فساد السفارات اليمنية بالخارج .. وصف يفوق الخيال

مغتربون: الرشوة والوساطات فساد مستفحل في القنصليات والسفارات اليمنية

ـ منفذ الوديعة الحدودي يبتز المسافرين بتسليم مبالغ دون سندات رسمية

ـ أين تذهب عوائد السفارات والقنصليات اليمنية ؟

 

عدن24 | خاص

لم تسعهم بلادهم وتحقق لهم عيشا كريما وحياة آمنة مستقرة فلاذوا بالفرار منها آملا في أن يجدوا وطنا يتسع لهم في بلاد الله الواسعة.

إنهم المغتربون من أبناء هذا البلد الذين تذوقوا مرارة الغربة واكتووا  بنيرانها .

يعاني المغتربون من فساد السفارات والقنصليات اليمنية من جهة وتجاهل الحكومة اليمنية من جهة أخرى لمطالبهم ، اذ يعيشون مآسي كثيرة ليس أقلها الابتزاز الذي امعنت فيه السفارات والقنصليات لهم  في دول المهجر في الخارج.

ظروف معيشية صعبة ومعاناة ترافقها تساؤلات جمة عن مصير هؤلاء المغتربين بعد أن أجبرتهم الظروف المعيشية في ترك وطنهم وأهاليهم ليلجأوا إلى الغربة لتحسين أوضاعهم إلا انهم وجدوا أنفسهم بين فساد مستشري يتغلغل في أروقة الأماكن التي تمثل الحكومة اليمنية في الخارج  وتعد الملجأ الوحيد للمغترب الذي أصبح مستاء من تلك المرافق بسبب فسادها.

سلسلة من المعاناة ترافق المغتربين أثناء تعامل تلك الجهات الرسمية في الحكومة اليمنية باعتبار المغترب مصدر دخل  لذوي الاطماع ممن يتقاضون رواتب كبيرة تقدر بأضعاف اجر العامل الذي اصبح سلعة رخيصة أمام موظفو السفارات والقنصليات يتعاملون معه بهذه السلوكيات وليس بصفته مواطنا من أبناء الدولة.

في هذا التقرير نستعرض معاناة المغتربين الموجعة التي تواجههم من أناس غاب عنهم الضمير الإنساني وتخلوا عن المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه هؤلاء المغتربين الذين يتجرعون مرارة الغربة في كل ثانية ودقيقة تمر عليهم وهم في بعد عن اهاليهم وذويهم .

ومع كل هذا الا أن المغترب يتعرض إلى أنواع من المعاناة تبدأ من اتمام معاملة قدومه إلى دولة الاغتراب مرورا  بالإجراءات التي تتم  داخل قنصليات وسفارات الحكومة اليمنية ومع لك يترك المغترب ليواجه مصيره مع دائرة مستفحلة من الفساد اللامتناهي .

فساد مستفحل

الوساطة والمحسوبية هما الظاهرتان المستشاريتان  في اتمام معاملات المغتربين، هكذا تحدث عبدالخالق أحمد وقال: لا تنتظر إتمام معاملتك عندما تعامل في السفارة اليمنية فالوقت يطول دون فائدة وقد تخسر حينها عملك إذا لم تنجز المعاملة ولذلك عليك البحث عن وسيط يقوم بإجراء معاملتك.

وأضاف” نحن نتسأل ما هو دور السفارة اليمنية؟ ولماذا لاتقوم بدورها ؟ هناك العديد من القضايا يعرقل حلها في القنصلية اليمنية بسبب التأخير في معاملتها من قبل المسؤولين الباحثين عن المعاملات التي يتحصلون منها على مردود.

أما المغترب اليمني ابو منيف قال إن السفر عبر طريق منفذ الوديعة له معاناته هو الأخر فلا يمر مواطن دخولا او خروجا الا ويدفع مقابل ذلك 10 ريالات سعودية، على عكس المنفذ السعودي الذي يقدم خدماته مجانا دون مقابل.

وأضاف” إذا انتهى جواز المغترب يدفع مايقارب450 ريالاً سعودياً مقابل تجديده بينما استخراج جواز جديد في اليمن لم يتجاوز دفع رسمه 8 آلاف ريال يمني ما يقارب” 70″ ريالاً سعودياً.

وتابع” إذا واجه المواطن مشكلة معينة وذهب إلى القنصلية أو السفارة لعرض شكواه لهم من مظلومية يكون الرد وبكل بروده ” دبر نفسك و اتخارج” يعني مالنا دخل”، ما يعني أن المغترب عايش  ولنفسه.

وأستطرد القول” الاضطهاد الذي يتعرض لها المغترب بالعمل من اي جهة كانت هي سبب تقاعس سفارة بلادنا والسفارة جزء كبير من مشاكل المغتربين.

واختتم قائلاً” السفارة اليمنية مهمتها اذا في تبرعات لشيء معين تجدها حاضرة وبقوة تجمع التبرعات وتأكلها ويقطر من افواه المسؤولين فيها عسل في هذه الحالة تجد حلاوة الكلام والاحترام من قبلهم.

اما المغترب صقر إسماعيل فقال: أثناء تجديد الجوازات في السفارة اليمينة يتم دفع ما يقارب 100 دولار ليتم منحك جوازا جديدا اما اذا هو تمديد بنفس الجواز تكون الرسوم   ما يقارب 200 سعودي.

وأوضح إسماعيل أن المعاملات الأخرى يستعد لها المغترب منذ الصباح الباكر في الشارع أمام القنصلية من خلال عمل طابور منظم حتى يبدأ الدوام ليبدا استقبال المعاملين حسب الترتيب  وعندما تدخل القنصلية  يتم أخذ الجوال  لكي لا يتم التصوير في الداخل  كون القنصل واجه مشاكل من بعد الجولات بسبب التقصير في المعاملات كان يتم التصوير والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع فكانت تفضح كل السلبيات التي تقوم داخل القنصلية، حيث فاحت ريحة فسادها بشكل فاضح وبسبب هذا تم منع دخول الجوالات إلى داخل القنصلية.

وقال إسماعيل: إنه بعد ما تم منع دخول الجوالات للقنصليات خوفا من نقل حقائق ما يقوم به مسؤولو تلك القنصليات والسفارات، زاد التقاعس في انجاز معاملات المغتربين وأصبح دخول المواطن أمراً لا يبالى به في غالب الأحيان .

وأشار إسماعيل إلى أن الوساطة في أروقة القنصلية اليمنية تنجز المعاملات مباشرة دون تأخير ويظل المغلوب على امره يتردد على المكان دون أي اهتمام وكل ما ترددت لن تلقى تجاوبا من قبل الموظف وإذا رفعت صوتك تؤخر معاملتك ما يجعل المغترب في هذه الحالة أن يتحمل كل المعاناة ويلتزم الصمت، على الرغم أن هناك شبابيك كثيرة يتم منها اجراء المعاملات الا ان اغلبها تجدها مغلقة ما يشير أن هناك غيابا من قبل الموظفين او انهم مشغولون بمعاملات أخرى يكون من وراءها مردود” رشوة”.

وبهذا الصدد يبرز جليا للعيان أن بعض موظفي السفارات اليمنية يتحولون إلى مشكلة تعيق عمل المغترب اليمني وليسوا جزءاً من عملية  إنجاز المعاملات وإيجاد الحلول العاجلة والمناسبة لها، مستهترين بذلك حال المغترب وكرامته.

عوائد هائلة

يستغرب المغترب من العوائد المالية التي يتلقاها المسؤولون والموظفون في السفارات والقنصليات اليمنية و يتساءل في الوقت نفسه أين تذهب ومن المستفيد منها؟ ومن المسؤول عن هذه الجهات؟.

يقول المغترب عبدالله سعيد : أموال طائلة تجنيها السفارات اليمنية من المغتربين فلا أحد يعرف من المستفيد منها في وقت لم تقم تلك السفارات بمسؤوليتها الوطنية تجاه المغترب فالتعاملات في اغلب السفارات استهتار ولا مبالاة في قضايا ومشاكل المغترب الذي يعاني الأمرين الغربة وجهد العمل.

وما زاد المعاناة تجسيدا لدى المغترب في المهجر غياب دور الحكومة اليمنية في متابعة عمل تلك السفارات او القنصليات الممثلة لها وتلمس هموم ومعاناة المغتربين من خلال النزول والالتقاء بالمغترب في السفارة ذاتها للاستماع إلى معاناة ومعرفة أبرز الصعوبات التي يوجهها، والا لما وصل الوضع إلى ما هو عليه اليوم.

تساؤلات مشروعة

يتساءل الكثيرون من المغتربين عن المبالغ المالية التي يتم استلامها في منفذ الوديعة المتمثلة بمبلغ الف ريال يمني على كل مسافر للمملكة العربية السعودية وعشرة ريالات سعودية على كل مسافر للأراضي اليمنية عبر مكتب الهجرة والجوازات بمنفذ الوديعة الحدودي بمحافظة حضرموت دون إعطاء سند رسمي للمبلغ المستلم الذي أخذ منهم، وكل ما يقال للمغترب أثناء الدفع أنها بمقابل رسوم ختم الدخول والخروج علما بأن المنافذ الدولية المقابلة فيها تأشيرة الدخول بالمجان وبدون أي مقابل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى