فرنسا: أموال قطر تغذّي «الإخوان» في أوروبا

عدن24 | وكالات

كشفت هيئة رقابية حكومية فرنسية في تقرير صادر حديثاً أن حفيد مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي، طارق رمضان، كان يتلقى مكافآت سخية من دولة قطر لتمويل مشاريع متعلقة غالباً بالتنظيم المذكور.

وبحسب المذكرة التي نشرتها الوكالة الرسمية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية والمتخصصة بمكافحة الاحتيال المالي وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، فإن رمضان عمل بصفة «مستشار» مع قطر، وكان يتلقى أموالاً تدفعها «مؤسسة قطر» وهي إحدى القنوات التي تسمح للدوحة بتمويل مشاريع مختلفة في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية التي اطلعت على التقرير، فإن مؤسسة قطر قد سهلت انتقال رمضان إلى الدوحة واستفادته من دعم داعية الإرهاب، يوسف القرضاوي، الذي يعد بمثابة مرجع لحركة الإخوان.

وبحسب تحقيقات الوكالة، فقد حوّل طارق رمضان في 1 يونيو 2017 ما يعادل 590 ألف يورو من حسابه القطري الذي تغذيه مدفوعات مؤسسة قطر الشهرية. ومن المرجح، دائماً بحسب الوكالة، أن تكون تلك الأموال قد استخدمت في 28 يوليو 2017 في شراء شقة من طابقين شمال باريس، وأن تكون دفعات أخرى قد تم التبرع بها لجمعيتين مرتبطتين برمضان.

الناتو العربي

من جهة أخرى، قالت مجلة «ناشيونال ريفيو» الأمريكية، إن قطر تمثل ثغرة كبيرة بالنسبة لتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي وقواته العسكرية متعددة الجنسيات، عبر دعمها لإيران والجماعات الإرهابية في المنطقة.

وعدت المجلة، خلال تقرير لها، تشكيل تحالف من الدول العربية بقوة عسكرية متعددة الجنسيات لردع عدوان إيران والإرهاب والتطرف، فكرة جيدة من الناحية النظرية. وأشارت إلى أنه بوجود مصالح وتهديدات مشتركة يمكن لمثل هذا التحالف تحقيق النجاح، والمثال الواضح لذلك، هو حلف الناتو، الذي كان موحداً في مهمته على مدار عقود لمنع الاتحاد السوفييتي من التسبب في مشكلات.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن ثمة تساؤلات حول ما يمكن أن يحدث إن لم تكن إحدى دول التحالف تنظر للتهديدات بشكل مختلف بل وتشترك بنشاط في تقويض الدول الأعضاء.

وأكد التقرير أن الصيغة الأخيرة لتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي من المفترض أن تكون عبارة عن خليط من القوات، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والأردن.

خطر إيران

وأوضحت المجلة، خلال تقرير لها، أنه عند إمعان النظر في الدول الأعضاء المتبقية، سنجد آراءً متباينة واسعة النطاق بشأن المخاطر التي تشكلها إيران وجماعة الإخوان الإرهابية، لافتة إلى الدعم الذي تقدمه قطر للجماعة في الخارج من أجل تقويض الدول الأعضاء في التحالف وتوطيد علاقتها مع طهران.

وتسببت متابعة قطر لتلك السياسات الخبيثة – وغيرها من السلوكيات المثيرة للمشكلات – في خلق ضغائن إقليمية لدرجة أن دول التحالف الاستراتيجي قطعت العلاقات معها في مرحلة ما ولا تزال على خلاف مع عائلة آل ثاني الحاكمة.

بلا شك، قائمة الشكاوى ضد قطر طويلة، فقد أشعلت لهيب الاضطرابات بجميع جهات الصراعات العربية بتمويلها منقطع النظير للمنظمات المتطرفة ودعمها السياسي لها، كما قدمت الدعم لمنظمات مثل طالبان وحماس وغيرها، بالإضافة إلى جماعة الإخوان الإرهابية، إلى جانب استخدامها لشبكتها الإعلامية «الجزيرة» كبوق عالمي للدعاية المتطرفة.

لا تتوقف الأنشطة الخبيثة لقطر عند حد دول المنطقة، بل تستهدف مباشرة المصالح الأمريكية، حيث تواصل الدوحة حملات موسعة تتضمن دفع أموال لشخصيات ذات نفوذ ووسائل إعلام والتجسس الإلكتروني وشراء مراكز بحثية.

وليس هذا كل شيء، بل هناك أيضاً البذخ في إنفاق المال على الجامعات الأمريكية، إلى جانب ما تكشف بعد إطلاق فيلم «أموال الدم»، الذي يكشف كيف اشترت قطر مؤسسة أمريكية ودفعها المال بطريقة لا يمكن لكثير من الأمريكيين تخيلها.

وأشارت «ناشيونال ريفيو» إلى أنه كما تعرّض السياسات التركية مفهوم الناتو حول دفاع مشترك للخطر، يشكل الدور القطري نقطة الضعف في «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي».

أوراق قطر

وضع تحقيق استقصائي فرنسي حفيد مؤسس «الإخوان»، طارق رمضان في قلب فضيحة جديدة، تتمثل في دفع مؤسسة قطر الخيرية (منظمة قطرية غير حكومية) له راتباً شهرياً يقدر بنحو 35000 يورو شهرياً، وذلك ضمن كتاب «أوراق قطر»، الذي كشف الدور القطري في تمويل الإسلام السياسي بالقارة العجوز وتمويل الشبكات المرتبطة بالإخوان.

وضمن مجموعة وثائق تضمنها كتاب «أوراق قطر» الاستقصائي للصحفيين الفرنسيين كريستيان تشينو وجورج مالبرونو، نشر الكاتب الفرنسي جورج مالبرونو جزءاً من وثائق جديدة حول دفع مؤسسة قطر الخيرية، راتبا شهريا لطارق رمضان.

وكشف مالبرونو أن الكتاب الاستقصائي الجديد يفضح شبكة واسعة لتمويل 140 مشروعاً دينياً في أوروبا من بينها 22 في فرنسا، من قبل مؤسسة قطر الخيرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى