الحرس الإرهابي والتمويل القطري

  • بقلم: نورا المطيري

بالرغم من أن الولايات المتحدة في عام 2007، صنفت «فيلق القدس»، ذراع الحرس الثوري الإيراني، بأنه منظمة إرهابية، ولكن، وبعد أكثر من 12 عاماً، وفي خطوة وصفت عالمياً بالصحيحة، أعلنت الإدارة الأمريكية عن إدراج رأس الشر نفسه «الحرس الثوري الإيراني»، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

كانت فكرة «آية الله الخميني» من تأسيس «الحرس الإرهابي» في عام 1979، هي تهميش دور الجيش النظامي، وليصنع لنفسه جيشاً على مقاسه، واختار له قيادات ضمِن ولاءها، بل وعبوديتها المطلقة، كانت مهمة الحرس تنحصر في حماية نظامه، ومنع الانقلابات العسكرية، وغيرها من المهمات الخاصة، ومنذ ذلك الحين، وإلى جانب الحرس الثوري، أسس الخميني وزارة مخابرات خاصة، تستكمل منظومته الدينية الفاشية، فباتت إيران ترزح تحت نظام وأيديولوجيات متطرفة، بحكومتها ومؤسساتها.

بقرار من المرشد الأعلى آنذاك، حصل الحرس الثوري على صلاحيات واسعة، تمكّنه من السيطرة على الاقتصاد الإيراني، فأصبح لديه نفوذ سياسي واقتصادي ضخم، تتيح له التحكّم بالقرارات الإيرانية خارجياً، على الرغم من شكاوى رؤساء إيران سابقين، عبروا كثيراً عن امتعاضهم من ممارساته وصلاحياته.

بشكل أو بآخر، يُعد الحرس الإرهابي، هو الدرع التي تحمي نظام الملالي، وخلال أربعين عاماً، امتدت أذرعه لتطال العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، فأصبح الحرس الإرهابي جيشاً داخل جيش ودولة داخل دول، وتحول عملياً ليكون المحور الرئيس لتهديد أمن المنطقة، وأداة لنشر العنف والإرهاب في الشرق الأوسط، وفي العالم بأسره.

بعد الحرب الخليجية الأولى، قررت إيران تصدير الأزمات إلى المنطقة، طمعاً بتحقيق مشروعها التوسعي، فقامت بضخ أموال النفط الإيراني في شرايين الحرس الإرهابي، ووضعت بين يدي قيادته مخططات ترتكز على شراء الذمم وإنشاء وتمويل الجماعات والمليشيات الإرهابية، كحزب الله و«حماس» والحشد الشعبي والحوثيين.

وبينما ارتبطت قطر بإيران، بعلاقات وثيقة، سرية وعلنية، هدفها الأساس تأجيج الصراعات والتوترات، وزعزعة الاستقرار الإقليمي، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتمويل الإرهاب، وجدت الدوحة نفسها، برضى الحمدين، كعميل وخائن في حضن طهران، حيث لقاء الأهداف بتقويض الأمن في الدول العربية، ما جعلها، رغماً عنها، تنتقد القرار الأمريكي، بتصنيف الحرس منظمة إرهابية.

فضحت العقوبات الأمريكية على إيران أشياء كثيرة، من ضمنها السؤال عن تمويل الحرس الثوري الإيراني، الذي يحتاج ميزانيات ضخمة، لكن حين أعلنت قطر دفاعها عن الحرس الإرهابي، بصورة غريبة، بدا أن السؤال يجب أن تتغير صيغته: كيف تدعم قطر وتمول الحرس الثوري الإيراني، وهل يجري ذلك في مرأى ومسمع من الإدارة الأمريكية، أم بطرق لا يعلمها الشيطان نفسه؟

ظنّت الدوحة، وهي تدين القرار الأمريكي، بتصنيف الحرس الإرهابي منظمة إرهابية، بصوت منخفض، أن أحداً، غير طهران، لن يسمع صوتها، ولكن الدوائر الكثيرة، حول العالم، وفي أمريكا نفسها، وفي الخليج أيضاً، التقطت موجات ذلك الصوت وقامت بتحليله، ولم يبدُ أن المسألة مجرد نكاية بالخليج، أو تقليداً لأنقرة، أو مجرد خوف وذعر من الملالي، بل إن وراء الأكمة ما وراءها.

وحين أعلن ترامب، على موقعه على تويتر، قراره بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، أرسلتُ له، على ذات الموقع، رسالة تقول: ومتى سيتم تصنيف دويلة قطر إرهابية؟ بالطبع هو لا يجيب، لكن الإجابات الكثيرة التي سمعتها، أشارت إلى أن ذلك سيحدث قريباً، لكني أشك في ذلك، فأمام ترامب مشكلة «قاعدة العديد»، التي زرعها أسلافه في قطر، وكذلك كثير المال القطري، الذي لم يُدفع بعد، حتى لو ثبت أن الحرس الإرهابي، يحصل على تمويل قطري مباشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى