باعوا القضية

كتب: محمد السليماني

 

في شهر يوليو من العام ٢٠٠٩م وإبّان زخم مهرجانات الحراك الجنوبي، كنت أسكن في مدينة الدمام مع شباب جنوبيين في “عزبة” كنّا من يافع وشبوة وحضرموت والضالع وردفان، خطابات المهرجانات ورغم أن وسائل التواصل كانت أقل من الوقت الحالي، إلا أنّها كانت تبقينا في متابعة مستمرة للأحداث.

كم تغنّينا بتلك الأبيات التي مات قائلها (لا عاد أبا وحدة ولانا وحدوي .. قولوا يساري أو من أصحاب اليمين) وكم طربت اسماعنا على تلك الخطابات الرنّانة التي كنّا نشعر معها بأن الجنوب قادم غداً أو بعد غد ليس أكثر.

مرّت الأيام سراعاً وأتى الغزو الحوثعفاشي لتتكشف لنا الأوجه ولتنزع تلك الأقنعة التي كانت تعتلي بعضها، الأيام كانت كفيلة بأن تُبين لنا الوطنيين حقّاً ومن كانوا يستغلون قضية شعب الجنوب العظيم فقط من أجل تحقيق مآربهم ومكتسباتهم الشخصية، ولا يضيرهم أن يبيعوا القضية إذا ما كان المغنم يستحق ، وأكثرهم (باعوا الكضية).

من جبال يافع الشموخ والإباء من يافع التاريخ من يافع المدد، القائد المُلهم السيد الرئيس عيدروس الزبيدي يقف بكل شموخ على أرضه وبين أبناء شعبه موجهاً رسائل واضحة للحوثي ومن خلفه بأن تراب الجنوب أشرف وأطهر من أن تنالوه، ومن هناك أعلن قائدنا عيدروس عن إطلاق المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي الجنوبي وتحت رعاية وفد من المبعوث الأممي الخاص.

حوار مشروط بشرط واحد فقط هو أن تؤمن باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة بحدود عام 1990م وترفض أي مشروع للبقاء مع جمهورية اليمن تحت أي شكل من أشكال الحكم، ما عدا ذلك هي خلافات جانبية سنتجاوزها.

إذا أردت أن تهدم أي قضية ولكنك لا تقوى عليها فابدأ أولاً بتفكيكها وحاول أن تمزقها واستمر في ذلك حتى تجعلها واهنة ثم بعد ذلك سيسهل عليك هدمها.

منذ وقوعنا تحت الاحتلال الغاشم كان السبب الرئيسي لضعف قضيتنا هو غياب القيادة وبعد أن أصبحنا في الجنوب نملك قيادة سياسية تسعى لتحقيق حق الجنوبيين في استعادة دولتهم، تسعى أطراف داخلية حزبية وأخرى يمنية وبالطبع جميعهم مدعومون إقليمياً لإيجاد مكوّنات تحمل مسمى الجنوب ولكنها لا تملك من الجنوب إلا هذا المسمى فقط.

 

الائتلاف الوطني الجنوبي دليل على ذلك، لا يملكون أي رؤية يقبلها أي مواطن جنوبي بل أنهم يروّجون لمشاريع مرفوضة تماماً من هذا الشعب وهذه المشاريع المراد تنفيذها هي ما قامت الحرب عليها أصلاً.

 

هل نقبل كجنوبيين بعد كل هذه الدماء التي روت أرضنا حتى أصبحت رائحة الموت في كل منزل أن نعود إلى باب اليمن؟

 

هؤلاء الذين ينادون بمشاريع الأقاليم من جنوبيي الشرعية ألا ينتمون إلى أرض الجنوب؟!

 

احتلال وفتاوى 94م ثم غزو 2015م كل هذه ألا تجعلهم يشعرون بالعار وهم يقفون ضد شعبهم مع الذين سفكوا دماء شعبهم؟

 

أهي الحزبية أم الحسابات البنكية؟؟

 

أخيراً

أخشى ما أخشاه هو اولاءك الذين ينظرون للجنوب كأنه كعكة يريدون نصيبهم منها، مع يقيني بأن الأيام التي كفلت لنا فضح من سبقوهم كفيلة أيضاً بفضحهم.

دقسة ..

” إننا على عهدنا ماضون لا نملك إلا مشروعاً واحداً هو الاستقلال واستعادة دولتنا كاملةً وغير منقوصة “

الرئيس/ عيدروس الزبيدي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى