الحرب الحوثية تحرق طفولة 6 ملايين يمني

يدفع الأطفال الثمن الأكثر كلفةً والأكبر فداحةً جرّاء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية في البلاد، صيف 2014، حتى باتت الأرقام المفزعة والكارثية واضحةً جلية أمام المجتمع الدولي تخترق الآذان والأعين، لكن يبدو أنّ الأولى صُمَّت والثانية أغلقت.
في إحصائية جديدة تكشف مدى الوضع المفزع الناجم عن الانقلاب الحوثي، بيّن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أنَّ أكثر من ستة ملايين طفل في اليمن يعانون من أزمة إنسانية قاسية جراء الانتهاكات الحوثية المستمرة لحقوق الإنسان حيث أصبحت الأوضاع الإنسانية أكثر صعوبة ومرارة.
كما استعرض المركز في مؤتمر صحفي عُقد بمقر نادي الصحافة السويسري بجنيف، الجهود التي يقدمها خدمة لأطفال اليمن، حيث أوضح مدير إدارة المساعدات الطبية والبيئية في المركز الدكتور عبدالله المعلم، أنّ مشروعات وبرامج المركز الإنسانية للمنكوبين بلغت 695 مشروعاً.
وتطرَّق المعلم لما خصصه المركز لأطفال اليمن في ظل الحرب التي أشعلتها المليشيات، موضحًا أنّ أكثر من ستة ملايين طفل في اليمن يعانون من أزمة إنسانية قاسية جراء الانتهاكات الحوثية. ولفت إلى أنّ من أبرز المشروعات النوعية التي قدمها المركز، مشروع إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي وزجت بهم في أتون الصراع المسلح ممن هم تحت سن الثامنة عشرة، موضحًا أنَّه جرى العمل على إدماجهم في المجتمع وتقديم الخدمات النفسية والاجتماعية والتعليمية لهم ولأسرهم من قبل خبراء متخصصين.
وبحسب صحيفة اليوم السعودية، فإنّ الحوثيين جنّدوا الأطفال في معظم جبهات القتال، لأنّهم مليشيات لصوصية لا تؤمن بأن للحروب حتى الحروب آداباً وأعرافاً يجب أن تُحترم من أهمها إبعاد الأطفال عن رحاها وتجنيب النساء وكبار السن مآسيها، وذلك لغرضين، أحدهما للنقص في عناصر الحرب ما دفعهم للزج بالأطفال إما تحت تأثير القات المخدر، أو بتهديد أهاليهم لإرسالهم إلى جبهات القتال لسد الثغرات.
أمّا السبب الثاني هو اتخاذ الأطفال كدروع بشرية، دون أي مراعاة أو اعتبار أخلاقي لطفولتهم وبراءتهم، وانعكاس مشاهد الحرب ومآسيها على من يكتب الله له النجاة منهم. ودفع ذلك، مركز الملك سلمان للإغاثة لتنفيذ مشروع ورشة عمل شديدة الأهمية تختص بإعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح هناك، ويفوق الجُرم الحوثي هذا الحد، ويصل إلى أنّه يساهم في تربية جيل من الأطفال يتأسّس على التوحُّش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى