ثُقب أسود

كتب: محمد السليماني

   طرح آينشتاين نظرية النسبية عام 1915م ، وتنبأ حينها أن الضوء المنبعث من النجوم ينحني بفعل الجاذبية الشديدة حين يمر بجوار شيء يُدعى الثقب الأسود.

رحل آينشتاين وفي العام 2012م اُنشأ مشروع ( ايفنت هورايزون تليسكوب ) بمشاركة 200 عالِم والهدف فهم بيئة الثقب الأسود ومحاولة التقاط صورة حقيقية له ، فقرروا اختيار النجم (S2) الذي يكمل مداره في 16 عام وتوقعوا مروره حول الثقب الأسود بنهاية العام 2018م ، وهو ما حدث فعلاً.

آينشتاين عن طريق العلم والعقل أعطى وصفاً لشكل الثقب الأسود إذا التقطت صورة له في المستقبل قائلاً : (( سوف يبدو اشبه بهلال أحمر )) ، المفاجأة كانت أن هذا ما اظهرته الصور التي تم التقاطها وهذا يعتبر إنجاز علمي هائل.

الثقب الأسود له جاذبية قوية جداً بحيث أن الضوء نفسه لا يمكنه المرور من امامه وهذا يعني أن هذا الثقب يلتهم كل شيء إلى المجهول.

هكذا هي شرعية الفساد ( ثُقب أسود ) ، تلتهم كل شيء وأي شيء دون أن تشبع أو حتى تظهر عليها معالم الشبع.

طوابير لا نهاية لها في الصور الواردة من شبوة ، من أجل الحصول على غاز منزلي في محافظة تعوم فوق أنهار من حقول النفط والغاز.

ان فكّرت مجرد تفكير البحث في ملف الثروة النفطية في الجنوب منذ احتلال 94م وحتى اليوم ستجد  أنّك وصلت فعلاً لـ (الزمكان) وهو ما بداخل الثقب الأسود فلا شيء معلوم في هذا الملف ، ملايين البراميل مُعلنة وثلاثة أضعافها لا يُعلم عنها شيء وحتى تلك المُعلنة لا يمكن أن تعرف لمن ذهبت وأين وكيف .

منذ ان تم تطهير الجنوب من رجس الغزاة الجدد اذناب إيران ووفاءاً للتحالف استقبل الجنوبيين حكومة الشرعية بكل مساوءها ليس حباً فيها ولا قبولاً بها وإنما لأنها حكومة تابعة للرئيس الشرعي ومن المفترض أن تعود لكي تبذل كل ما تستطيع لخدمة الشعب ، على الأقل في المحافظات المُحرّرة .

عادت الشرعية ولكنها عادت لفعل أي شيء إلا أن تخدم الشعب وبالذات في الجنوب فمنذ عودتها باتت تتفنن في تعذيب شعبنا وتفعل كل شيء لمحاولة تركيعه وإحباطه ، لكن هيهات من شعب الجنوب الذل ، سيخسأ الظالمون ولو بعد حين .

أخيراً

احد علماء الفيزياء في يوم الإعلان عن صور الثُقب الاسود قال تعبيراً طريفاً قاله له أحد الأطفال وهو أن هذا الثقب : حفرة لا يمكن ملؤها أبداً .

دقسة

تموت الأُسدُ في الغابات جوعاً .. ولحم الضأن تأكله الكلابُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى