مليون قائد

كتب: محمد السليماني

في يوم 27 ابريل تمت إقالة محافظ عدن الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائبه الشيخ هاني بن بريك والذي كان يشغل منصب وزير دولة، عندها عمّ الغضب أرجاء الجنوب واتضح للقاصي والداني أن الحرب التي تدّعي الشرعية انها تقوم بها ضد الحوثيين مجرّد سراب وأن الحرب الحقيقية هي حرب ضد الجنوب وشعبه.

 

جاء إعلان عدن التاريخي، تبعه إعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع إعلان إنشاء هذا المجلس تجاوزنا عقبة كبيرة جداً وهي عدم وجود قيادة، فقضيتنا الجنوبية تنازعتها الايدي، فما بين وطنيين حقاً ولكن مشاريعهم لا ترتقي لتطلعات الشعب وما بين مرتزقة ركبوا موجة الثورة للتكسب وما بين حزبيين لا هم لهم إلا تمييع القضية من أجل أحزابهم، كُنّا نعاني الامرّين.

 

ولكن هناك مشكلة كبيرة يواجها المجلس، إنها ليست حروبه السياسية أو العسكرية ولا تلك العقبات التي توضع في طريقه من أجل حرفه عن مساره، انما هي ضبابية الأجواء السياسية والذي نشأ عنها حالة من اهتزاز الثقة عند بعض الجنوبيين عززتها تلك الحملات الإعلامية الممنهجة لنجد أن بعض الجنوبيين يقعون في فخ الشك في قيادتهم.

كل الجنوبيين الذين ينشدون استعادة دولة الجنوب هم وطنيين شرفاء (ولكن) القيادة هي عند عيدروس الزُبيدي والمجلس الانتقالي.

في هذه الأزمة التي نمر بها من انعقاد مجلس النواب اليمني في سيئون، ظهر لنا مليون قائد ومحنّك وعالم بأمر السياسة والحرب وجميعهم يريدون تحريك القوات الجنوبية للاشتباك مع قوات التحالف في سيئون لمنع انعقاد مجلسهم، لماذا لدينا قيادة إذاً ؟! ولماذا وقعنا تحت الاحتلال اليمني طوال هذه المدة ما دُمنا نملك كل هذه الكوادر؟!

شخصياً أعتبر انعقاد مجلس النوّاب “اليمني” على أراضي جنوبية خسارة لنا، خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وهذه الخسارة بها كم لا بأس به من الإيجابيات فهذه الشرعية شرعية العار لم تجد لنفسها مكان لتقيم فيه هذا الاجتماع الذي يعتبرونه نصراً لهم إلا في سيئون التي هي في نظر الجنوبيين أصلاً لا زالت محتلة من قبل جيش “العجوز” الهارب بعباءة ورغم ذلك حتى سيئون لم تقبلهم وخرج رجالها الشرفاء ضد هذا الاحتلال.

لم تسعهم أي أرض في الجنوب، حاولوا بشتى الوسائل والسبل لتجميع المتناقضات وتربيط المتفككات من كل أحزابهم البالية لإحياء هذا المجلس، فقط لكي يقولوا لقد أقمنا أول جلسة لمجلس النوّاب في الجنوب.

وفي افتتاح الجلسة نطق رئيس برلمانهم بما يؤمن به حقاً وقال: ((فكانت استجابتهم لنداء القائد الزعيم الراحل باتنساملسنتالمنلاتسي)) تلعثم اللسان، مضحكة جداً هذه الشرعية ومفككة حتى لو أظهروا عكس ذلك، والمهترئين لا يمكنهم أن يفرضوا ارادتهم على شعب حر مثل شعب الجنوب.

أخيراً عزيزي الجنوبي/ية وراء الأكمة ما وراءها، ليست كل المعارك في السياسة تُربح، وليس كل العمل السياسي ظاهر، كل ما علينا فعله هو الثقة بقيادتنا ودعمهم فخسارتنا هذه لا تُذكر في موازين ربحنا من بعد عاصفة الحزم.

لست مقرّب من قيادة ولا أتكلم وفق معلومات سرية تصلني ولست مدعوم من أحد لأقول ما يطلب منّي، إن ما أقوله هو ما انا مقتنع به فعلاً، السياسة تتطلب أن تُقدم بعض التنازلات لكي تبقى في المسار الصحيح.

دقسة . .

في الجنوب نملك حالياً قوات لم نكن نحلم بها من قبل بخلاف المُقيدين في الاحتياط وغيرهم، وهنا أستعين بمقولة المرحوم بإذن الله الأمير سعود الفيصل أمير الدبلوماسية حين قال: لسنا دعاة حرب ولكن إذا قُرعت طبولها فنحن جاهزون لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى