اللاجئون الأفارقة في عدن .. خطر مدلهم

  • عشرات الأسر من المهاجرين الأفارقة يقطنون ساحة العروض بخور مكسر وجولة القاهرة بالشيخ عثمان بانتظار حكومة غائبة ومنظمات متهربة
  • مواطنون: نطالب الجهات المعنية بالتعامل مع هذه الأسر بمسؤولية وإيجاد مأوى لهم بعيداً عن وسط المدينة
  • اللاجئون: طلبنا من المفوضية إعادتنا إلى بلدنا أو توفير مكان للعيش

عدن24 | خاص

 

ازدادت العشوائيات في العاصمة عدن بصورة غريبة للنظر وكل ذلك أمام مرأى ومسمع الحكومة اليمنية التي لم تتخذ قرارات لحل هذه المشكلة جذريا، خاصة مع استفحالها بوجود اللاجئين الأفارقة الذين افترشوا الطرقات والساحات العامة مأوى لهم .

العشوائيات فاقت المعقول ليصل مداها إلى الأماكن الهامة و تحولت إلى مساكن دون أي حلول تذكر من قبل الجهات الحكومية في العاصمة عدن.

150 شخصاً من المهاجرين الأثيوبيين يقطنون في ساحة العروض وسط العاصمة عدن ناصبين خياماً من طرابيل تقيهم وأولادهم أشعة الشمس.

وفي مديرية المنصورة تحولت كراسي الاستراحات في كورنيش المحافظ إلى اماكن للراحة والنوم والمقيل من قبل سائقي الدراجات النارية الذين يتواجدون أمام وزارة الداخلية التي لم تحرك ساكنا .

وفي العام الماضي توقعت منظمة الهجرة الدولية أن يبلغ عدد القادمين إلى اليمن خلال هذا العام من المهاجرين الأفارقة 150 ألفا.

والمشاهد للوضع الراهن الذي تعيشه العاصمة عدن من عشوائيات يعي جيدا أن هناك تعمداً لتشويه الوجه الحضاري للمدينة.

وللوقوف أمام هذه الظاهرة التي بات يشكو منها الكثيرون وتتجاهلها الحكومة اليمنية، زارت “عدن24” المكان وأعدت هذا التقرير.

عبد الباسط محمد أحد القاطنين بساحة العروض بخور مكسر قال “نحن لا نريد أن نعيش في هذه الحالة لكن عدم الاستجابة من قبل المفوضية السامية ارغمتنا على اللجوء إلى اتخاذ هذه الساحة سكنا.

نحن طلبنا من المفوضية السامية حلين لا ثالث لهما اما أن يعيدونا إلى بلدنا او يجدوا لنا مكاناً مناسباً للعيش، وهذه هي مطالبنا وهناك مرات عدة خرجنا فيها مظاهرات ليصل صوت المطالبات لكن المفوضية لم ترد علينا بأي خبر.

وأضاف محمد “عيشة صعبة في هذه الحالة وهناك الكثير من المعاناة نواجهها منها تكدس القمامة وغياب الماء واماكن قضاء الحاجات.

ونعاني كذلك من تكاثر البعوض في هذا المكان الذي نفتقر فيه إلى وسائل الوقاية لذلك ينتشر المرض بين اوساط اطفالنا ونسائنا ونعاني من صعوبة في الحصول على الأدوية”.

وأشار إلى أن “قلة الغذاء زاد من معاناتهم فالأطفال لا يحصلون على الوجبات الكافية التي تمكنهم من مقاومة الأوبئة وكل ما يأكلونه هو ما يجود به بعض الناس الخيرين”.

وقال محمد “المنظمة لم تقدم لنا أي مساعدات تمكننا من مواجهة هذه الظروف المعيشية وأولادنا لم يتمكنوا من اللعب في هذا المكان كونه شارعا رئيسيا للسيارات  لذلك هناك خوف من تعرض الأطفال لحادث سير فيبقون دائما امام اعيننا”.

وأوضح “أن الحكومة اليمنية لم تتحدث معهم ولكن محامياً كما قال لهم زارهم واخذ بطائقهم ووعدهم انه سيتحدث مع المفوضية السامية من أجل أن توجد لهم حلاً وإلى اليوم لم تأتِ أي حلول.

وأضاف : ثلاثة أشهر ونحن على هذه الحال في هذا المكان ننتظر رد الجهات المعنية من المفوضية السامية او الحكومة اليمنية.

وقال محمد: إن المفوضية السامية أغلقت مكتبها في خور مكسر ، وبطائقهم لم تتجدد ، وطلبت منا الذهاب إلى البساتين لحل مشكلتنا لكننا رفضنا.

وأضاف” نحن طلبنا من المفوضية أن نجلس معها ونشرح لها مطالبنا من أجل ايجاد حلول مناسبة لنا لكنها تتهرب وتعطينا مواعيد لا غيرها ومنذ 3 أشهر ونحن على هذا الحال.

 

معاناة تتفاقم

في هذه المخيمات تسكن اسرة مكونة من 14 طفلاً إضافة إلى أم حامل تفتقر إلى ابسط مقومات الغذاء.

أسرة جمال بكري تعيش في ظروف إنسانية صعبة مع اولادها الذين لم يستطيعوا العمل لصغر أعمارهم.

وتشكو أسرة بكري من الحالة الصحية المتردية التي تعاني منها بنتهم الكبرى  بسبب مرض عصبي جعل بكري عاجزاً عن تقديم المساعدة لها، معتمدا على ما يجود به فاعلو الخير ليسدوا به رمق جوعهم.

 

معاناة المواطنين

المواطن الجنوبي سعيد عبيد قال : بعد أن اجتاحت الحرب العاصمة عدن كل شيء تغير وظهرت العديد من السلبيات والمظاهر التي لم تكن تالفها مدينة عدن وأهلها.

العشوائية دمرت كل ما تبقى من جمال العاصمة عدن ليصل الحال إلى العشوائية في الأماكن العامة والتي تعد من ممتلكات الدولة  بل ومن أهميتها الاستراتيجية التي تعتبر الواجهة للمدنية.

وأضاف عبيد “السلوكيات الجديدة التي حولت بعض متنفسات العاصمة عدن إلى اماكن للمقيل والنوم زادت من معاناة المواطنين لاسيما اصحاب الاسر الذين يترددون على تلك الإمكان”.

في كورنيش المحافظ بمديرية المنصورة تحولت الكراسي التي تجلس عليها الأسر للنزهة إلى اماكن لمضغ القات والراحة والنوم.

وقال مهدي صالح” إن اصحاب الدرجات النارية وخاصة الذين يتواجدون أمام مقر وزارة الخارجية وأغلبهم من النازحين هم من عبثوا بهذه الكراسي التي وضعت للراحة للعوائل والاطفال الذين يذهب للتنزه وخصوصا أيام الصيف التي تزداد فيها درجة الحرارة”.

وأضاف صالح” أنه بعد هذا التمادي الذي وصل إلى الاماكن العامة التي تعتبر واجهة كل قاصد لتمتع بالمناظر الطبيعية يبرز فشل الحكومة اليمنية التي تنظر إلى كل ما يحدث من عبث دون تحريك أي ساكن.

وتابع “العجب أن العبث الذي طال متنفس الكورنيش لا يبعد كثيراً عن وزارة الخارجية واغلب المسؤولين يمرون من ذلك المكان لكن لا يعنيهم كل ذلك فأولادهم لا يترددون على هذه الاماكن فهم في سفريات بالخارج”.

 

فشل حكومي

من جولة القاهرة وصولا إلى جولة الغزل والنسيج يتواجد العشرات من اللاجئين  يعتلون أرصفة الشارع العام، منذ فترة طويلة متخذين من ظل أشجار الزينة أماكن للمكوث بدلا من مكان الحجز والترحيل.

يقول أبو عبدالله منذ فترة طويلة وهؤلاء اللاجئون  متواجدون في هذه الجولة ولا أحد يكلمهم، خصوصا وأن هذا المكان يمر فيه العديد من المواطنين خصوصا الذين يذهبون إلى سوق عدن.

وأضاف” أغلب العوائل تخاف أن تمشي في الشارع لوحدها خاصة بعد المغرب لكثرة اللاجئين وتركهم بهذه الطريقة خطر يهدد حياة المواطنين وخاصة النساء والأطفال.

نطالب من الجهات المعنية بتعامل مع هذه الجماعات بمستوى المسؤولية وايجاد أماكن خاصة تأويهم بدلا من تركهم بهذه الطريقة يسرحون ويمرحون دون رقيب او حسيب”.

تفشي الكثير من الأمراض

تواجد هؤلاء اللاجئين وبهذه الطريقة ينذر بكارثة صحية كبيرة بالإضافة إلى مصدر قلق لدى المواطنين خصوصا النساء والأطفال، لذلك يتوجب على الحكومة اليمنية والجهات المسؤولة على هؤلاء اللاجئين متابعة قضاياهم وايجاد الحلول العاجلة لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى