المرأة الجنوبية والرياضة 

كتب: بدر بالعبيد*

“يقول الشيخ محمد أحمد إسماعيل مخاطباً المرأة «أنت نصف الأمة، ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر فأنت أمة بأسرها»، وبالتالي المرأة شريكة الرجل في تنمية المجتمع بما تمتلك من ميزات وقدرات، كما أن السيرة النبوية وكتب التاريخ مليئة بالأمثلة لمشاركة المرأة في المجتمع بشكل فعال ومؤثر في مجالات عدة ومختلفة، كالتعليم والطب وخدمة المجتمع والارتقاء به وتطويره، وهو نتاج اهتمام الإسلام بها فقد حفظ لها إنسانيتها وأعلن كامل مسؤوليتها وقرر أهليتها وحررها من مظالم الجاهلية ومنحها العديد من الحقوق كحق التعليم، وحق العمل، وحق المشاركة في اتخاذ القرار وفق الشرع ودون الخروج عن الثوابت المسلم بها كل مسلم في هذه الحياة”.

بدورها عاصمة الجنوب العربي عدن، قبل عام ١٩٩٠م،

شهدت ازدهاراً في كافة المجالات، حتى بلغت أعلى درجات الرقي والتطور الاجتماعي وعلى كافة المستويات، فالتنمية الاقتصادية التي كانت حاصلة فيها انعكست على قطاعات أخرى : كالتعليم، والصحة، ونشاط المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والرياضة والفن والثقافة والسياحة ، كل هذا جعل المسؤولين فيها يشجعون الإبداع والتميز في كل شيء.

لم تُغفل السلطة الرياضية في جنوب

‏اليمن ممثلة بالمجلس الأعلى للرياضة واللجنة الأولمبية ومنذ تأسيسها دور المرأة في جميع مناحي الحياة ، وإعطائها دورها الطبيعي كامرأة فاعلة تشارك جنبا إلى جنب مع الرجل في عجلة التنمية في البلد، مدركين أهمية المرأة في تفعيل دورها من خلال ممارستها الرياضية فالإدارية، وقد خلق هذا التوجه عدداً من الكوادر الإدارية الرياضية النسائية بتلك الحقبة، فمنها على سبيل المثال لا الحصر: نوال قاسم سيف، السيدة التي شرفت وتشرفت بتمثيل اليمن الجنوبي في جميع المحافل الإقليمية والدولية، فقد حظيت بشرف أول امرأة عربية تقريباً تدخل أروقة مجالس الإدارات للاتحادات الرياضية العربية، وكذلك أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس المنظمة الرياضية الأولى والكبرى في جميع بلدان العالم وهي اللجنة الأولمبية في الثمانينات، وأول امرأة ترأس اتحاداً رياضياً وهو اتحاد الكرة الطائرة، فضلاً عن جهود جبّارة بذلتها في المساهمة بتأسيس اتحادات رياضية عربية أخرى منها اتحاد الكرة الطائرة العراقي، وغيرها كثير من الإسهامات التي تصب في مصلحة الرياضة العربية والدولية ككل .

كذلك هناك اسماء كبيرة ولكن لا يسعنا اختزال إنجازاتها في المقال! ولكن سنسلط الضوء عليها في مقالات قادمة إن شاء الله بمساحة أوسع، فمثل هذه القامات الإدارية الكبيرة لا ينبغي لها أن تُنسف وتموت دون ذكرها وذكر انجازاتها إنصافاً لما قدمت تلك الكوادر للرياضة والرياضيين، بل يجب إحياؤها وإعطاؤها حقها .. ومن هذه الكفاءات الإدارية والشخصيات الرياضية كل من:

فائزة عبد الرقيب، نادية يوسف، فائزة أحمد سيف، فاطمة محمد ناصر، فاطمة العرشي، نائلة ناصر حسن عباس، لؤي فيصل صبري، نوال شفيق، وغيرهن ..!

لم يتبقَ إلا القول أمنياتي بعودة قوية للرياضة الجنوبية وبسواعد شباب من الجنسين للنهوض بها ومواكبة الحراك الرياضي في مختلف الأنشطة لاستعادة وهج رياضة وطن اضمحلت قسراً وقد كانت منارة مشرّفة في عقود سابقة.

كُن بخير عزيزي القارئ حتى القاك بمضمار رياضي جديد إن شاء الله.

*مقال خاص بموقع وصحيفة عدن24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى