متنزهات العاصمة عدن.. تضييق على العائلات ومجالس للقات

ـ المتنزهات تكتظ بالمخزنين.. والأسر تشكو

ـ القات والسلاح والمضايقات ثلاثية المعاناة لدى المواطنين

مواطنون: نطالب بالاهتمام بالأماكن السياحية

ـ متنزهاتنا تحولت إلى أماكن لتناول القات ومضايقات الشباب

ـ غياب اهتمام الجانب الحكومي فاقم المعاناة

 

عدن24| عبدالسلام الجلال

 

اميط اللثام عن عورات الحكومة اليمنية التي امعنت في اهمالها لانشغالها في جمع الأموال بعيدا عن ملامسة معاناة وهموم المواطنين في العاصمة عدن، بل وأكثر من ذلك عمدت إلى شراء الولاءات ومصادرة الذمم ولا ندري ماذا بعد ذلك لكن الوطن والمواطن لا يهمها، ولذلك غرق الناس في مأساتهم وبؤسهم اذ لم توجد تنمية خدمية بالشكل المطلوب اضافة إلى غياب المشاريع التي تتصل بسبل الراحة للمواطنين مثل الاهتمام بالحدائق والمتنزهات منها الخاصة بالأطفال لكن على العكس من ذلك لاحظنا أن بقايا من روح الحدائق المهملة والمتنزهات تحولت إلى أماكن خاصة لمتعاطيي القات (المخزنين ) ويرتادها كذلك المتعاطون للمخدرات فلا حسيب ولا رقيب.

وهكذا اتضحت فضاعه الصورة التي كشفت حكومة ما يسمى بالشرعية على حقيقتها، وهي تشهد ما يجري من عبث واهمال ولا تبدي اهتماماً، وكما اشرنا سلفاً كيف أن متنزهات تحولت إلى مقرات لتناول القات يجتمع فيها المخزنون من مختلف الأعمار، ما سبب معاناة لدى الاسر التي امتنعت أغلبها عن الخروج إلى الشواطئ والمتنفسات والبعض منها تلتزم مكانها دون التمتع بالمكان.

صور لمشاهد مؤلمة، لم تحرك ساكناً الجهات المعنية في الحكومة الشرعية لانتشالها وإعادة الصورة الإيجابية التي كانت تتسم بها العاصمة عدن ويفتخر بها ساكنوها منذ الأزمان.

معاناة يعيشها المواطنون جراء غياب المتنزهات العائلية التي تمكن الاسر من التنزه بأريحية مطلقة بعد أن تحولت إلى أماكن لتخزين القات والمضايقات.

ها هو فصل الشتاء يهم بالرحيل ليعقبه فصل الصيف ويصطلي الناس بجحيمه وتتهيأ مؤسسة الكهرباء للانقطاعات المتناوبة وتتأهب الأسر للخروج إلى الحدائق والشواطئ لتنعم بنعمة الله التي حباها لهذه المدينة الفاتنة، لكن هناك ما يعكر صفو هذا المكان ورونقه.

 

معاناة ولكن

كثيرة هي المنغصات التي تعاني منها الاسر بحسب حديثهم منها انتشار المخزنين في كل الاماكن والشباب الذين يتخذون هذه الاماكن متنفساً للمضايقات كما أن انتشار المظاهر المسلحة في اماكن المتنفسات مشكلة بحد ذاتها اصبحت تورق المواطنين لتكون المعاناة هي الأقوى في فرض الأمر الواقع.

لم تهنأ العاصمة عدن يوما منذ تحريرها من دنس مليشيات الحوثي بدماء رجالها الأبطال وبدعم قوات التحالف العربي وعلى راسهم دولة الإمارات العربية الذين ضحوا لينبثق من بين ركام هذه الحرب نور الحرية في هذه المدينة المسالمة مدينة السلام والتعايش الاجتماعي، لتنعم واهلها بخيراتها التي قضى عليها المتوحشون تجار الحرب، الذين يأكلون أموال الناس بالباطل وحقوق الايتام من استشهد آباؤهم وذووهم في الحرب.

 

غياب المتنزهات

غياب المتنزهات الخاصة بالعائلات هو محور حديثنا في هذا الاستطلاع الذي اجريناه مع عدد من مواطني العاصمة عدن.

وتقول حليمة محمد “كون مدينة عدن مدينة ساحلية وهذه السواحل هي المتنفسات الوحيدة للناس الا أن الأسر تواجه صعوبة في التواجد فيها وخاصة العائلات والنساء خاصة، حيث اصبحت عبارة عن مقايل للقات يصطف فيها المخزنون بصورة كبيرة سواء السواحل او الكورنيشات وهذا يمنع الكثير من العائلات من التوجه للسواحل واصبحت مواقع غير لائقة لتواجد النساء والعائلات”.

وأضافت “ليس المخزنون وحدهم الذين يعيقون العائلات والنساء انما انتشار المظاهر المسلحة والتي تشكل تهديداً على سلامتهم وتشعرهم بعدم الراحة وانعدام الشعور بالأمان، حيث تمنع الكثيرين من الخروج للمتنفسات والتمتع بالبحر وخاصة ان الصيف على الابواب والعائلات محتاجة للخروج وتنشق الهواء في اماكن مفتوحة كشواطئ البحار”.

واختتمت حديثها قائلة “نحن مجتمع محافظ ومن الصعب لأي احد يرضى على نفسه ان يصبح هو وعائلته موديلات عرض امام جيش من الرجال المخزنين”.

أما هدى الكسادي لقالت إن المتنزهات التي كانت تتمتع بها العاصمة عدن غابت بعد الحرب كثيراً، وحاليا الاسر لم تعد تخرج إلى المتنفسات كما كانت سابقا والأماكن المتوفرة حاليا محدودة ويغلب عليها بعض السلبيات.

وأضافت “هناك بعض الاماكن التي كانت تتردد عليها العائلات اصبحت غير مقبولة بعد الحرب لعدد من الاسباب ونادرا ما يذهب إليها الناس وكذا قلة المتنزهات الحكومية في العاصمة عدن زادت من المعاناة، هناك متنزهات حكومية مثل البراعم في المعلا حافون وحديقة الكمسري والحديقة الخاصة (فن سيتي) هذه ثلاث حدائق محدودة والناس تأتي إليها من اكثر المناطق في عدن، كون السواحل متنفسات عامة لا يوجد أماكن خاصة بالعائلات وهذا ما يجعل كثرة الشباب يتواجدون على السواحل.

وأضافت “إن بعض العوائل امتنعت عن الخروج إلى السواحل بسبب كثرة المخزنين والشباب والمضايقات للعائلات ما جعل البعض يلجؤون إلى المطاعم السياحية او الحدائق التي لا يوجد فيها مضايقات”.

وقالت: نطالب الدولة بإيجاد حلول لهذه المعاناة التي تعاني منها الاسر في العاصمة عدن، كما ندعو المستثمرين إلى الاستثمار في هذا المجال حتى تعود العاصمة عدن إلى الواجهة مجددا وأن يسودها امن وامان وفيها متنزهات مناسبة لجميع الفئات (النساء والرجال والأطفال).

 

غياب أماكن مخصصة للعائلات

أما محمد شمسان فيقول إن المتنزهات في عدن كثر فيها المخزنون ما سبب مضايقات للعوائل التي اصبحت تواجه من الشباب وهذا ناتج عن غياب الأماكن الخاصة بالعوائل.

وأضاف “نحن بحاجة إلى متنزهات خاصة بالعوائل وأماكن عامة للشباب، حتى تتمكن من الخروج والتمتع بالفسحة دون مضايقات”.

وقال مازن محمد رئيس نشاط الشبكات الأرضية في الاتصالات بعدن: المعاناة من المتنزهات كبيرة بسبب تواجد المحششين ومخزني القات ونعاني من مضايقات للعائلات من قبل هؤلاء الشباب ونتمنى من الجهات المعنية تحديد اماكن للعائلات لإبعادهم عن مضايقات الشباب والمخزنين وتوجيه الأمن بضبط الشباب الذي يعملون على مضايقات العوائل”.

 

غياب الأمن

وفي حديث لإقليمة شيباني قالت: المتنزهات هي اماكن للسياحة وخروج الناس اليها مع اطفالهم وعائلاتهم لتغير اجواء المنازل والاستمتاع بالمناظر الخلابة .

وأضافت” في السابق كانت المتنزهات فيها راحة وطمأنينة

تجد الاطفال يلعبون فيها دون خوف، حاليا اكثر اﻷسر تشعر أن المتنزهات دب في قلوب مرتاديها الخوف و ما فيها امان. واصبح فيها اختلاط لكثير من الشباب المراهقين والرجال الذين يأتون بدون أسر واصبحنا بمأساة لا نستطيع الخروج إلى هذا المتنفسات.

وتابعت “إن الخوف على الاطفال من الرجال بشكل عام مراهقين وكبار السن كذلك جعل الاسر تلتزم المنازل وذلك نتيجة غياب الرحمة وضعف الوازع الديني الذي جعل المجتمع يعيش في انهيار واختطافات واغتصابات وخاصة في المتنزهات فنجد اكثر الفتيات تدمر حياتهن بسبب اختلاطهن في المتنزهات”.

واستطردت “أهملت المتنزهات بشكل كبير من خلال ضعف الحراسة وكذا افتقارها للألعاب المطلوبة لدى الاطفال، فصحيح نجد حارسين امام البوابة لكن ليس عندهم امانة فصاحبه يسمح له بالدخول وهذا زميلي وهذا اخي فأصبح فيها من الرجال ما يجلبون الفتن”.

وأشارت إلى أن المتنزهات بشكل عام اهملت وتدهورت حتى أصبحت أماكن لتجمع المخزنين من الرجال، فاذا وجد التعاون من المجتمع واصبحت المتنزهات لتجمع الاسر وخاصة في الاشهر الاكثر حرارة فلن تجد مكاناً تأخذ فيها الراحة الا المتنزهات، نتمنى أن تكن هناك حماية خاصة للمتنزهات ويمنع الرجال من التجمع فيها وتجعل المتنزهات لسياحة العائلات .

 

مظاهر غير مألوفة

مظاهر لم تكن تعرفها مدينة عدن وأبناؤها لكن احدثتها تغيرات السنين واحداثها التي انتجت العديد من السلبيات جثمت على حياة المواطنين.

وفي هذا الجانب تحدثت نسرين الحامدي قائلة “كثر المخزنون في المتنزهات خصوصا الأماكن التي تتردد عليها العائلات ومن هذه الأماكن كورنيش الحمراء الذي كان متنفساً لمن يريد ان يأخذ راحته في السير في أي وقت كرياضة او التنزه من بداية الكورنيش إلى النهاية، دون أي عواق، الآن وفي هذه الأيام لم نستطع المرور فيه بسبب المخزنين الذين اتخذوا من أرضية الكورنيش أماكن للجلوس وتناول القات، مع وجود ما تسمى الشيشة التي تنصب في ساحة المتنفس لتكون عائقاً امام المشاة من العائلات التي تريد أن تمر للانتقال إلى مكان آخر”.

وأضافت “بوجود هذه المظاهر كيف يمكن للعائلات أن تذهب إليها والمخزنون من كل جانب، والاغرب أن المخزنين كانوا يجلسون في ركن واحد الآن من الطرفين ولم يبق مكان للمرور إلا من بينهم في المنتصف وهذا أكثر ما شوه المكان”.

وتابعت ” كذلك ساحل أبين هو الآخر لا يخلو من المخزنين بالإضافة إلى تواجد السيارات بصورة غير طبيعية، وكان ذلك المكان نذهب اليه خصوصا في فصل الشتاء عندما يكون الجو مغيماً في الساعة الثانية بعد الظهر لحلاوة الجو، لكن هناك ما غير هذه المكان وهو تواجد المخزنين الذين يملؤون المكان، وحيث ما ذهبت تواجههم في صيرة وجولد مور”.

وأشارت إلى وجوب تخصيص أماكن للمخزنين وأخرى للعائلات، اما هذه الطريقة فهي صورة مشوهة لجمال ومكانة المدينة.

نطالب الجهات المعنية بوضع حد لهذه الظاهرة التي سببت الكثير من المعاناة لدى الأسر في العاصمة عدن وكل من قصدها للاستمتاع بالمنظر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى