الرصاص الراجع .. خطر يهدد حياة المواطنين

مدير شرطة المنصورة:

أكثر من 30 بلاغاً لدينا بإصابات إطلاق نار عشوائي

ـ بتعاون مع الحزام الأمني استطعنا الحد من هذه الظاهرة

ـ ندعو المواطنين إلى التعاون معنا والابلاغ عمن يقومون بإطلاق الرصاص في المناسبات وغيرها

مدير بحث شرطة خور مكسر:

  • مديرية خور مكسر شهدت حالة إصابة قبل عام
  • ظاهرة حمل السلاح في الشوارع كارثة على الجميع
  • خروج دورية الشرطة أو أطقم الطوارئ لمتابعة موكب الأعراس خففت من الظاهرة
  • مواطنون: انتشار حمل السلاح زاد من إطلاق الرصاص في الهواء

 

عدن24 | عبدالسلام الجلال

لم تكن تعلم الطفلة “منى” ذات الستة أعوام وهي تلعب بالقرب منزلها بحي ريمي، أن تتحول ضحكاتها ولعبها ولهوها الطفولي إلى حالة من الألم والحزن، بعد أن شعرت بآلة حادة تخترق جسمها الضعيف.
وظنت “منى” في بداية الأمر أن رأس سلك “دش” التلفزيون قد سقط عليها، قبل أن تشاهد وأخوتها الدم يتدفق بغزارة مبللاً ثيابها من كتفها الأيمن.

الاسرة لم تكن تعلم شيئاً عن الحادثة لتبادر مسرعة في إسعافها ليتبين للأسرة” أن الطفلة” منى” تعرضت لرصاصة راجع اخترقت كتف الطفولة البريء.

وبين الاطباء حينها أن الطلقة النارية دخلت بالاتجاه العكسي ما تسبب بصعوبة في إخراجها بسبب تعمقها في جسدها، وهي بحاجة إلى تدخل جراحي معمق لاستخراج الطلق الناري المتحرك، وهنا زاد خوف الاسرة على طفلتهم” منى” التي أصيبت دون ذنب سوى أنها تلعب بأمان الله واستمتاع من حولها، أمام منزلها متمتعة بطفولتها البريئة، ولم تكن تعلم أن رصاصة راجعة تتربص بها لتحول ليلتهم إلى آلام وخوف.

وناشدت أسرة الطفلة” منى” أجهزة الأمن والجهات المختصة في العاصمة عدن بضرورة ملاحقة مطلقي النار وفرض عقوبات قاسية وغرامات رادعة لكل من يحاول العبث بأرواح الناس من أجل لحظة فرح تخصه دون مبالاة بأي مخاطر لإطلاق النار في الهواء بمدينة مكتظة بالبشر والأحياء السكنية.

باتت مظاهر إطلاق الرصاص الحي في المناسبات كابوساً يورق المواطنين في العاصمة عدن، كونها تهدد حياتهم لاسيما الأطفال والنساء دون معرفة المتسببين ويكتفي المجني عليه بتحمل الالام والاوجاع لا سواها.

حالات عدة حصدتها رصاص مجهولة الهوية دون رقيب أو حسيب فأغلب تلك الحالات إصابتها خطرة، وأخرى أصبحت معاقة لا تقوى على الحركة ومع كل هذه المعاناة تغيب الجهات المختصة الرادعة لوقف هذه الظاهرة.

 

غياب الجهات المعنية

تزايد الإصابات بالرصاص الراجع من السماء أبرزت العجز الفظيع للحكومة اليمنية في إيقاف هذه الظاهرة العبثية التي تحصد ارواح بريئة ليس لها فيها لا ناقة ولا جمل، لكن فشل الجانب الحكومي في الحد من هذه الظاهرة زادت من خطورة الظاهرة التي يتحمل مرارتها المواطنون في العاصمة عدن.

ومن أبرز أسباب تفشي هذه الظاهرة الخطيرة التي أودت بحياة الكثيرين من المدنيين انتشار حمل السلاح بصورة عشوائية في عموم شوارع وأزقة العاصمة عدن ومع كل هذا لم يلتمس المواطن أي مبادرة من قبل الحكومة رغم تزايد اعداد الضحايا الابرياء.

 

 دور منظمات المجتمع المدني

منظمات المجتمع المدني بعدن شعرت بحجم خطورة هذه الظاهرة وعملت على العديد من الحملات المناهضة لهذه الآفة” حيث قال الناشط المدني ماجد الشاجري: إن ظاهرة إطلاق النار ظاهرة سلبية تعاني منها العاصمة عدن وزادت في الآونة الأخيرة والذين يعرضون لها ليس لهم صلة، واليوم منظمات المجتمع المدني لها دور كبير جدا وريادي بالنسبة لمحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على المحافظة، فنحن نعرف دائما أن عدن مدينة مسالمة مدنية.

وأضاف أن منظمات المجتمع المدني اقامت الكثير من الحملات لنبذ هذه الظاهرة وتوعية المجتمع بأضرارها وما تودي إليه من مشاكل وخيمة على المجتمع بشكل عام.

وأوضح الشاجري: عدة منظمات اشتغلت على هذا الجانب منها توعوية والتي ساعد فيها الاعلام من خلال” ستوشل ميديا” والتواصل الاجتماعي الذي عمل على ايصال رسالة بان هذه الظاهرة السلبية والتي يعاني منها المجتمع في عدن، وكذا تزايد الجريمة واضرارها يوما بعد يوم نظرا لانتشار السلاح بشكل كبير في المحافظة والمحافظات المجاورة، وادى إلى انتشارها وتوسع هذه الظاهرة في كثير من الاحياء والمناطق المحيطة في المحافظة نتيجة عدم وجود نظام لحيازة السلاح، وكذا عدم التشديد على الاعراس والحفلات والمناسبات التي تعود فيها الشخص على إطلاق الاعيرة النارية.

وقال الشاجري: هناك دور لخطباء وامة المساجد من خلال العمل كمنظومة موحدة مع منظمات المجتمع المدني للعمل في مجال التوعية وذلك من اجل توصيل الرسالة الحية لكافة أبناء المجتمع عن هذه الظاهرة التي تستدعي من الجميع العمل على محاربتها لما لها من تأثير مباشر من خلال الإصابات التي نشاهدها ونسمع عنها بشكل يومي، والتي يتضرر بسببها الناس البعيدون كل البعد عن هذه الظاهرة، وهم كذلك ليسوا من هؤلاء المشاركين في اطلاق النار في تلك المناسبات بل هم من الناس الآمنين في منازلهم واعمالهم او في الطرقات، لتختطفهم تلك الرصاص الراجعة من السماء مجهولة الهوية “لا يعلم احد مصدرها المباشر” وفي كل الاحول فإن أضرارها على المجتمع بشكل عام.

وتابع الشاجري قائلاً: على الحكومة دور كبير في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة على المواطنين ولها باع كبير في منع هذه الظاهرة نتيجة لتفعيل دور الرقابة والعمل من اجل حصار هذه الظاهرة بعدد من الإجراءات التي قد تتخذها الدولة في معاقبة من يقوم بهذه الظاهرة.

واستطرد “هناك كثير من الرقابة على مطلقي الاعيرة النارية في الاعراس ويتم اخذ المتسبب في اطلاق النار وأخذ تعهدات بعدم التكرار وعمل غرامات او اتخاذ عقوبة السجن وهنا يكون رادعاً قوياً من اجل ان يخضع الجميع للإجراءات الصارمة”.

وقال الشاجري “هذه الظاهرة مسؤولية مشتركة ما بين المواطن والجهات الحكومية وكل مكمل للآخر الحكومة بجهة الضبط والمواطن بالتوعية بنبذها بين صفوف أبنائهم والاحياء والمجتمع لأن هذه الظاهرة ستعود بمشاكل وخيمة وستعرض أبناءهم لكثير من المشاكل وهي دائمة.

 

 تعاون مشترك

وفي الجانب الأمني قال العميد حسين مسهر مدير قسم شرطة المنصورة: بالنسبة لظاهرة اطلاق النار في المناسبات منها الاعراس قمنا بحملة قبل حوالي 6 اشهر والحملة مستمرة بالتعاون مع الحزام الامني وخصصنا اكثر من 8 اطقم عسكرية كون المنصورة 4 اقسام شرطة كابوتا والمنصورة والدرين والقاهرة، وكان في كل منطقة طقمان عسكريان واف جي وحدينا من اطلاق النار، من خلال اخذ العرسان انفسهم ويتم توقيفهم في ادارة الامن او في القسم يتوقف العروس لمدة يومين او ثلاثة ايام مع دفع غرامة مالية 50الف ريال ويتم الافراج عنه، وهذا اذا تم اطلاق رصاص في أي زفة.

وأضاف “من خلال هذه الخطوات حدينا كثيراً من هذه الظاهرة، التي كنا نعاني منها بشكل عام وغير عادي ولدينا العديد من القضايا مؤرشفة مع الصور ما نتيجة إطلاق الرصاص وماهي العواقب التي تحصل من اصابات للأطفال والنساء وآخرون نائمون في بيوتهم ومنهم من يمشي في الشارع اكثر من 30 بلاغاً لدينا بإصابات إطلاق نار عشوائي، وخفت هذه الظاهرة بعد أن قمنا في الحملة بالتعاون مع عدة جهات من منظمات المجتمع المدني في المديرية، وعقال الحارات والاعيان، وتم ضبط من يقومون بإطلاق الرصاص العشوائي.

وأضاف مسهر “مازلنا مستمرين في هذه الحملة والآن في تنسيق لحملة تقوم بها منظمات المجتمع المدني “عدن خالية من الرصاص” ستبدأ خلال هذين اليومين ونحن من المشاركين الفاعلين في هذه الحملة ومستعدون للتعاون مع أي جهة تخدم مصلحة عدن وابناءها لمنع هذه الظاهرة وغيرها”.

وأستطرد بالقول “في أحداث ريمي المتعلقة بالرصاص الراجع هناك اكثر من 8 قضايا موجودة في الارشيف، اصابتان لشخصين في الشارع وامرأة نائمة على سطح منزلها أيام انطفاء الكهرباء وقبل حولي شهر ونصف طلقة نارية راجعة اصابت شخصين أمام احد المطاعم في المنصورة.

وأشار مسهر “إلى أن كل هذه القضايا لم يتم التوصل إلى الجناة الحقيقيين خصوصا قبل ما تبدأ بهذه الحملة والتي كانت اغلبها، وبعد الحملة وقعت قضايا وتم ضبط اصحاب العرس، وهناك عدة حالات منذ أن استلمت القسم في شهر 7/ 2017م وهذه كلها حالات اصابات برصاص راجع وهذه الحالات موجودة لدينا ومقيدة.

واختتم حديثة قائلاً “نوجه كلمة للمواطنين بتعاون معنا وعدم بناء المناسبة على أحزان الاخرين، ومن لديه مناسبة عليه تجنب اطلاق النار كونه يضر الاخرين، هذه كلمتنا نوجهها الى جميع المواطنين وأبنائنا واهلنا دخل مديرية المنصورة بالتعاون معنا والابلاغ عمن يقومون بإطلاق الرصاص في المناسبات وغيرها.

 

المتابعة المستمرة حدت من الظاهرة

من جانبه قال محمد بن محمد مدير البحث بشرطة خور مكسر:

ان الإصابات العشوائية في ظاهرة اطلاق النار في مديرية خور مكسر قضية واحدة وكانت قبل سنة لامرأة في منزلها واصيبت برصاصة والحمدلله نجت منها.

وأضاف “واذا تكلمنا عن اطلاق النار فهي قضايا تحصل بشكل مستمر في اغلب المناطق ولكن كما اسلفنا عندنا في خور مكسر لم تصل الينا أي بلاغات عكس المناطق الأخرى التي مازالت ظاهرة الرصاص الراجع فيها مستمرة ونستطيع القول أن ظاهرة اطلاق النار في المديرية ليست بكثرة كما كانت في السابق بسبب تحسن الوضع عن السابق.

وتابع محمد “هذا التحسن ملاحظ فعندما يتم الإبلاغ انه تم اطلاق النار يتم خروج دورية الشرطة او اطقم الطوارئ لمتابعة موكب الاعراس ويتم ضبطهم، ولهذا خفت هذه الظاهرة في المديرية.

وندعو الاخوة المواطنين إلى عدم اطلاق النار في جميع المناسبات كونها تضر بالناس الآخرين.

وبين أن “ظاهرة إطلاق النار ظهرت كثيرا بعد الحرب كون اغلب الناس مسلحين ما جعل كل مواطن يخرج ويفرح بإطلاق النار ولايعرف انها تودي إلى كوارث على الاخرين بقتل او اصابة ناس أبرياء في منازلهم او محلاتهم”.

وأكد أن ظاهرة حمل السلاح في الشوارع كارثة على الكل، والآن هناك خطة من وزارة الداخلية وادارة الامن سيتم بها منع حمل السلاح، حتى العسكريون الذين هم في غير الواجب وسيتم إلغاء هذه الظاهرة.

وتابع مدير بحث خور مكسر حديثه: “اذا تم ضبط السلاح وعدم التجول به من قبل المواطنين سيخف اطلاق النار العشوائي واصابة المواطنين”.

ودعا المواطنين إلى التوقف عن إطلاق النار في الاعراس، كون هذه الظاهرة تودي إلى اصابة وقتل وازعاج وتخويف المواطن كل الناس تفرح لكن بالألعاب النارية، وهناك ظاهرة في بعض المناطق ظهرت وتتمثل بإطلاق القنابل الصوتية، وإن شاء الله الوضع سيشهد تحسناً من خلال الحملة الامنية التي ستقوم بها وزارة الداخلية وادارة أمن عدن.

 

ظاهرة سلبية

مرتضى حسين طالب في كلية اللغات (سنة تحضيرية) يقول: إطلاق النار أمر خاطئ وذلك لما يتسبب به من مخاطر جراء اطلاق الرصاص في الهواء حيث تسبب بمأساة لشخص آخر أثناء رجوعها من السماء بشكل عشوائي، وفي هذه الحالة يتم اصابة ناس والفاعل غير منتبه لها.

وأضاف “يفترض من الجهات المسؤولة أن تعمل على صرف تصاريح لمن يحق له حمل السلاح، اما ما نشاهده على ارض الواقع إن الجميع يحمل السلاح بشكل عشوائي وهذه ظاهرة سلبية.

من جانبه قال هارون قاسم “الرصاص الراجع من السماء له الكثير من الاضرار والماسي فقد يصاب بها شخص وراءه اسرة قد تفقده حياته او تعيقه عن العمل وتجعله مقعداً في البيت، وفي هذه الحالة تقع الكثير من التبعات على هذه الاسرة.

وأضاف “إن هذه الاسرة التي تعرض معيلها وربما يكون المعيل الوحيد إلى الإعاقة او الموت قد تلجأ إلى التسول في الشوارع وهذه مأساة كبيرة”.

 

محمد حسين من سكان القاهرة قال: الرصاص الراجع يحزن الجميع ما نراه في هذه الأيام سواء في الاعراس او أي مناسبات أخرى اطلاق الرصاص العشوائي بكثرة، لذلك نتمنى من الجهات المختصة والجهات الأمنية العمل على الحد من هذه الظاهرة.

وأضاف “نتمنى من المواطنين ان يبتعدوا عن إطلاق الرصاص العشوائي كونه يسبب وفيات كثيرة من الأشخاص سواء من الصغار او الكبار في السن.

واختتم حسين بالقول “حمل السلاح بشكل عام ظاهرة سيئة وسلبية في مجتمعنا هذا وخطورته تكمن في أنه يؤدي الى كوارث لا تحمد عقباها نتمنى ان شاء الله السلامة للجميع” .

أما عمر سعد فقال: من المفروض أن هذه الظاهرة نحن من نرفضها لما لها من اضرار على المجتمع، بالإضافة إلى استخدام الالعاب النارية هي الاخرى لها مخاطرها ولكن تكون مخاطرها في الغالب على من يستخدمها عكس الرصاص الراجع الجميع فيها مستهدف.

وأضاف “أعرف واحداً في الحارة قطعت يده بسبب الألعاب النارية، فقد تطورت تلك الالعاب ليست كما كانت في السابق عبارة عن العاب بسيطة لكن الان تطورت حتى نسبة الانفجار صارت عالية ونسبة البارود فيها عالية قد تؤدي أحيانا للخطورة على حياة المواطنين والاعراس يمكن  أن تتحول من فرحة الى حزن.

وتابع “ظاهرة اطلاق الرصاص مرفوضة وفي الفترة الأخيرة انتشرت حالات الوفاة بسبب الرصاص الراجع حالات كثيرة في كل المناطق المحررة خاصة في عدن، وذلك ناتج لظاهرة انتشار السلاح الذي من المفترض ان تحد منه ومن المعروف ان السلاح يستخدم في جبهات القتال لكن اليوم اصبح في موتنا وفرحنا نستخدم فيه السلاح هذه ظاهرة مرفوضة يرفضها المجتمع المدني بكل أشكاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى