجيستي.

وأضاف: “تبين من خلال تواصلنا بقيادة قوات التحالف العربي في عدن أن قيادة محور تعز لم تبدِ أي ردود إيجابية.. الحوثيون في أضعف حالتهم بعد هزائم الضالع والجيش بحاجة لخوض معارك جادة لا للضغط السياسي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى