دروس مستفادة من المعارك الاخيرة

كتب ـ حامد الحامد

من لا يشكر الناس لا يشكر الله .. ومن هنا من قلب عدن عاصمة الجنوب العربي الأبية يتوجب علينا ان نتوجة بالشكر للحوثة ليس شكرا واحدا بل اربعة شكور زائدا اربعين شكر زائدا أربعمائة شكر.

كان البعض يتوهم ان الجسم الجنوبي منهك بالتصدعات والتشققات ، وربما توهم البعض ان بعض الدمامل العالقة في الجسم الجنوبي هي القاعدة وليست الاستثناء ، وتوهم البعض ان هذه الدمامل سائدة وليست نادرة .

هذه الهجمة الحوثية – ورب ضارة نافعة – اظهرت ان الجسم الجنوبي اقوى بكثير مما يظنون ، اظهرت ان الجسم الجنوبي هو جسم واحد عند الملمات والشدائد .

هذه الهجمة الحوثية اثبتت للجميع ( لغيرنا ولنا ) مدى تسابق ابن المهرة وابن حضرموت وابن شبوة وابن يافع وابن ابين وابن عدن وابن لحج وابن الضالع للدفاع عن الضالع الجنوبية ارضا وسكانا .

هذه الهجمة الحوثية اظهرت للجميع مدى صلابة المجتمع الجنوبي ، وانه كالبنيان المرصوص تتحطم على صخوره اوهام المتوهمين .

لقد اظهرت الهجمة الحوثية افضل مافي الجنوب والجنوبيون .

شكرا للحوثة 400 شكر ، لانه قبل 400 عام غزا (امام صنعاء) حضرموت حتى وصل الى سيئون وقامت يافع باسناد حضرموت بجيش – بناء على طلب الامام شيخ ابوبكر بن سالم ( مولى عينات ) – وتم دحر هذا الجيش الغازي وطاردوه حتى ذمار ، ولكن جماعة صنعاء وباب اليمن ربما لم يقراؤ التاريخ وان قراؤه ربما لم يتعضوا بماحدث ، وربما طول الفترة الزمنية انساهم هزيمتهم النكراء في ذلك الزمان مماجعلهم اليوم يتهورون ويقومون بالتحرش بالضالع .

شكرا للحوثة 40 شكر ، لانه قبل 40 عاما قام علي عبدالله صالح ( الموضوع حاليا بالثلاجة ) وتحديدا في عام 1979 بالتحرش بالضالع وقامت باعتداء سافر على الضالع وبعض مناطق الجنوب الاخرى ، اذا كان حينها علي عبدالله صالح يبحث عن مجد عسكرى في بداية سنوات حكمة لصنعاء ، وربما غرته اعداد جيشة الذي يربوا على 200 الف مسلح وضآلت عدد الجيش الجنوبي الذي لم يتعدى عدده ال 30 الف مقاتل ، واصابه الغرور وقام بفعلته النكراء ولكن الجيش الجنوبي لقنه حينذاك درسا بل دروسا لم ينساها اذا قام الجيش الجنوبي بصد الهجوم اليمني العفاشي وقام على الفور بهجوم معاكس توغل فيها الجيش الجنوبي مسافة لا تقل عن 80 ميلا داخل الاراضي اليمنية على طول الجبهة الممتدة من كرش الى بيحان مرورا بالضالع ويافع وتوغل في كل من تعز واب والبيضاء ومارب مسافة لاتقل عن 80 ميلا ، مما جعل عفاش يستصرخ المجتمع الدولي والاسرة العربية مناشدا اياهم بالضغط على حكومة عدن لوقف الزحف الجنوبي وقال ان صنعاء مهددة بين عشية وضحاها بالسقوط بايدي الجيش الجنوبي ، ولايزال بعض الناس يتذكر رجاءه وتوسلاته لعلي عنتر بالانسحاب من الاراضي اليمنية ، ربما جماعة صنعاء نست تلك الوقائع وذالك التاريخ لان من عاصروا تلك الفترة قد انتقلوا الى العالم الآخر والبعض الآخر ممن بقى منهم صار في سن الهرج والنسيان والهذيان .

شكرا للحوثة اربع مرات ، لانه قبل اربع سنوات وتحديدا في عام 2015 تجرعت مليشياتهم مع حليفهم علي عبدالله صالح تجرعت المر والهوان وذل الهزيمة في شوارع عدن من قبل فتيان الجنوب باسلحتهم البسيطة ، ونحن نستغرب كيف نسوا او تناسوا ماحدث لهم في عدن خصوصا وفي الجنوب عموما خاصة وان ذلك الحدث لايزال طريا

شكر اضافي للحوثة لانه بفعلتهم هذه – التحرش بالضالع ويافع – جعلوا التلاحم الجنوبي الجنوبي الكامن ان يظهر للعيان ويراه كل من لديه بصيرة.

ان الذين دافعوا عن الضالع اليوم والذين دافعوا عن عدن بالامس هم ابناء واحفاد أولئك الرجال الذين جننوا بالشياطين الحمر البريطانية في يونيو عام 1967 ، فمن جنن بالشياطين الحمر البريطانية المدججة باعتى الاسلحة واحدثها لن يصعب على ابناءهم واحفادهم هزيمة مليشيات اتت من كهوف التاريخ .

على جماعة صنعاء وباب اليمن ان يدركوا ان ارض الجنوب العربي ليست كمثل ارض مارب او صرواح او تعز ، وان القوات الجنوبية ليست كمثل قوات الفرقة الاولى مبرقع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى