التدمير المُمنهج لرياضة الجنوب

كتب: بدر بالعبيد

يُقال إذا أردتَ أن تدمِّر جيلًا، فعليك بتدمير القدوات فيه من العلماء والمفكرين وأصحاب الخبرات وأصحاب الهمم العالية ،

هذا المشهد نعيش تفاصيله اليوم للأسف ونكتوي بآثاره السلبية؛ فمعُاناتنا صنعتها أيدينا وباختياراتنا، فنحن من اختار دمج مؤسساتنا بمؤسسات إخواننا باليمن الشمالي، في عام ١٩٩٠م، ومن هنا بدأ التدمير الممنهج لرياضة الجنوب العربي، التي كانت في طور التقدم والتطوّر، ومحل اهتمام القيادة بتلك الحقبة من الزمن، لدرجة كنت أقرأ لبعض الرموز الرياضية الجنوبية مؤخراً فبعضهم يقول عندما يهبط نادٍ جنوبي معين للدرجة الثانية في الدوري، يتهافت رؤساء أندية شمال اليمن بطلب جميع اللاعبين المميزين بهذا النادي! على أن يعيدوهم بعد الصعود؟! ولا أدري كيف تفكر هذه القيادات للأندية الرياضية بشمال اليمن حقيقة! طلبهم تجريد هذا النادي من نجومه لصالحهم طيب كيف سيصعدون إذاً !!؟ لهذه الدرجة ترون اننا أغبياء !!؟؟

بعد الوحدة وضعوا لنا مسؤولي الوهم، ودُمَّرت الكثير من القدوات وأصحاب الخبرات الجنوبية الذين كان باستطاعتهم العودة برياضة الجنوب إلى جادة الصواب.

فأتساءل ؟ واسأل .. على مستوى الأندية، المنتخبات، والألعاب: أين كُنَّا؟ وإلى أين صِرنا؟! فرق كبير جداً، كيف لا ومنتخبات الجنوب من قلائل العرب التي تأهلت للآسياد بكوريا الجنوبية بثاني آسياد عام ١٩٨٨م،

وعلى مستوى الألعاب الجماعية اللعبة الشعبية كرة القدم فقد كان ممثل اليمني الجنوبي حاضراً بين الكبار فقد شارك منتخب اليمن الجنوبي لكرة القدم في كأس آسيا عام ١٩٧٦م، حيث خسر من إيران والعراق بنفس الترتيب، وعاد ليشارك بتصفيات كأس العالم في عام ١٩٨٦م، وخرج من الدور الأول.

وللأسف نرجع العامل الرئيس لتدمير المنظومة الرياضية إذ كان من خلال التعيينات التي معيارها ليست الكفاءة بل وفق الانتماءات الحربية المقيتة، والمحسوبيات العفنة، وعلى الجميع تنفيذ أوامر هؤلاء المسؤولين دون نقاش، وكلُّ من يُعارض تفكيرهم فما هم إلا منظرون ومعارضون يجب إلجام ألسنتهم، بل وقطعها لو أتيحت لهُم الفرصة، حتى وصل الحال لما هو عليه الآن.

لم يبقَ سوى القول نُفضّل أن ننظر لبصيص الضوء البعيد على أن نبقى محاطين بالظلام، وأمنياتنا بعودة لرياضة الجنوب قريباً وقريب جدا.

كُن بخير عزير القارئ حتى ألقاك بمضمار رياضي جديد إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى