أفعى الإخوان .. هل بدأت بالالتفاف حول عنق الرئيس هادي؟

  • طريق الإخوان إلى قصر هادي كان مفروشاً بالورود
  • قلة خبرة جماعة هادي مكنت الإخوان عبر أخطبوط علاقاتهم ومصالحهم الواسعة أن يضعوا لهم موطئ قدم في قصر الرئاسة
  • استطاع الإخوان عبر العليمي السيطرة على القرارات الرئاسية وتعيين المقربين منهم في مفاصل الدولة وعزل من لا يروقهم
  • تمكن الإخوان من عزل هادي عن المشهد تماما وإظهاره بالمظهر العاجز والضعيف أمام شعبه
  • استغل الإخوان شرعية هادي بما يخدمهم وتوجهات الجماعة الأم والنظام القطري
  • وسائل إعلام إخوانية شنت هجوماً حاداً على الرئيس هادي
  • صحفي إخواني: الرئيس هادي خائن وعاجز

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عدن24 | صابر العمدة

فيما يبدو أن شهر العسل بين الطرفين أوشك على الانتهاء، وزواج المصلحة السياسية قُرر له أن ينتهي..

بهكذا مدخل نستطيع قراءة العلاقة بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحزب التجمع اليمني الإصلاح “الإخوان – فرع اليمن”.

تسلم الرئيس هادي منصب الرئاسة عقب ثورة الشباب التي تحولت إلى أزمة سياسية بين نظام صالح والمعارضة، وفي 21 فبراير 2012 عهد الرئيس الراحل علي صالح بالكرسي الذي مكث فيه اكثر من 33 عاماً إلى نائبه عبدربه منصور هادي، والذي اصبح منذ لك اليوم وحتى اليوم رئيساً انتقاليا لليمن.

طريق الإخوان إلى قصر هادي كان مفروشا بالورود، وبقلة خبرة جماعة هادي استطاع الاخوان عبر اخطبوط علاقاتهم ومصالحهم الواسعة أن يضعوا لهم موطئ قدم في قصر الرئاسة، ومن ثم تعمقت علاقتهم بالقصر بالسيطرة عليه كليا عبر تعيين الإخواني وخطيب ساحة التغيير عبدالله العليمي مديرا لمكتب الرئيس عبدربه منصور هادي.

السيطرة على القرارات الرئاسية

بعد تعيين العليمي بدا الأمر وكأنه تم عزل هادي عن المشهد تماما وإظهاره بالمظهر العاجز والضعيف امام شعبه.

استطاع الاخوان عبر العليمي، وكذلك عبر اللواء الاحمر من السيطرة على القرارات الرئاسية وتعيين المقربين منهم في مفاصل الدولة وعزل من لايروقهم من المخالفين لهم سياسيا.

وأرجع مراقبون إلى أن الضعف الإداري والسياسي بالمحيطين بهادي والحلقة المقربة منه وكذا ارتباطهم وتورطهم بملفات فساد، سهل من امكانية سيطرة الإخوان على القرارات الرئاسية..

استغلال شرعية هادي

تمكن اخوان اليمن من استغلال شرعية هادي بما يخدمهم ويخدم توجهاتهم وتوجهات الجماعة الأم وبما يخدم ايضا النظام القطري.

وبعد قرار دول التحالف العربي عزل قطر من تحالف دعم الشرعية في اليمن ومقاطعتها، كان ينتظر من الشرعية اليمنية مواقف صارمة وقوية ضد النظام القطري تماشياً مع قرار دول التحالف، ولكن هذا لم يحدث.

وبحسب مراقبين فإن سيطرة الإخوان على القرار السياسي في حكومة الشرعية جعلت من الشرعية أو جزء كبير منها أداة في يد النظام القطري بما يضعف عمل التحالف باليمن.

وأوضح المراقبون ان ماتقوم به الشرعية والتماهي مع النظام القطري يمثل طعنة للتحالف العربي.

مهاجمة هادي

في الفترة الأخيرة ومن خلال متابعة إعلام الإخوان وأنصارهم يتضح وكأن افعى الإخوان قد بدأت تلتف حول عنق الرئيس هادي.

صحفيون مقربون من “الإخوان” ووسائل إعلام شنوا هجوماً حاداً على الرئيس هادي ووصفوه بالعاجز والجبان.

الصحفي الإخواني عبدالرقيب الهدياني رئيس تحرير صحيفة “خليج عدن” المتوقفة عن الصدور والممولة من السياسي ورجل الاعمال حميد الاحمر شن هجوما عنيفا على الشرعية والرئيس هادي.

ووصف في منشور على صفحته بالفيس بوك الرئيس هادي بالخائن، حيث كتب : لماذا احمل على ظهري مشروعا ومسئولو الصف الاول فيه خونة متآمرون عليه؟!! لماذا الالم على شرعية رئيسها ورئيس حكومتها إمعات ارجوزات مسلوبي الارادة وقبلوا ان يكونوا كذلك ويستمتعون؟!! ولن اكون ملكيا اكثر من الملك والى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.

كما شن ايضا مناصرو الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي هجوما مماثلا على الرئيس هادي، في توقيت يبدو أنه مبرمج وبتعليمات من الجهات العليا وفق مراقبين.

ووفقا لحديث مراقبين لـ “عدن24” فإن هذا الهجوم الممنهج على الرئيس هادي من قبل إعلام الإخوان يأتي ضمن سياق تبادل الأدوار وسياسة اللعب في الوقت الضائع من قبل الإخوان استعدادا لمرحلة ما بعد هادي.

وأوضح المراقبون أن المساعي التي يقودها المبعوث الاممي مارتن جريفيث للوصول إلى حل سلمي للأزمة اليمنية، حرك مياه الإخوان المتحركة في قصر هادي للقفز والاستعداد لما بعد مرحلة هادي.

وأشار المراقبون إلى أن التحركات التي تقودها الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية ومعهما بريطانيا وفرنسا قد تضغط على أطراف الازمة اليمنية للتنازل للوصول إلى حل سلمي والانتقال إلى مرحلة انتقالية.

وأوضح المراقبون ان المرحلة الانتقالية التي يسعى لها المجتمع الدولي تهيئ بالدفع بوجوه أخرى لقيادة مرحلة مابعد هادي.

وأكد المراقبون أن قيادة الإخوان تستعد بالقفز بنفسها من سفينة هادي استعدادا للمرحلة الجديدة المتوقعة.

وقال السياسي الجنوبي حسين لقور بن عيدان في تغريدة له على تويتر: قلنا ان الاخوان المسلمين وتحالف قوى النفوذ الزيدية و القبلية بعد أن تم استنفاد شرعية هادي و ابتزاز التحالف العربي، تعمل الآن على القفز فوق هادي و التحالف و إعادة هيكلة مركز النفوذ المقدس مع الحوثة.

هل يستفيق هادي؟ 

مناصرو الرئيس هادي عبروا عن امتعاضهم من سياسته وتخاذله مع جماعة الإخوان التي كانت سببا في تآكل شعبيته ودفعه إلى المواجهة مع ابناء الجنوب بما يخدم مصالحهم.

وأوضحوا أن جماعة الإخوان استخدمت سلطته فيما يخدم مصالحها وفي مواجهة الجنوبيين الذين كانوا أول من دافع عنه لحظة هروبه من صنعاء.

وطالبوه أن يستفيق من نومه ويعيد تصحيح مسار شرعيته التي تآكلت بفعل السياسة الخاطئة التي انتهجها الإخوان.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى