ترامب يجهض قرارا للكونغرس بوقف دعم التحالف في اليمن

عدن24 | العرب اللندنية

لا يخفى على المتابعين للشأن اليمني أهمية تدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن المرتهن للميليشيات الحوثية والتي تقف خلفها طهران وتدعمها سياسيا ولوجيستيا.

ومنذ وصوله إلى الحكم حرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تعزيز العلاقات بين بلاده والسعودية التي تتمتع بثقل في المنطقة خاصة مع مساعي إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة.

ويتمسك ترامب بعلاقات استراتيجية تجمع بلاده بالسعودية المتحكمة الرئيسية في أسعار النفط العالمية، والتي تلعب دورا حاسما في محاربة الإرهاب ومواجهة إيران والحفاظ على استقرار منطقة الخليج.

واستخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء حق النقض “الفيتو” ضد قرار للكونغرس يطالبه بوقف الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وهي المرة الثانية التي يلجأ فيها ترامب إلى هذه الصلاحية منذ تسلمه منصبه.

وقرار الكونغرس كان بمثابة تقريع لترامب من قبل الديموقراطيين والجمهوريين وخطوة تاريخية تنتقص من صلاحيات الرئيس في اتخاذ قرارات الحرب، وهو ما رفضه الرئيس الأميركي في البيان الذي أعلن فيه عن استخدام “الفيتو”.

وقال ترامب في بيانه إن “هذا القرار يشكل محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، ويعرّض حياة المواطنين الأميركيين والجنود الشجعان للخطر سواء اليوم أم في المستقبل”.

ترامب: هذا القرار يشكل محاولة خطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية
ترامب: هذا القرار يشكل محاولة خطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية

وهذا الفيتو هو الثاني في فترة رئاسة ترامب، اذ سبق أن نقض قرارا للكونغرس يهدف إلى الغاء حالة الطوارئ الوطنية التي أعلنها من أجل تأمين المزيد من التمويل للجدار الذي يريد ان يبنيه بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وشدد ترامب أن الدعم الأميركي للتحالف في اليمن ضروري لأسباب عدة أولها وأهمها كما قال “حماية أمن أكثر من 80 ألف أميركي يعيشون في بعض دول التحالف التي كانت عرضة لهجمات الحوثيين من اليمن”، في اشارة الى المتمردين الذين تدعمهم ايران في هذا البلد.

وقال الرئيس ايضا إن القرار “يؤذي السياسة الخارجية للولايات المتحدة” و”علاقاتنا الثنائية”.

وبدورها ترى السعودية وغيرها من دول الخليج أن ترامب يعزز دور واشنطن في مكافحة الإرهاب باعتبارها الشريكة الرئيسية لها ويساعد في احتواء الخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة.

واعتبر ترامب ان قرار الكونغرس “يؤثر سلبا على جهودنا المستمرة لمنع الاصابات بين المدنيين، ومنع انتشار التنظيمات الارهابية مثل القاعدة في شبه جزيرة العرب وتنظيم الدولة الاسلامية، ويشجع نشاطات ايران الخبيثة في اليمن”.

ورحبت الإمارات باستخدام ترامب حق النقض الرئاسي ضد القرار حيث أشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش باستخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حق النقض (الفيتو) الذي كان يسعى لإنهاء المشاركة الأميركية في الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية في اليمن.

وقال قرقاش على صباح الأربعاء “تأكيد الرئيس ترامب على دعم التحالف العربي في اليمن إشارة إيجابية”. وأضاف أن القرار “استراتيجي وجاء في الوقت المناسب”.

وأضاف قرقاش أن “المصالح الاستراتيجية المشتركة تُخدم على أفضل وجه من خلال هذا الالتزام الواضح”.

وفي تغريدة أخرى، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أن “التحالف يواصل العمل دون انقطاع لدعم السلام عبر اتفاق ستوكهولم بقيادة الأمم المتحدة”، وإن “التزامه (التحالف) بالأبعاد الإنسانية والسياسية تجاه أزمة اليمن لا يتزعزع”.

والقرار الذي أقره مجلس النواب في وقت سابق هذا الشهر ومجلس الشيوخ في مارس يعد تاريخيا، إذ أنها هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الى مكتب الرئيس قرار يستند الى قانون “قوى الحرب” لعام 1973 الذي يمنح الكونغرس حق سحب القوات العسكرية اذا لم يكن نشرها قد تم بتفويض منه.

ويقول الديموقراطيون إن الانخراط في النزاع اليمني من خلال المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي وبيع الاسلحة وتزويد الطائرات بالوقود في الجو، الذي تم وقفه سابقا، هو عمل غير دستوري من دون موافقة الكونغرس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى