من أين يستمد المجلس الانتقالي قوته؟ استقراء لبعض عوامل القوة

كتب | د. نواف بن شريفان الخليفي

هناك عدة عوامل و متغيرات على الساحة الدولية والاقليمية والمحلية ساهمت في جعل المجلس الانتقالي قوه ضاربة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. لقد تبنا المجلس الانتقالي تلك العوامل التي بدورها ساهمت في بروزة كممثل القضية الجنوبية في الداخل والخارج. ونعدد لكم ابرز تلك العوامل واهمها.

  1. عدالة القضية الجنوبية : بعد حرب صيف 1994 بسطت قوى النفوذ في الشمال على دولة كاملة السيادة في الجنوب واستباحت الدم و الارض وسيطرت على الموارد وسرحت موظفي القطاع المدني والعسكري من الجنوبيين ومارست الظلم و العنصرية وحولت مؤسسات الدولة الى غنيمة حرب وقد وضعت اليمن في مكانة مرموقة بين الدول الفاشلة. ممارساتهم في الجنوب اصبحت كما قال غسان كنفاني “يسرقون رغيفك .. ثم يعطونك منه كِسرة .. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم .. يالوقاحتهم”. لذلك اصبح مطلب استعادة الدولة في الجنوب مطلب عادل ومشروع. وما قرارات الامم المتحدة وميثاقها و الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي في حينها بهذا الخصوص الا تزكية لعداله القضية الجنوبية وادراك مستقبل الكارثة المقبلة على اليمن الواحد. عدالة القضية الجنوبية جعلت من المجلس الانتقالي مارداً قوي في كافة المحافل المحلية و الدولية. فا بأي مبرر سيرد خصوم الانتقالي عن عدالة القضية. كان المال والسلطة بايديهم فا باي ذريعة سيحابون فشلهم. لا يجرؤن الا بالكذب والتدليس على بسطاء الشعب.
  2. القبول الجماهيري الواسع في الداخل : تبني هكذا قضية عادلة ومشروعة، مكنت المجلس الانتقالي من الحصول على اكبر تمثيل شعبي في تاريخ القضية الجنوبية. الشعب في الجنوب له تطلعاته في العيش الكريم في دولة مؤسسات بعيدا عن عصابات النهب والفيد المتخلفة. هذا الشعب الكريم ملتف دائما حول اي مكون يتبنى قضيته بشكل صادق وما ان يحيد ذالك المكون لمآرب ومصالح دُنيا ينفض الشعب من حوله ولكم عبرة في الكثير من المكونات الجنوبية اللتي فرختها صنعاء او حادت عن طريقها فلم يبق من واقعها سواء اسمائها فقط. القبول الجماهيري للمجلس الانتقالي ولّد حاضنة شعبية تساند وتدعم المجلس في اي قرارات حتى ولو كان الذهاب للتحرير الشمال. سار الانتقالي واثقاً نحوا الحديدة معولاً على شعبه الذي يسانده ولن يخذله. الكل في الجنوب لبا نداء الانتقالي عند التعبئة لتحرير باب المندب والساحل الغربي واثقاً ومؤمناً بقرارات المجلس انها لاتصب الافي مصلحتهم وعون الجار. وما يتم تاكيده هنا على ان غياب الحاضنه لمشروع الوحدة هو من افشل الاحتلال الاول للجنوب في عهد صالح والاحتلال الثاني في عهد الحوثي. فلمن يريد احتلال ثالث للجنوب عليه با ستبدال الشعب في الجنوب ان إستطاع فقد فشل النظام السابق في توطين حاضنته المطيعة والمزيفة. فالإرادة لاستعادة الدولة هو مطلب داخلي صادق و مُصدر للخارج وغير مستورد، اليوم يذهب الانتقالي لهم وغدا سيأتون اليه.
  3. الشراكة مع الاقليم : الجنوب ليس عدواً لدول الجوار وانما حصناً منيعاً لهم وللعروبة وللدين. تبني الانتقالي لقضيته و دينه اولا. فالدفاع عنهما ليس عماله لدول الجوار فالتفريط فيهما خيانة يعرفها كل خائن في قرارة نفسه. من يطعن في شراكة الانتقالي مع التحالف لم يهتز لنفسه اولاً ثم لدينه الذي هو مُتقنعاً به وهو من براء. دول الجوار لها تجربه كبيرة في اليمن وصرفت من اموالها ما صرفت على قوى الفيد والظلال وكانت المقايضة على كم من الاموال ستدفع لتحرير نفسي. فلا توجد ثقة في المكونات الاخرى لان المجرب لا يجرب. شراكة الانتقالي بالاقليم عميقة وفريدة بتبنيه نوايا صادقة تجاههم وهو ما دفعهم لدعمه سياسياً وعسكرياً لنيل مطلبه النبيل با ستعادة دولته وهو ماضٍ فيه قدماً. الانتقالي قد كان عمود الشرعية الحقيقية الاول ومسانداً لها في دحر المد الايراني في اليمن على عكس بعض المكونات السياسية اللتي فرطت في الشرعية والسيادة بجلوسهم مع المبعوث الاممي جمال بن عمر لتقاسم فتات السلطه فيما رئيس شرعيتهم على بعد امتار قليلة عنهم محتجز لدى الحوثي.
  4. الشراكة مع المجتمع الدولي : مما يؤرق المجتمع الدولي في الوقت الحاضر هو الإرهاب و أمن ممرات التجارة الدولية. الانتقالي ملتزم بمكافحة الارهاب وليس مُصِدراً له على عكس من وظف قوى الارهاب في احتلال الجنوب في 94. ما قام به الانتقالي في مكافحة الارهاب في اقل من عام عجز عنها غيره في 25 عام مع مراعاة ظروف المرحلة و امتلاك المال و السلطة. كذلك حماية ممرات التجارة العالمية هو عمق الشراكة بين الانتقالي والمجتمع الدولي. قاتل الانتقالي حتى بلغ الحديدة لتأمين باب المندب والساحل الغربي من القرصنه و الحد من عمل العصابات في تلك المنطقة التي تديرها قوى لا يؤتمن عليها لحكم شعوب تتطلع الى العيش في بيئة آمنة و مستقرة. حقيقةً، هاذين العاملين لا يلتزم بها إلا من يتصرف بمسؤولية الدولة القوية اللتي تتطلع الى احتلال مكانة عظمى بين الدول. اثبت الانتقالي للمجتمع الدولي على صدقه وإخلاصه في تبني قضايا الأمة وجعل منه شريكاً حقيقيا وحيداً وحليفاً استرتيجياً لا مفر منه. وما ترحيب بريطانيا وروسيا بقيادة الانتقالي إلا انعكاساً لهذه الشراكة واقتناعهم به كاحامل مشروع وطني و أممي لشعبه الجبار الذي يستحق العيش بكرامة. فلمثل هؤلاء تفتح الابواب.
  5. جهوزية بناء الدولة : قد يكون واضحاً وجلياً جاهزية المجلس الانتقالي لادارة زمام الدوله في الجنوب، فما اللذي ينقصه؟ المكون السياسي والتشريعي موجود، والمكون العسكري لايشق له غبار. وموارد الجنوب كفيلة بنهوض دوله عصرية من الطراز الاول تتبنى التطبيب والتعليم وغرس القيم و الاخلاق و الولاء لدولة الجنوب. ولا يغفل الطيف الشعبي الواسع الذي تأدلج في كافة المراحل السابقة رغم قسواتها في حب الجنوب. حتى دور المعارضة في المستقبل وجد له مكانة في استراتيجية الانتقالي فهو يمد يد الحوار لكل اصحاب الرأي و يبادر بقوله من لم يأت الينا سوف نذهب نحن اليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى