التواصل الاجتماعي والعلاقات العاطفية .. ناقوس يدق الخطر

  • النقص العاطفي من أهم أسباب وجود هذه الظاهرة
  • عائشة محمد: يجب على الأسرة فهم ما يفكر به أولادهم ومعرفة معاناتهم وحالتهم النفسية والتقرب إليهم أكثر من توجيههم
  • نورا حمود: وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين فالكل يستخدمها حسب عقليته وتفكيره
  • د. فضل الربيعي: هذه الظاهرة مخاطرها الاجتماعية كبيرة جدا من خلال استغلال الشحنات العاطفية لدى الكثير من البنات من قبل بعض الشباب السيء

 

تقرير| حنان يحيى

بدأ التكوين الإنساني من العلاقة بين الرجل والمرأة وجاءت الديانات السماوية لتنظيم هذه العلاقات وجعلت لها ضوابط دينية واخلاقية واجتماعية لتجنب الوقوع بما يخل بالتكوين والنسيج الاجتماعي الواحد لهذا وجدت الاسرة لتنظيم النسل وحفظ الانساب، ورفع مكانة المرأة في مجتمعها.

وفي وقتنا الحاضر انتشرت ظواهر كثيرة وغريبة على المجتمع او على الأقل تفاقمت أشياء سلبية لم تكن ملحوظة بشكل كبير في المجتمع كالعلاقات العاطفية او الغرامية بين الشبان والشابات في اطار غير شرعي ، خاصة في ظل الانفتاح الكبير الذي يشهده العالم بسبب التطور التكنولوجي الهائل وغزوه للمجتمعات دون ضوابط أخلاقية او رقابية، خاصة المجتمعات في دول العالم الثالث التي يساء فيها استخدام تلك التكنولوجيا واستغلالها في أمور سلبية تضر المجتمع، إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في متناول الجميع كبيرا كان ام صغيرا، ما ساهم اسهاما كبيرا في تقارب الجنسين وربط علاقتهما عن بعد والذي بدوره يؤدي الى تسهيل التقائهما في أي وقت أرادا.

وفي سياق هذا التقرير الصحفي نتطرق للحديث عن أسباب انتشار هذه الظاهرة وما خطورتها على الفرد والمجتمع وما هي الحلول التي يجب اتباعها للحد منها او تخفيفها، كما نتطرق لبعض الآراء ورؤية الشباب حول هذه الظاهرة .

نقص عاطفي

في سؤالنا عن أسباب زيادة انتشار العلاقات بين الشباب والفتيات قالت نورا حمود: في اغلب الحالات قد يكون نقصا عاطفيا من الطرفين وقد يكون من البنت نفسها وقد يكون بسبب مشاكل أسرية، لذا الاسرة يجب عليها معرفة كيفية التعامل مع أبنائها خاصة في سن المراهقة لأنها مرحلة حساسة جدا أي أنه بسبب كلمة او تصرف قد يشعر بالنقص او أنه منبوذ فيضطر للبحث عن ملء عاطفته خارج البيت سواء البنت او الولد وخاصة أن كل ممنوع مرغوب وكلما كان المنع كبيرا كانت الرغبة أكبر.

ومن جانبها قالت مريم مختار: اعتقد أن سبب ظهور مثل هذه الظواهر هو بسبب النقص العاطفي وعدم الاهتمام بالأولاد من قبل الاسرة وكذلك عزوف الشباب عن الزواج بسبب غلاء المهور وعدم وجود فرص عمل للشباب والوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.

ضغوطات أسرية

الاسرة هي نواة المجتمع فإن صلحت صلح وإن ساءت ساء، فالأسرة هي من تبني وهي من تهدم وفي هذا تقول عائشة محمد: تعود أسباب ازدياد ظاهرة إقامة علاقات بين الفتيات والاولاد بشكل كبير الى الاسرة بسبب الضغط الذي قد يواجهه الشباب من قبل أهاليهم ما يجعلهم يبحثون عن الترفيه عن أنفسهم باي طريقة خارج المنزل حتى وإن كانت خاطئة لهذا يجب على الاسرة فهم ما يفكر به أولادهم ومعرفة معاناتهم وحالتهم النفسية والتقرب إليهم أكثر من توجيههم لان التوجيه والمنع وحدهما غير كافيين لإبعاد الأبناء عن الوقوع في الاخطاء فلهذا يجب على الام ان تكون أكثر قربا من ابنتها ومعاملتها معاملة الصديقة وكسر الحدود بينهما وكذلك الاب يجب عليه التودد لأبنائه وكسر حاجز الخوف والخجل بينهم.

وأضافت: كذلك الصحبة السيئة لها دور كبير في مثل هذه الأمور أي أن بعض الشباب لا يفكرون في مثل هذه الأمور ولكن يدفعه اليها بعض الشباب المنحرف لهذا يجب احتواء الشباب ومتابعتهم واشغالهم بأمور تفيدهم بحياتهم المستقبلية لان الفراغ أيضا يجعل المرء يفكر في أمور سيئة.

من جهتها قالت هديل محمد: قد تكون الأسباب عائلية من كثر الضغط الذي تتلقاه البنت من قبل أهلها فتضطر أن تقيم علاقات مع شباب والبعض الاخر قد يكون تسلية لكن في الغالب تتحول لمشاعر حقيقية من قبل الطرفين والبعض جادون جدا والبعض الآخر غير جادين فيضحك على البنت ويستدرجها تدريجيا والبعض يسلبها عفتها، والبعض يقتصر فقط على خرجات ترفيهية، وهنا تتحمل الاسرة جزءاً من المسؤولية وكذلك البنت خاصة إذا كانت واعية وغير قاصرة.

التكنولوجيا متسبب

يتفق الكثيرون على أن التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي رغم فائدتها الكبيرة الا أنها من اهم الأسباب التي تسببت في تزايد العلاقات بين الجنسين حيث سهلت عملية التواصل فيما بينهم واختصرت بينهم الحدود والمسافات وفي هذا قالت نورا حمود: التكنولوجيا ووسائل التواصل التي ظهرت حديثا فاقمت من هذه الظاهرة وسهلت عملية التواصل بين الشباب والفتيات لان هذه الوسائل تعد سلاحا ذو حدين فالكل يستخدمها حسب عقليته وتفكيره فعندما تعطى لأشخاص قاصرين دون مراقبة او متابعة فهي اكيد ستكون خطيرة بسبب سوء الاستخدام.

وأضافت: انه يجب على الاسرة اخضاع أبنائها للمراقبة والمتابعة لكن دون نزع الثقة فيما بينهم لإنه إذا شعرت الابن (بنتاً او ولداً) أن أهله لا يثقون به فهذه مشكلة بحد ذاتها لذا يتطلب أن تكون الثقة موجودة بين الطرفين ولمتابعة الأبناء هناك أساليب يجب على الام او الاب معرفتها حتى يتمكنوا من متابعة أبنائهم دون أن يشعروا بفقدان ثقة اهاليهم بهم.

فيما قالت هديل محمد: الآن ظهرت هذه التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي والتي فاقمت من هذه الظاهرة وهنا لابد أن تكون هناك رقابة من قبل الاسرة على أولادها في هذا الشأن لكن مع بقاء الثقة بينهم.

الأسباب والخطورة والحلول

من أجل النظر لهذه الظاهرة من منطلق علمي تحدثنا مع مختص في علم الاجتماع لتوضيح الأسباب ومعرفة الحلول الدكتور فضل الربيعي/ أستاذ علم الاجتماع حيث قال: إذا ما نظرنا للأسباب والطرق المتخذة ثم النتائج فهي فعلا جديرة بالدراسة والمتابعة حتى يكون اولياء الأمور على دراية من أجل تزويد أبنائهم ببعض النصائح وبنفس الوقت حتى يكون كذلك الفتيات والفتيان على دراية ومعرفة بالمخاطر التي قد توصلهم إليها مثل هذه التصرفات الخاطئة.

وأضاف: من أسباب ظهور مثل هذه الظواهر او انتشارها هو الحرمان والكتم الزائد الذي يعيشه الشباب في بلادنا فهو من دفع بهم نحو البحث عن علاقات وخاصة في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامهم لها بشكل سلبي وفي الأخير هم بشر ومرحلة الشباب هي مرحلة محدودة في أعمارهم وفيها الطيش وعدم إدراك المخاطر والوعي بها.

وقال أيضا هذه الظاهرة مخاطرها الاجتماعية كبيرة جدا من خلال استغلال الشحنات العاطفية لدى الكثير من البنات من قبل بعض الشباب السيئ ما يؤدي الى مشاكل داخل الاسرة وهذه المشاكل لها تبعاتها كبيرة وخطيرة على الفتاة فقد واجهت كثير من الفتيات الكثير من المشاكل التي انعكست سلبا على حياتهن، وهذا يؤثر على المجتمع بشكل عام.

واستطرد: هنا المسؤولية الأولى تقع على الاسرة ومن ثم على المجتمع وعلى الشاب نفسه أيضا فهم لابد أن يدركوا أن هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من حياتهم يجب ان تكون تحت الكنترول من قبل الجميع ابتداء من الأسرة ثم الجامع والاعلام والمدرسة والجامعة فالكل لابد ان يأخذ بمخاطر هذا التواصل الاجتماعي ومخاطر هذه العلاقات المشوهة وبنفس الوقت نعيد الأمور الى نصابها الحقيقي ونفسح المجال ونعطي الثقة لأبنائنا فدور الاسرة يتمحور حول المتابعة فهي مهمة للغاية ولكن لابد ان يصحبها نوع من إعطاء الثقة فمن المهم جدا إعطاء الثقة للأولاد وعدم التوجس الكبير.

وتابع: دور الاسرة يجب ان يتناغم مع دور المدرسة والاعلام حتى نقلل من مخاطر هذه الظاهرة فهي قد تؤدي الى تصادم كبير بين الاسر ومكونات المجتمع بشكل عام وهي بشكل أساسي تؤثر على الشباب حيث تجد شباب بعمر الزهور ويذهب مستقبلهم وحياتهم بسبب هذه التصرفات الطائشة واللاأخلاقية من قبل البعض.

وبالحديث عن دور منظمات المجتمع المدني قال: يجب إعادة فلسفة دور المنظمات وخصوصا الاجتماعية بحيث لا تكون منظمات تبحث على المصالح الفئوية الضيقة للمنظمات نفسها او للقائمين عليها وبرأيي يجب أن تؤسس منظمات اجتماعية بحتة مهمتها المباشرة توعية الشباب بكيفية إعادة احياء العلاقات الإنسانية الطبيعية والبحث عن مناشط اجتماعية مشتركة مثل دوري الأندية الرياضية ودور المنظمات وحلقات التثقيف العامة والمسابقات والحفلات حتى تخفف من العواطف لدى الناس من الكتم الذي يعيشوه ولابد لهذه المنظمات أن تأخذ دوراً كبيراً جدا في محاولة ترشيد هذه العلاقات نحو التعامل والتعاطي والتفاعل الإيجابي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى