هل وضعت السعـودية (الزنداني) تحت الإقامة الجبرية؟

عدن24 | متابعات

رجحت مصادر يمنية، وضع الداعية الإخواني اليمني المتشدد عبدالمجيد الزنداني تحت الإقامة الجبرية في المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا لدعم الشرعية في اليمن، حيث انتقل الزنداني من صنعاء التي احتلها الحوثيون إلى الرياض، دون ان يدلي بأي تصريحات مناهضة للحوثيين او مشروعهم في اليمن، غير ان تواجده في الرياض أثار غضبا أمريكيا.

وقالت المصادر “إن واشنطن أبلغت الرياض في أكثر من مرة، تفسير الاستضافة السعودية، للرجل المتشدد الذي تضعه الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب الأشد خطراً في الجزيرة العربية”؛ وهي ليست المرة الأولى التي تطالب فيها واشنطن، فقد سبق لها وطالبت صنعاء رسمياً الزنداني في اعقاب زيارة قام بها الأخير مع الرئيس صالح إلى السعودية في العام 2006م.

وقال مصدر قريب من الحكومة اليمنية المقيمة في الرياض انهم طلبوا من الزنداني، التوجه بدعوة لليمنيين لقتال الحوثيين، الا انه اعتذر وألمح إلى ان السعودية، طلبت منه عدم ممارسة أي نشاط سياسي او ديني.

واشار المصدر إلى أن الزنداني ابلغ مسؤولين يمنيين، عدم رغبته في توجيه دعوة لليمنيين لقتال الحوثيين، خشية ان يتم استخدام ذلك ضده مستقبلا مثل ما حصل مع الجنوب، حين دعا الزنداني إلى قتالهم بدعوى انهم ماركسيون وملحدون.

وتشير مصادر أخرى إلى أن الزنداني عبر عن تذمره من الموقف السعودي تجاه هيئة علماء اليمن، التي يقول الزنداني انها كانت أول من ايد عاصفة الحزم ودعت إلى النفير ضد الانقلابيين، لكنه يرفض في الوقت الحالي الحديث عن الحوثيين او الإدلاء بأي تصريح.

وزعمت صحف قطرية عقب المقاطعة الخليجية والعربية لحكومة الدوحة “قيام الرياض بوضع الزعيم الإخواني الديني المتشدد تحت الإقامة الجبرية، على خلفية طلب امريكي، على اعتبار ان الزنداني من ابرز رجال تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، بل انه كان يصف بالأب الروحي لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن”.

واستغربت مصادر يمنية ان انتقال الزنداني إلى السعودية جاء بطلب من نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، لكن انتقال رجل الدين المتشدد إلى عاصمة التحالف العربي اثار غضب واشنطن التي تقود الحرب على الإرهاب في المنطقة، وتضع الزنداني على رأس قادة التنظيم في الجزيرة العربية، بل انه بات مطلوبا لها منذ نحو عقدين.

وقالت صحف قطرية ان الرياض طمأنت واشنطن بشأن تواجد الزنداني المتهم بالتورط في التخطيط للهجوم على المدمرة الأمريكية يو اس اس كوك.

وأتهمت صحف قطرية تصدر في الدوحة الرياض بوضع الداعية الإخواني تحت الإقامة الجبرية، تلبية لرغبة واشنطن، وان السعودية تسعى لتحجيم دور الزنداني وقادة ورموز الإخوان في اليمن.

وقالت إن “النظرة السعودية للداعية الزنداني لم تتغير وأنه أبرز رموز جماعة الإخوان المسلمين في اليمن حيث يشعر الرجل بخيبة أمل كبيرة من تعامل الرياض معه، رغم بيانات التأييد المتكررة لعملياتها في بلاده، والتي يصدرها مكرها ومضطرا كثمن لبقائه في السعودية”.. لافتة إلى أن “هناك قرارا غير معلن من السلطات السعودية بمنع سفره خارج أراضيها، تزامنا مع قيود تفرضها على حركته داخل مدنها”.

وترفض الولايات المتحدة الأمريكية اسقاط اسم عبدالمجيد الزنداني من قوائم المتهمين بتمويل وادارة العمليات الارهابية في الجزيرة العربية، حيث رفضت واشنطن طلبا تقدمت به حكومة صنعاء في العام 2005م، بإسقاط اسم الزنداني من قائمة المهتمين بتمويل الإرهاب.. غير ان واشطن ردت بأن ” الزنداني له سجل في دعم الإرهاب وقد تم إدراج اسمه بناء على سجله وأعماله”.

وفي فبراير من العام 2014م، وضعت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي اسم الزنداني في القائمة الموحدة بأسماء الشخصيات التي لها ارتباط مالي بحركة طالبان وجماعات تنظيم القاعدة، بناء على طلب من وزارة الخزانة الأميركية وجددت اللجنة الدولية تلك الاتهامات للزنداني وعدد آخر منهم محمد حمدي الأهدل وريتري الشيبة إضافة إلى جهات يمنية أخرى مثل محلات الحماطي للحلويات، النور للعسل، الشفاء للعسل فرع مؤسسة الحرمين وفرع مؤسسة بن قولينس.

وأكدت تقارير أميركية أن كثيراً من العمليات الإرهابية والكثيرين من أشخاصها اعتمدوا روحياً – إن لم يكن لوجيستياً – علي الزنداني.

وحسب تقارير اخبارية عربية فقد أظهرت تحقيقات روسية وأردنية ومصرية مع متهمين بالإرهاب تسلمتها المخابرات الأميركية أن لهم علاقات مباشرة وغير مباشرة بالرجل، كما تشير آخر تحقيقات أردنية مع متهمين بأعمال إرهابية لاعترافاتهم بأنهم حصلوا على معونات مالية بمساعدته·

وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية أن إصرار الزنداني على اعتبار التهم الموجهة إليه تهماً ضد الإسلام مؤشراً على استمراره في استغلال الإسلام لاستقطاب عناصر تحمل ذات العقائد القتالية على خلفيات دينية وترى أن الزنداني يستخدم ذات الخطاب الجذاب لتنظيم القاعدة والذي حذرت تقارير لجنة مجلس الأمن منه لأن يجند الأنصار عبر دفع المجتمعات الإسلامية إلى حافة التطرف من خلال الدعاية، كما يبث في النفوس الإحساس بالظلم سواء كان سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا ثم يعمد إلى استغلال هذه المشاعر.

وتؤكد اللجنة الدولية والولايات المتحدة أن أميركا لا تطالب بالزنداني ولكنها تطالب بحرمانه من تمويل نشاطه الذي يحض على الكراهية والعنف والتعصب.

وبحسب التقارير الصحافية فقد ذكر متابعون لخطاب الشيخ عبدالمجيد الزنداني وبخاصة الأميركان منهم – عبر كتاباتهم ـ بالشيخ عمر عبدالرحمن الذي يقضي عقوبة السجن على فتاواه المشابهة لخطاب الزنداني ويقولون إن الزنداني إذا استمر على خطابه التحريضي ضد الأديان والعرقيات والأحزاب فإنه قد يحاسب بناء على القرار رقم (1624) الذي أقره مجلس الأمن أخيراً.

ويطالب فيه جميع الدول أن تخطر بنص قانون التحريض على ارتكاب عمل أو أعمال إرهابية كما يطالبها بمواصلة بذل واتخاذ التدابير اللازمة والملائمة وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي من أجل التصدي للأيديولوجيات المتطرفة العتيقة ومواجهة التحريض على ارتكاب أعمال الإرهاب بدافع التطرف والتعصب، حيث كان الأميركيون يعدون جامعة الإيمان التي يرأسها الزنداني مؤسسة متعلقة لتحريض الشباب على الكراهية وليس على الحوار معتبرين الأميركي جون ووكر الذي درس في الجامعة وفي مراكز دينية أخرى باليمن قبل محاولته الالتحاق بطالبان، دليل على قوية دعاية الزنداني المحرضة على قتال النصارى·

وتذكر مصادر غربية أن للزنداني خطابات مسجلة في أشرطة بعد أحداث 11 سبتمبر تدافع عن أعمال تنظيم القاعدة عبر اتهام الرئيس جورج بوش واليهود بافتعال الأحداث لإرهاب الإسلام تحت عنوان مكافحة الإرهاب.

وتشير إلى تصدره كل البيانات التي تحث المسلمين على مواجهة أميركا حتى في الفترة التي تلت أحداث 11 سبتمبر حين وقع عريضة تعتبر التحركات العالمية ضد الإرهاب حرباً صليبية في محاولة لاستثارة الشباب المتدين للقتال في صف أسامة بن لادن وتقول إن كثيرين من الذين تم التحقيق معهم من الذين شاركوا في عمليات ارهابية في العالم ذكروا اسم الزنداني·

ويعتبر خبراء مكافحة الإرهاب الأميركيون أن الزنداني ربما يكون أخطر رجل في اليمن ويطالبون الحكومة اليمنية بما يسمونه حماية المواطنين اليمنيين من التأثر بخطاباته وأنها مادامت غير قادرة على كشف زيف تلك الخطابات فعليها استغلال قرارات مجلس الأمن لمنعه من الحركة·

وتتهم واشنطن الزنداني بأنه من أهم المحرضين على ضرب المصالح الأميركية والغربية في العالم العربي وتقول إنه شن حملة على احتلال أميركي لليمن قبيل ضرب المدمرة كول في ميناء عدن عام 2000 وهو ما اضطر القصر الرئاسي اليمني لتوجيه نفي رسمي عن وجود ذلك الاحتلال.

وتشير التقارير الغربية إلى أن الشيخ عبدالمجيد الزنداني رقم مشهور ضمن الشبكة الإسلامية العالمية سريعة النمو وأنه عنصر رئيسي في الجناح الأكثر أصولية لحزب الإصلاح الإسلامي – المعارض الرئيسي – في اليمن وعمل كناصح لعودة العرب الأفغان.

ويطالب أعضاء في حزب الإصلاح الزنداني بمراجعة أدائه وعدم الزج بالحزب في معركة مع مجلس الأمن، لكن الغريب في الأمر أن الزنداني يتعرض في الجهة الأخرى لهجوم بسبب ما سماه المهاجمون تخاذله عن إخوانه الذين حرضهم على قتال الصليبيين·

وفي دراسة عن التجارب الجهادية في اليمن يقول أبومصعب السوري إن أسامة بن لادن عبر أكثر من مرة عن ندمه لأنه لم يشارك في حرب صيف 1994 ضد الجنوب، بشكل مباشر بل انتظر اقناع قيادات الصحوة في اليمن ولا سيما الإخوان المسلمين من أمثال الشيخ عبدالمجيد الزنداني بالانخراط فيها، وما كان لأولئك أن يفعلوا وضاعت فرصة ذهبية·

واتهم السوري الشيخ الزنداني بإجهاض مظاهرة المليون مسلح التي توجهت إلى بوابة القصر الجمهوري في صنعاء وكان على رأسهم مع زعماء الإخوان وغيرهم، فقد دخل القصر مفاوضا صالح، وخرج إلى المتظاهرين المسلحين المطالبين بسقوط الدستور والحكومة وبتحكيم الشريعة ليقول لهم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليعد إلى بيته!!

ويقول: وانفرط الجميع ليصبحوا في اليوم التالي وقد صار الشيخ الهمام عبدالمجيد الزنداني أحد نواب الرئيس وأحد حكام اليمن الخمسة الذين شكلوا مجلس الرئاسة برئاسة علي عبدالله صالح وعضوية الاشتراكيين الملحدين بحسب مذهب الشيخ القديم، وتوزع كبار زملائه في الإصلاح ما بين وزير ونائب برلماني·

ويعتبر السوري الشيخ عبدالمجيد الزنداني ومن يصفهم بـ”القاعدين عن الجهاد” من ذوي المصالح ومن أهم عوامل إحباط دولة الجهاد في اليمن التي سعى اليها بن لادن منذ حرض على تمويل حملة إظهار كفر دستور دولة الوحدة.

ويقول: منذ قيام الوحدة كان مشروع الشيخ أسامة بن لادن قد تحول إلى المحاولة على مستوى اليمن الموحد وشكلت مشكلة الصراع على الدستور وتناقض الإسلاميين والعلمانيين فرصة لإعلان الجهاد على حكومة اليمن الموحد حديث النشأة حينها.

وقد تحرك أسامة بن لادن لاستغلال تلك الفرصة وقدم إليه عدد من مشايخ اليمن كان في طليعتهم الشيخ المعروف محمد أحمد سيف والذي وضع اسمه على كتاب يثبت كفر الدستور كان قد كتبه بعض المقربين من أسامة بن لادن وأثبتوا فيه أيضا كفر الحكومة القائمة عليه وشرعية جهادها كما تقول الدراسة·

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى