التعليم الجامعي .. مخرجات هشة ومستقبل مظلم

عدن24 |حنان يحيى ـ عبدالسلام الجلال

لا يخفى على أحد أنه من أجل تدمير أي بلد في العالم يجب تدمير العلم والتعلم فيه، فكلما تدنى مستوى التعليم في أي مجتمع من المجتمعات تدنى فيه مستوى كل شيء، إذ يتفشى الجهل وتزداد الأمية وترتفع نسب الفقر والبطالة وتكثر الحروب والأزمات والصراعات الداخلية، عرقية كانت أم دينية.

وهذا ما نجده في اليمن، فقد عمد النظام السابق بقيادة علي عبدالله صالح “عفاش” على تدمير العلم وتجهيل الناس خاصة في الجنوب منذ عام 1990، إذ كان الجنوب قبل الوحدة المشؤومة قد شارف على القضاء على الأمية في الجنوب كافة، لهذا أدرك عفاش أنه لن يستطيع السيطرة على الشعب طويلا مالم ينتهج نهج التجهيل وتدمير العلم ليبقى هو اليد الوحيدة المسيطرة على البلاد سواء في الشمال او الجنوب.

ويزداد الآن الوضع سوءًا، فقد جاءت حكومة الشرعية التي تسيرها قيادات من حزب الإصلاح الإخواني لتكمل المشوار، فهي غارقة في بحر الفساد ونهب الأموال، بينما يعيش الشعب جميع أنواع المعاناة، وليس الطالب الجامعي في الجنوب ببعيد عن هذا الفساد الذي طال الجامعات والكليات وخاصة جامعة عدن، فبعد أن كانت الجامعة الأولى عربياً قبل الوحدة أضحت اليوم مثالا على الفساد والجهل، إذ يدخل الطالب الكلية ليزداد علما لكنه يكتشف بعد مرور عدة سنوات في الاجتهاد والمثابرة أنه لم يكتسب أي علم يفيده.

فقدم المناهج الدراسية وكثافتها وقلة الإمكانيات التي تفتقر لها كليات جامعة عدن، وكذلك ضعف الكوادر التعليمية وقلتها بالإضافة الى الفساد المستشري في الجامعة يجعل مخرجات التعليم الجامعي متدنية المستوى وبشكل كبير.

 

قدم المناهج

يعد العلم من الأشياء المتجددة والمتغيرة فهو يسهم في تغيير العالم إلى الأفضل او إلى الأسوأ، وفي عصرنا هذا يتقدم العلم وبشكل كبير مغيرا من حوله قوانين الكون ومبددا خرافات الماضي ولهذا يتطلب تغيير المناهج العلمية في المدارس والجامعات لتواكب التقدم الكبير الذي يشهده العالم من حولنا الا أن المدارس والجامعات في اليمن لم تعرف تحديثا للمناهج الدراسية من عقود.

وفي هذا يقول اصيل الهاشمي وهو طالب في كلية الآداب في بجامعة عدن: بالنسبة للتعليم بكلية الآداب بشكل خاص، ضعيف جدا لأن المناهج قديمة جدا من عام 1986 لذلك نرى أن كل الأشياء الموجودة داخل هذي المناهج او الملازم أصبحت لا تواكب العصر الذي نحن فيه، لذا من المفترض أن الدكتور حين يدخل المحاضرة يعطي للطالب حاجات جديدة يتعلمها حتى وإن كان المنهج قديما لأننا الان في عصر التكنولوجيا إذا لم نتعلم كل يوم حاجات جديدة فنحن نموت.

وأضاف: انا أستطيع القول بأن التعليم هنا ميت، والطلاب إذا لم يستفيدوا من حياتهم وإذا لم يستفيدوا من الكتب الأخرى ومن النت لا أعتقد انهم سيكونون ناجحين بحياتهم، خاصة إذا لم يقرؤوا مناهج أخرى غير مناهج الكلية.

وقال: نحن ندرس شيئاً داخل الكلية وفي الواقع نرى شيئاً آخر فمثلا، انا علاقات عامة والذي ادرسه بالكلية شيء ولما اروح للمؤسسات والمنظمات والشركات والصحف والقنوات أرى شيئاً مختلفاً تماما وعندما اجلس لمدة نصف ساعة مع شخص فاهم ومتعلم درس العلاقات العامة في المؤسسات والشركات افهم منه ما يعادل سنة كاملة داخل الكلية.

وأضاف متحدثا عن مستوى التعليم: أكثر شيء يواجه الطالب موضوع المناهج، فهي قديمة لم تستحدث، وإذا استحدثت يكون في أشياء بسيطة فقط، لهذا أتمنى أن تتغير المناهج للأفضل لان الطالب يواجه كثيراً من المشاكل بسبب المناهج، عدم تطورها عدم استنهاج المناهج بشكل صحيح واعطاها بالشكل الصحيح.

ومن جانبه قال عماد ياسين / طالب في كلية الآداب: مخرجات التعليم في الوطن بشكل عام تعاني من قدامة المناهج الدراسية مثلا انا في كلية الآداب عندما تخرجت درسنا مناهج أساسا تم اعدادها قبل 20 سنة، أي منذ أن انشئ القسم والى بعد 20 سنة نفس المناهج.

غياب الجانب التطبيقي

من المعروف أن التعليم الجامعي هو تعليم يعتمد وبشكل أساسي على الجانب التطبيقي الا أن الطلاب في جميع كليات العاصمة عدن يشتكون غياب التطبيق في كافة أقسام الكليات وإن وجد فإنه يكون بشكل ضعيف جدا، وقد قال الطالب في قسم الإعلام بكلية الآداب عماد ياسين: رغم دخول تكنولوجيا جديدة في عالم الصحافة والاعلام مثل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ودخول الآلات الحديثة، لم تضف هذه الآلات وهذا التطور التكنولوجي للمواد الدراسية التي اخذناها أي جديد بسبب عدم قدرة المسؤولين على تكريس مثل هذه التطورات والاستحداثات لخدمة التعليم، الى جانب ضعف الجانب التطبيقي في التخصصات التي تحتاج الى تطبيق.

وأضاف: يعتبر قسم الصحافة والاعلام القسم الوحيد في جامعة عدن الذي يدرس مساق (صحافة وإعلام) وبنفس الوقت لا يمتلك أي إذاعة او تلفزيون او صحيفة تصدر من أجل أن يطبق الطلاب فيها، وقد كان القسم يرسل الطلاب الى المؤسسات الإعلامية الحكومية للتطبيق، لكن اليوم أصبحت عدن لا تملك أي إذاعة او تلفزيون او صحيفة رسمية واحدة يطبق الطالب فيها رغم أن التطبيق لمدة يوم واحد بكم كبير من الطلاب غير كافٍ لاستيعاب الطلاب وفهمهم لكل التفاصيل لهذا يجب أن يكون للقسم مؤسساته الإعلامية الخاصة به.

وتابع: انعكس هذا كثيرا على الطلاب حيث أن الاربع سنوات تمر مرور الكرام اذا لم يجد الطلاب الحلول البديلة، لكن توجد هناك بعض الأنشطة الطلابية وهي التي تغطي الضعف في الجانب الحكومي، إذا وجدت الإمكانية لدى الطلاب، وقد قام بعض الطلاب في إنشاء صحيفة أسموها “صدى الجامعة” من اعداد واشراف الطلاب ليتمكنوا من الجانب التطبيقي، كما قاموا بتنظيم زيارات للمؤسسات الإعلامية وهذه الترتيبات الطلابية سواء التي يشرف عليها بعض الدكاترة أو غيرها لا تأتى ضمن خطة او جدول معد من القسم، وكذلك الرحلات العلمية لا توجد برصيد الجامعة أي رحلات تم ترتيبها او دعمت أي رحلات، والرحلات التي أقامها طلاب قسم الصحافة والإعلام كانت بدعم ذاتي شخصي، أي أن الطالب اصبح يدرك أن الدراسة وحدها غير كافية لذا يبحث عن مصادر أخرى.

سوق العمل واقع مغاير

من المفترض أنه حين يتخرج الطالب الجامعي من الكلية يكون قادرا وعلى أهبة الاستعداد للعمل وبكل كفاءة في سوق العمل، بحيث أن الكلية تكون كفيلة بتأهيله وتطوير قدراته ومهاراته، الا أن الطلاب المتخرجين من جامعة عدن يشكون من أنهم عندما يخرجون إلى سوق العمل ينصدمون بواقع مغاير ومختلف عن كل ما أخذوه في الكليات، وهنا يقول الطالب عبدالقادر زايد: بالنسبة لمخرجات التعليم خصوصا في كلية الآداب مخرجات هشة، وللأمانة هناك عدة صعوبات يعانيها الطالب منذ البداية إلى أن ينتهي به الحال في سوق العمل وهو غير قادر على أنتاج أي ثمار.

وأضاف قائلا: هناك مواد ما ندرسها استنهجناها بعد سنة كاملة يعني فقط امتحان ما أخدنا المنهج لعدم وجود مدرسين وبعض الدكاترة كانوا مسافرين وبعض المواد مكثفة ولا يوجد وقت، فقط ندرس شهراً او شهرين وبعدها يقولوا امتحانات والمواد مكثفة وبالتالي يتعب الطالب عند المذاكرة.

وقال: هناك عدة صعوبات منها المنهج نفسه قديم .. فالإعلام علم متجدد لكن تفاجأنا أن بعض المواد راكدة قديمة بحاجة إلى تجديد وإلى إضافات وإلى مواكبة العصر وتطورات الإعلام، فنحن في الكلية نفتقد للجانب التطبيقي في الكلية أحيانا بعض المدرسين كمبادرة منهم يأخذوا الطلبة الى بعض الأستوديوهات، لكن في الكلية لا يوجد، ومن المفترض أن يكون هناك استيديو إذاعي وتلفزيوني تابع لقسم الاعلام داخل الكلية، لكن للأسف الشديد لا يوجد، فهذه صعوبات يعاني منها الطالب وبالتالي عندما يتخرج الطالب تكون المخرجات غير جيدة.

وتابع: الطالب عندنا يتخرج وينزل الى الساحة يحس نفسه بعيداً جدا عن الواقع.. الواقع يتحدث غير والكلام النظري الذي درسه بعيد تمام البعد عن الواقع فبالتالي تجده يتعب كثيرا حتى يتأقلم مع الواقع الإعلامي، لان هناك صعوبات كبيرة جدا فمن المستحيل أن يتخرج الطالب من الكلية ويشتغل اليوم الثاني إعلامياً او مذيعاً او مراسلاً او حتى كاتب اخبار مستحيل حتى يمارس فترة معينة بعدها من الممكن أن يعمل، وهذا عيب جدا في الإعلام أن يكون خريجاً ولا يعرف أن يكتب خبرا صحفيا، لكن إن شاء الله تتحسن الأمور.

من جانبها قالت أحلام علي، وهي طالبة في كلية التربية: إن الطالب يخرج من الكلية الى سوق العمل وهو مؤهل بنسبة 20 بالمائة فقط، بسبب المشاكل التي يواجها داخل الكلية من سوء إدارة ومن ضعف في الكادر التعليمي وتسلط بعض الدكاترة، ومن الصعوبات التي نواجها أيضا كثافة المادة وهذه تعد أكبر مشكلة نعاني منها نحن الطلبة داخل الكلية.

وأضافت: يوجد هناك مدرسون يؤدون واجبهم على أكمل وجه، سواء من ناحية نشاطات او من ناحية تقسيمهم للمادة الدراسية، لكن في المقابل يوجد بعض المدرسين هم بالأساس غير فاهمين للمادة حقهم.

وقالت: أيضا أتمنى من أدارة الكلية أن يهتموا بالأقسام كل على حسب تخصصه، مثلا قسم الكيمياء يجب أن يهتموا بالمواد التي تخصه وليس المواد الفرعية لأنه نحن للأمانة ضعنا بالمواد الفرعية، لأنهم مركزون بالمواد الفرعية وتاركين الأساسية وهذه مشكلة نواجهها بشكل كبير في الكلية.

 

تدهور العملية التعليمية

إن العملية التعليمية في مدارسنا وجامعاتنا تتدهور يوما بعد يوم وعاماً بعد عام، حتى أصبح الحال يرثى له وقد قال أحد المواطنين: انا درست بعدن في معهد بالمعلا وكنت افتخر بالتعليم، سافرت يافع وهممت بأن أعلم اولادي في عدن، وعندما عدت إليها صُدمت بواقع لم اتصوره واقع آخر ابكاني الواقع المتغير، وجعلني أتساءل هل هو هذا مستقبل اولادي الذي كنت احلم فيه؟ المستقبل الذي كنت انا احلم فيه هل هو هذا الوضع المتردي؟ لذا لم أجد سوى البكاء والندامة.

وأضاف “أن العملية التعليمة قد تدهورت وتلاشت وهذا ضياع لأجيال كاملة، وحضارتهم وثقافتهم وكل ما يملكون من ماضٍ وحاضر ومستقبل فهو سينتهي، وهذا كان جرحاً مؤلماً تقطر له العين دمعا والقلب دماً، فنسأل الله عز وجل أن يصلح الامور ويصلح البلاد والعباد.

 

معاناة ومطالب

فاطمة فضل/ طالبة في كلية الطب: تحدثت عن معاناتهم في الكلية وعن مطالبهم حيث قالت إنهم يدفعون 2000 دولار سواء أرتفع ام نقص وقالت أيضاً هناك مشكلة أخرى وهي إذا رسب الطالب في ثلاث مواد يعيد سنة مع العلم أنه لدينا سبع مواد في الفصل الواحد وهذا الشيء غير منطقي، وكذلك أيضا فتح الملفات حيث يقومون بأخذ الفلوس ويفتحون الملفات ونحن غير موجودين أي تفتح بينهم البين ونحن كذا لسنا مستفيدين أي شيء وأيضا القرار التراكمي نطلع كل فصل ومعانا مواد متراكمة وثلاث مواد يعتبر إعادة سنة يعني فاشلين على أي حال وكذلك المواد المستنهجة تعتبر من المواد التراكمية وبكذا تتراكم المواد على الطالب.

ومن جانبه قال محمد الجحوشي / طالب في كلية الطب: مخرجات التعليم الجامعي تعتمد بشكل أساسي على الجامعة سواء حكومية او خاصة وتعتمد كذلك على الطالب لان التعليم في كلياتنا تعليم نظري والتطبيقي فيها ضعيف.

ونواجه صعوبات في الكادر التعليمي حيث يكون أحيانا ضعيفاً في بعض المواد وكذلك البيئة المحيطة بالطالب لا تساعده على رفع مستواه التعليمي مثل الازمات والمشاكل وضيق الوقت وكثافة المناهج وأيضا ارتفاع اجرة المواصلات وغلاء الأسعار وغيرها من العوائق التي تواجه في البحث والدراسة.

وأضاف: نطالب من الجامعة وعمادة الكلية بالكادر التعليمي المؤهل وأيضا تفعيل الجانب التطبيقي ورفع مستوى التعليم لدى الطلاب وقدرتهم على مواجهة صعوبات سوق العمل.

ومن جهتها قالت الطالبة في كلية التربية محسنة صالح: نعاني في الكلية من زيادة عدد الطلاب وضيق القاعات وكثافة المناهج وضغوطات على الطلبة وضيق الوقت وكذلك نقص في الكادر التعليمي، كما أن الطالب يتخرج من الكلية وهو غير قادر على مواجهة الصعوبات في سوق العمل ويصطدم بواقع مختلف، لكن مازال لدينا أمل رغم ما نراه من معاناة لمن سبقنا من الطلبة الخريجين ووضعهم الصعب وجلوسهم في البيوت دون فائدة.

اما الطالبة رنا رائد فتقول: يجب على عمادة الكليات ورئاسة الجامعة أن يقوموا بتوظيف او التعاقد مع الخريجين المتميزين وتأهيلهم لتغطية العجز والنقص في الكادر التعليمي بدل أن يقوموا بإحضار دكاترة ومدرسين ويسلموهم مسؤولية تدريس مواد ليست من اختصاصهم، فالخريجون يكونون أكثر نشاطاً وطاقة وعندهم استعداد كبير للعمل ولديهم القدرة على مواكبة تطورات العصر بعكس كبار السن الذين يتمسكون بطريق التدريس والافكار القديمة.

وأضافت: الجانب التطبيقي ليس مفعلاً بالشكل الكافي في الكلية حيث لا يوجد لديهم أدوات ولا يوجد تنظيم ولا تنسيق فقط كله إملاء، والواقع في سوق العمل مختلف تماما عما تعلمناه، كما أن المناهج قديمة وكذلك المواد التي نحتاج لها في سوق العمل وتكون متعلقة في تخصصنا لا ندرسها في الكلية، وقالت أيضاً: أن الاستنهاج ظلم لان القرار كان من المفترض أن يطبق في بداية 2018 ولكنهم طبقوه في نصف العام يعني الطالب الذي قده في سنة ثالث وداخل على فصل ثاني ينزل به القرار ويقوله انت ارجع سنة ثاني.

وأضافت: القرارات الزائدة التي تأتي من العمادة منها الغياب عن ثلاث محاضرات محروم واربع محاضرات استنهاج فهذا ظلم فهناك طلاب يمرون بظروف صعبة ومن المفترض الحضور والغياب لا يحاسبون عليه ابدا لان هذا الموضوع حسب قدرة الطالب فبعض الأهالي غير قادرين على توفير اجرة المواصلات لأبنائهم بسبب الظروف الاقتصادية وبسبب قطع الرواتب او تأخرها، وأيضا ارتفاع الأسعار، فبعض الطلبة غير قادرين على توفير قيمة الكتب حتى ان بعض مراكز بيع الكتب في الكلية اصبحوا يتعاملوا معانا بالتقسيط لانهم مقدرين الوضع افضل من العمادة.

 

ضرورة ملحة

يقول أحد المواطنين وقد فضل عدم ذكر أسمه: يحتاج التعليم في بلادنا إلى نوع من تكاتف دور المجتمع فقد أصبح ضرورة ملحة جدا وجود دور الاب، فأولا يجب على الاب أن يجعل طفله يحب التعليم وأن يخلق في نفسه حب العلم والتعلم، كما تجب مراقبة الطالب في التعليم فالآن أصبح عندنا طالب ومجتمع يائسين، لذا لابد من أن نزرع فيه ونغرس فيه بذرة حب التعليم ثم الأخلاق ونعلمه اخلاقنا الاسلامية وتربيتنا فالتربية تأتي أولا ويأتي بعدها التعليم، وهذا يبدأ من البيت ثم المجتمع ثم المدرسة ونكون نحن بجواره ونكون داعمين فعليين لهذا الطفل، من أجل أن يصل الى المدرسة متحفزاً.

وأضاف: الطفل يحتاج أن يتعلم لأن لديه نشاط وحيوية وطاقة ولابد من استثمارها، ثم نبدأ علاقتنا معه في المدرسة بحيث نكون رديفاً آخر وسنداً وعوناً للمدرسة والمدرسين وننتقد فيها الاخطاء والسلبيات ونعالجها ونعالج المشكلات وبهذا التكاتف يمكن أن نصل إلى نتيجة من خلال المجتمع والمدرسة، ونستطيع أن نوصل كلمتنا إلى الجهات الرسمية.. الجهات المسؤولة التي يقع عليها واجب آخر يعلمونه ولا يقومون به، لهذا نحن نقدر أن ننشط ونحرك بتكاتفنا وتعاوننا مع المدرسة.. المجتمع مع المدرسة.. الام مع المدرسة نقدر نصل إلى التربية نقدر نصل الى الجهات المسؤولة ونكون يداً وحدة، كما يمكن أن تكون التربية لا يوجد لديها إمكانيات، ويمكن نحن ننتقل مع التربية ايضا إلى الجهات العليا حتى نحقق الهدف إن شاء الله.

 

الأسباب

يقول الاختصاصي الاجتماعي رائد جلعوم: بالعلم نبني الاوطان فاذا اردت أن تبني وطنا فعليك أن تهتم بالعلم والعملية التعليمية، والجامعة هي المؤسسة التعليمية المسؤولة عن ذلك ولقد لوحظ في السنوات الاخيرة تدني مستوى مخرجات التعليم الجامعي وهذا التدني لم يأتِ من فراغ إنما جاء من خلال تراكمات اوزار الحرب وعوامل أخرى فعلينا أن نعلم، إن عناصر العملية التعليمية هي مدرس وطالب ومناهج تعليمية ومؤسسات تعليمية، فالتدني يرجع إلى مجموعة من الاسباب التي تتصارع بقوة ليكون أيها اقوى في التأثير على تدني مستوى مخرجات التعليم الجامعي وسنسرد هذه الاسباب فيما يلي:

السبب الأول:

ضعف امكانيات الجامعات وقلة استخدام الوسائل التعليمية الحديثة التي تسهل من ايصال المعلومة الى الطالب الجامعي والتي تواكب التطور في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية وازدياد اعداد الطلاب بسبب النزوح من جراء الحرب الراهنة في بعض المحافظات.

السبب الثاني:

المناهج التعليمية القديمة التي مازالت تدرس من سنين فعندما يتخرج الطالب لديه حصيلة علمية من مناهج تعليمية قديمة فإنه لا يستطيع معالجة المشكلات الاجتماعية او الاقتصادية الحديثة فبالتالي تضل مخرجات التعليم الجامعي ليست بالمستوى المطلوب التي تمكن الطالب او الخريج من مواكبة هذا التغير فيصبح المخرج التعليمي غير فعال.

 السبب الثالث:

دكتاتورية معلم غلب عليه طابع ممزوج ما بين الاستحواذ للعلم والتحيز المناطقي او الحزبي الذي تارة يحطم الطالب المتميز ليبقى المعلم الذي لم يتفوق عليه اي طالب وتارة يدرس في تخصص ليس بتخصصه.

السبب الرابع:

العنصر المتلقي للمعلومات وهو الطالب الذي أصبح غير مهتم بالعلم وليس لديه هدف من دخول الكلية سوى نيله للشهادة فقط ولا يهمه ما الذي سيحصل عليه من ناتج علمي لكي يترجمه إلى واقع عملي يستفيد منه ويفيد مجتمعه ولا يجد اهتمام اسرته وكذلك توعية مجتمعية بأهمية التعليم.

وفي الختام فان تدني مستوى مخرجات التعليم الجامعي مشكلة تهدد بناء الوطن ولا يمكن أن نرجع اللوم على نسق معين ولكن يشترك جميع أنساق المجتمع في المشكلة وكذلك في الحل.

 

مشكلات وصعوبات

وتحدث خالد شعفل / دكتور في كلية التربية عن كثير من المشكلات والصعوبات التي تواجهها الكلية حيث قال: نواجه صعوبات كثيرة في الكلية وأهمها البنية التحتية ونواجه صعوبة في استقرار الكهرباء، أيضا لدينا مشكلة أخرى وهي عدم توفر الأجهزة الحديثة في المختبرات، فجميع الأجهزة في الكلية قديمة تقريبا عمرها أكثر من عشر سنوات، وكذلك تأثرت الكثير من الأجهزة في الكلية بسبب الحرب في عام 2015 وأصبحت اغلبها غير صالحة للاستخدام.

ونطالب ونناشد سواء رئاسة الجامعة او المنظمات او وزارة التعليم العالي والحكومة بصورة عامة الأخذ بعين الاعتبار احتياجات هذه الكليات من المعدات والأجهزة، وأيضا عندنا مشكلات وصعوبات في الأقسام العلمية مثل الاحياء والكيمياء والفيزياء فقد تم تدمير ونهب كثير من المعدات والأجهزة أثناء الحرب وأصبح الطلاب يعانون بشكل كبير من الجانب العملي في هذه المواد، ناهيك عن بعض التسويات التي تخص الهيئة التدريسية، إن كثيراً من العلاوات متوقفة لأكثر من عشر سنوات لكثير من المدرسين المتطوعين الذين يعملون على أمل التوظيف وبدون أي رواتب او حتى مجرد تعاقدات بمبالغ زهيدة لا تتجاوز عشرة آلاف في الشهر وهي لا تفي شيئا.

وأضاف: أيضا لدينا مشاكل بتجهيزات القاعات من كراسي ومن اضاءات ومن تكييف ومن مراوح وكل هذا مازالت الكلية تعاني منه، وقال: بالنسبة للمناهج هناك قرار من العام الماضي بأن تعقد ورش عمل بتحديث المناهج بأكثر من كلية، لكن في بعض الكليات استطاعت أن تجد الدعم والتمويل لإقامة هذه الورش في تطوير المناهج اما بعض الكليات فلم تستطع أن تجد مثل هذا الدعم لذلك مازالت المناهج القديمة التي يجب النظر فيها خاصة العلمية مع التطور الحديث وهذه المناهج مرتبطة بالتجهيزات والمختبرات فكلما تواجدت أجهزة ومختبرات حديثة تواكبها مناهج حديثة بالاستفادة من خبرات الجامعات الخارجية والبرامج المناظرة.

وعن تأهيل المدرسين قال الدكتور شعفل: عملية التأهيل متوقفة تماما في الجامعة والطالب او المدرس يكتفي بشهادته التي تخرج عليها، لأن الجانب المادي متوقف بالنسبة لسفر المدرس والتحاقه بمؤتمرات علمية وندوات وتفرغ علمي لمناقشات معينة وغيرها، ولهذا لا تستطيع الهيئة التدريسية أن تطور من نفسها سواء من ناحية الحصول على دورات متخصصة او التأهيل في الخارج.

وقال: أيضا لدينا مشكلة في القاعات ولدينا طلاب كثر يلتحقون لهذا نواجه مشكلة في الطاقة الاستيعابية، لكن في كل الأحوال يبقى عدد الطلاب محدوداً، فبالتالي يضطر الكثير من الطلاب الذين لم يقبلوا في الجامعة وخاصة الشباب أن يتوجهوا إلى الجيش اما الفتيات فيبقى أغلبهن في البيت او يدخلن دورات قصيرة تأهيلية لتقويتهم إلى أن يأتي العام القادم ويدخلن امتحانات القبول والمفاضلة مرة أخرى ويحاولن مرة أخرى الحصول على مقاعد في الجامعة، لهذا يبقى الوضع العام بحاجة إلى نوع من التكاتف سواء كان من الحكومة او المجتمع المدني والمنظمات لمساعدة الطلاب والشباب في توفير الوسائل الرئيسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى