ديربي من نوع آخر

كتب: بدر بالعبيد

في ضواحي الحي المجاور للحي الدبلوماسي بعاصمة القرار العربي والإسلامي قاطبة “الرياض” المدينة التي لطالما احتضنت كبرى المسابقات الرياضية على مستوى العالم، وعلى زخات المطر المتقطعة التي تلامس الأرض على استحياء .. كنت في إحدى زوايا غرفة الجلوس الصغيرة في بيتي المتواضع فاتحاً شباكاً يطل على وادي لبن الوري،  ..  وقد كنت دوماً شغوفاً بالرياضة الجنوبية ولا زلت .. فكنت أبحث عن أمجاد الكرة الجنوبية، فلقيت هناك مقالاً تحدث عن ديربي قطبي العاصمة عدن خلال موسم ١٩٨١ – ١٩٨٢م، وقد كان موسماً مختلفاً تماما، كيف لا !! وقد أقيم فيه الحدث الأكبر والأجمل بتلك الأيام الجميلة، هذا الحدث هو الديربي الكبير بين كبار الأندية الجنوبية : التلال والوحدة، وقد حضر وشرّف هذا اللقاء أكبر شخصيتين رياضيتين ترأسان أكبر المنظمات الرياضية بتلك الحقبة ولأول مرة في تاريخ الرياضة والرياضيين يجتمع ممثلا المنظمتين الرياضتين الدوليتين معاً، و هما : رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سامرانش الرئيس السابع لـ(IOC)، ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ فهد الأحمد الصباح (OCA).

قدم الفريقان أداء قمة في الروعة، يوازي حضور من شرّف اللقاء، وقد كانت مباراة دراماتيكية من العيار الثقيل، بدأ التسجيل نادي التلال بالهدف الأول بواسطة محمد الويكا، لكن الوحدة سجل هدفين سريعين بواسطة ناصر هادي ومحمد قاسم ليعود التلال مرة أخرى للمباراة ويسجل ثلاثة أهداف متتالية تألق فيها قائد الفريق أبوبكر الماس ليعود وحدة عدن للسيطرة على المباراة ويتحصل على ضربة جزاء في الدقائق الأخيرة سددها المدافع الصلب أحمد سعيد، لكن حارس المرمى التلالي إبراهيم عبد الرحمن تألق في صدها، لتنتهي المباراة بفوز نادِي التلال ٤ / ٢ على نادي الوحدة.

خلاصة القول حضور ممثلي كبرى المنظمات الرياضية الدولية ينم  أن هناك دعماً واهتماماً من القيادة السياسية بالشباب والرياضة بتلك الحقبة تمخض عنه حضور شخصيات رياضية لتعطي زخما ودعما لا محدوداً للرياضة والرياضيين الجنوبيين، فشكرا لمن كان داعما محباً عاشقاً لبلده الجنوب العربي العظيم ولم يقدم المصالح الضيّقة؛ وخالص الأمنيات بعودة قريبة للجنوب العربي ليسترجع ويستعيد أمجاد الكرة الجنوبية على وجه الخصوص والألعاب الرياضية للجنوب عموماً ..