العمل الخيري في رمضان .. عطاء لا يتوقف وآمال بإيصاله إلى مستحقيه   

عدن24 | خاص

رغم الجهود التي تقوم بها الجمعيات والمؤسسات الخيرية وفاعلي الخير في العاصمة عدن الا أن هناك اسراً متعففة لا تسمح لهم عفتهم أن يسألوا الناس إلحافا مع انهم في بيوتهم يعانون.

أسرة مكونة من 5 أفراد والأم الخامسة يعيشون أسوأ الظروف.

إنها أم حسن” واحدة من الأسر التي تعاني عسر الحال متحسرة على حالها واولادها وهم في حالة عصيبة تنتظر من يمد لها يد العون والمساعدة لاسيما والكثير من المواطنين يستعدون لتوفير متطلبات رمضان خلال هذه الايام.

تقول أم حسن: “خرج ولدي من المدرسة ليشتغل بالأجر اليومي عند صاحب الدجاج الذي يدفع له مقابل عمل يومه 1500 ريال، وانا ارملة توفي زوجي وترك 3 بنات وولد واسكن في منزل إيجار عندما يمرض ويتوقف العمل ما يكون معنا دخل ودخله اليومي الذي يتقاضاه من صاحب الدجاج هو قوتنا الوحيد بغيره لا نستطيع فعل شيء”.

وأضافت” ليس القوت الضروري وحده مانعاني من غيابه فحسب بل إحدى بناتي مريضة لم أستطع أن أعالجها رغم مساعدة بعض الناس لذلك أنا حيرانة أمام حالتها الصحية كونها بحاجة إلى تدخل جراحي خارج البلاد”.

وقالت أم حسن “: تعاني البنت من جلطة بالدماغ مسببة لها تشنجات وشحنات شديدة بالإضافة إلى مرض القلب وقد ساعدها فاعلو خير وتم تحويلها إلى صنعاء وللأسف قالوا هي بحاجة إلى تدخل جراحي وانه حاليا هناك خطر على حالتها ولا توجد امكانيات باليمن لإجراء هذه العملية والطفلة عمرها 12 سنة، ونحن يا الله نأكل ونشرب”.

واختتمت أم حسن قائلة “رمضان بالنسبة لي فرصة لتكثيف الدعاء لله عز وأجل أن يشفيها ويحسن حالها ويسهل لنا قوت يومنا”.

مناشدة عبر صحيفة “عدن24” لكل فاعلي الخير أن يلتفتوا إلى هذه الاسرة التي تعاني الفقر والمرض.

فعل الخير ورسم الابتسامة وادخال البهجة والسرور في قلوب الأخرين ليس بالأمر الهين خصوصا في هذا الشهر الكريم حيث تتسابق ايدي الخير إلى تقديم المساعدات الخيرية  للفقراء المعدومين والايتام، فتجد الكثير من الجمعيات الخيرية ورجال الخير يقدمون المساعدات الرمضانية المختلفة في جميع الاماكن حتى الشوارع العامة لا تخلو من العمل الخيري.

اغلب المعونات التي تقدم للمحتاجين من المواطنين هي مواد غذائية وقليلاً ما تكون مادية فالجمعيات الخيرية تعمل على تقديم وجبات الافطار للصائمين بصورة مستمرة طوال أيام شهر رمضان.

اغتنام عمل الخير

تعمل العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية بمشاركة فاعلي الخير على تقديم المساعدات للأسر المعدمة التي تعاني من توفير أبسط الحاجات من أكل وشرب علاوة على متطلبات الصائم  التي يحتاج توفرها عند الإفطار.

تجد العديد من تلك المؤسسات والجمعيات الخيرية تتسابق إلى فعل الخير من خلال نشر وإعلان برنامجها الرمضاني الذي يوضح من خلاله آلية عملهم الخيري خلال أيام شهر رمضان.

مؤسسة شباب عدن واحدة من تلك المؤسسات التي تسعى جاهدة إلى تقديم برامجها المتنوعة، التي تحتوي على العديد من الفقرات  والأنشطة الرمضانية منها تقديم المساعدات للأسر الفقيرة وكذا إفطار الصائمين وغيرها من الأعمال الخيرية.

وخلال لقائنا برئيس مؤسسة شباب عدن الواعد سالم الحصني قال: تأسست المؤسسة في عام 2014م وتقدم طيلة رمضان إفطارات للأسر المتعففة في منازلهم حيث توصل لهم وجبات افطار يوميا، وكذا وجبات افطار في الطرقات وهناك أربعة مواقع يتم فيها مأدبة إفطار منها الحمراء وحجيف والدائري العقبة وكذا في المنصورة.

وأضاف: لدينا برنامج خيري في رمضان ونحن في صدد انتظار الممولين وهو تنظيم السير قريب الاذان خصوصا أن العاصمة عدن تعاني من ازدحام الطرقات.

لذلك في رمضان وقريب الفطور يكون الكل مستعجلاً من السائقين لكي يلحقوا الفطور، وهذه المشروع يحمل اسم “طريقي مسؤوليتي”.

وتابع “لدينا الان تمر سيتم توزيعه على المحتاجين وكذلك ننتظر وصول سلل غذائية من فاعلي الخير سيتم توزيعها على الاسر الاشد حاجة”.

وقال: نحن استلمنا اعمالاً خيرية من عدة مؤسسات كبيرة مانحة مثل مؤسسة يافع للأعمال والإنجاز التي تعتبر هي من أكبر الداعمين لمؤسسة شباب عدن الواعد.

ونحن نعمل نداء عاماً عبر صحيفة “عدن24” لكل المنظمات المانحة والداعمين بأن يساعدوا الاسر المحتاجة حيث وان هناك العديد من الاسر بحالة مادية صعبة تفتقر إلى ابسط المتطلبات.

وأشار “إلى أن هناك أسراً نازحة من تهامة عائشين في عشش تفتقر إلى متطلبات كثيرة منها الغذاء وهم ممن تستهدفهم المؤسسة في تقديم المساعدات الغذائية.

حالات يتم استهدافها عبر منصات التواصل

حل رمضان ومازالت الحرب تدق طبولها مع تزامن وضع اقتصادي حرج، فقد الكثيرون وظائفهم واعمالهم ولم يتمكنوا من توفير قوت يومهم، تركت الحرب للكثير من النساء عبئاً في إعالة اسرهن في ظل فقدان عائل الاسرة وتارملهن وتيتم أطفالهن.

وفي هذا الجانب قال الحصني: “هناك حالات كثيرة لا أحد يعلم بحالتها من التعفف لم تستطع ان تسأل الناس او تفشي حالتها للغير لذلك تلتزم الصمت والصبر في منزلها”.

وأضاف “أن هناك حالة إنسانية تعاني من فقر مدقع،” أم وبناتها الـ 3 وولد” فقدوا معيلهم ” الاب” والام تعاني من حالة نفسية ومنزلهم غير مؤهل للسكن الادمي لا سقف ولا فراش.

وأوضح الحصني عندما قرأ من خلال المنشورات في منصات التواصل الاجتماعي التي تطرقت إلى هذه الاسرة وعن الظروف القاسية التي تعيشها وجه نداء لكل الايادي البيضاء بأن يساهموا في دعم هذه الاسرة.

وأشار” إلى أن هذه الاسرة تم استهدافها من قبل مؤسسة شباب عدن الواعد” وذلك من خلال تقديم وجبات يومية كون الام لم تستطع الطبخ.

وقال الحصني: “تكلمنا مع العديد من المشايخ في المساجد أن يعملون ندا لإغاثة هذه الأسرة”.

وهذه الحالة هي قريبة من مؤسستنا لكننا لم نكن نعلم عنها الا من خلال نشر حالتها لذلك هي من المستهدفين في استلام الدعم”.

من جانبه قال الشيخ عبدالرحمن الصبيحي إمام جامع الشوكاني “لدينا خلال أيام شهر رمضان سفرة إفطار متكاملة في المسجد لعدد ما يقارب 200صائم. وهذه الوجبات تقدم من عدة فاعلي خير”.

وأضاف “هناك وجبات نقوم بتجهيزها بأنفسنا وأخرى يتم شراؤها من السوق وهناك الكثير من الاعمال الخيرة التي نقوم بها من خلال الداعمين للخير ونقدمها  للأسر المحتاجة من جميع الفئات”.

وأوضح الصبيحي أنه في شهر رمضان تحل البركة وتقدم العديد من المساعدات للفقراء من خلال الشباب الذين يسعون إلى إيصال المساعدات التي توصل من الخيرين للفقراء.

وقال إن هناك الكثير من الاسر المحتاجة في منطقة عبدالقوي لكنها لم تستهدفهم المنظمات الخيرية، وغالبا ما تستهدف الايتام والنازحين وبعض الاسر الفقيرة، ما تستهدف اسر كثيرة، وهذا يتم عن طريق مندوبين مخصصين، وفاعلو الخير يقدمون الخير في رمضان وغيره من الأشهر وهؤلاء ربنا يبارك في ارزاقهم ومالهم، حيث إن هناك محتاجين وايتاماً يستفيدون من الدعم المقدم من جانبهم”.

وقال أحد رواد جامع الرضاء أن الجامع يقدم في رمضان سفرة أفطار لصائمين يصل عددهم إلى 300 صائم بينهم من اسر فقيرة يقبلون لتناول وجبة الإفطار.

وأضاف” أن هناك أسراً فقيرة لا يتوفر لديهم وجبات متكاملة فياتي الصائمون إلى الجامع ويتناولون وجبة الإفطار مع الحاضرين وهذا كله من فضل الله والدعم المقدم من فاعلي الخير.

وعن الدور الخيري الذي تقوم به جمعية القعيطي الخيرية قال د/ يوسف القعيطي: كل مجالات الخير نقوم بها متى ما توفرت لنا متطلبات ذلك النشاط، عملنا في الجمعية عمل خيري يعتمد على ما يقدم من مساعدات خيرية من قبل فاعلي الخير ونحن نعتبر كوسيط ما بين فاعل الخير سواء كان جهات او افراداً او منظمات خارجية او داخلية او مؤسسات حكومية او متبرعين ممن يودون أن يقدموا في رمضان او غيره.

لذلك نحن نحول هذه المساعدات إلى برنامج عمل ويتم توزيعها على الفئات المستهدفة.

ويتم تحديد الاسر الفقيرة منها اسر شهداء ومنها اسر عائلها متوفى او مقعد او بدون عمل هي عبارة عن اجتهادات للجمعية على مدى سنواتها الماضية لذلك اصبح لدينا قاعدة بيانات بحالات كثيرة من الأسر التي نركز عليها.

ونحاول ان نتابع هذه البيانات لمعرفة من تغير وضعها وتحسن.

وتعمل الجمعية في نطاق جغرافي معين من حيث عنوان موقعها حيث هي في مديرية المنصورة وبالتالي ساكنو الاحياء القريبة منها فيها أسر معدمة اولى في تقديم المساعدات لها إلى اجانب اسر من ابناء القعيطي وأبناء يافع وأسر والمنصورة والقاهرة.

نحن نبلغ الجهات الخيرية الداعمة بالأسر المحتاجة وحاليا لدينا حملة لمساعدة ايتام الحوطة وتبن بعد أن عملنا مسحاً شاملاً وجمع بيانات خاصة بكل يتيم في هاتين المديريتين إن شاء الله اننا نتحصل على دعمها ونامل أن يصل في رمضان، أن تأخر لكننا نضمن لهم دائم حتى يتجاوزوا السن الذي يمكنهم من الاعتماد على انفسهم.

 

لم تستوعبنا المنظمات الخيرية

من جانبه قال المواطن أحمد سعيد: لم نستفد من الجمعيات او المنظمات الخيرية ولم تقدم لنا أي دعم خيري رغم انها تصرف للبعض مساعدات غذائية.

وأضاف “نحاول أن نسجل في عدة جهات خيرية لكن لم نستلم شيئاً بسبب عدم نزول الاسم في قائمة المحتاجين ويقال لنا “ما في لكم كروت” ولا نعرف السبب من ذلك.

وتابع” حالتي تعبانة وانا اعول اطفالاً ونشتري احتياجاتنا اليومية، بالكيلو على قدار الحال، بحسب العمل اليومي كون دخلي باليومية شغل عضلي لذا نحن بحاجة لمساعدات غذائية.

وأوضح أن المنزل الذي يسكن مع اسرته فيه إيجار ما ضاعف معاناته.

اما المواطن ” أحمد عبده”: فيقول المساعدات التي تقدمها المنظمات الخارجية او مؤسسات داخلية لم نتلق منها أي شيء رغم متابعتنا الدائمة لها.

وقبل فتره سابقة تم تسجيلي ضمن المستفيدين من هذه المنظمات لكني لم استلم أي مساعدات ومن المخزي انك تجد اشخاصاً يستلمون وهم ليسوا بحاجة لكن الوساطة والمعرفة سبقت المحتاجين لهذه المساعدات.

وأضاف” من لديه اطفال وعليه التزامات أخرى مهمش ولم ينظر اليه، وانا لست موظفا لكن اشتغل بالأجر اليوم، والآن منذ 3 أشهر جالس بدون عمل.

 

16 ألف ريال لا تكفي

16الف ريال لا تكفي مواصلاتي من المنزل إلى العمل هذا ما بدأ به المواطن رفعت محمد حيث قال: 16 الف ريال هي دخلي الشهري اما المنظمات والجمعيات الخيرية اسمع عنها لكني لم استفد منها.

وهذا الراتب الذي استلمه مقابل عملي حارساً في جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة وليس لي أي دخل اخر غيره.

وأضاف” اسكن في بير أحمد ومنزلي لم يكتمل لكن عسر الحال جعلني اعيش فيه على وضعيته لا كهرباء ولا ماء ولا شبكة مجاري فيه منذ 7 سنوات وانا على هذه الحالة لكن أحد الجيران هو من ساعدني بمد سلك كهربائي من منزله إلى بيتي”.

وأختتم رفعت قائلا” اريد مساعدة تقديم سلك كهربائي من الشبكة الرئيسة” كاملة”  إلى منزلي حتى اتمكن من تشغيل البيت بأمان واستطيع ان اركب مكيفاً لأطفالي.

من جانبها تقول م، ح، إن أسرة أم سحر مكونة من 4 بنات وام واب  في منزلها تعاني من حالتها المادية حيث تعمل براتب شهري لا يتجاوز 40 الف ريال وهذا مبلغ  لا يكفي لمتطلبات البيت و رب الاسرة كان يستلم راتباً من صنعاء لكنه توقف.

وتعاني الأسرة من تراكم الديون عليها من سابق ولم تستطع أن تدفعها ما جعلها معاناتها تزداد.

ومع دخول شهر رمضان تبدأ بعض الأسر المقتدرة بشراء كل ما يلزم توفره للتحضير لهذا الشهر الكريم الا أن البعض ليس لديهم القدرة على الشراء ، وهناك أسر ستستقبل رمضان وهي صائمة من قلة الطعام، ليبقى تقديم المساعدات من قبل المنظمات والجمعيات الخيرية أملهم الوحيد لعلهم يجدون ولو الشيء اليسير من المساعدات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى