أبعاد ودلالات انعقاد الجمعية الوطنية الجنوبية في حضرموت

عدن24| صابر العمدة

شهدت محافظة حضرموت – كبرى محافظات الجنوب – يومي السبت والأحد من هذا الأسبوع انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية الجنوبية في مدينة المكلا.

وتمثل الجمعية الوطنية أهم الدوائر في قوام المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تعتبر برلماناً جنوبياً.

ويحمل انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في حضرموت أهمية كبيرة وذات أبعاد استراتيجية وتاريخية.

وبحسب مراقبين في حديثهم لـ”عدن24″ فإن اختيار محافظة حضرموت لانعقاد دورة الجمعية الوطنية في هذا التوقيت كان ضربة معلم، وضربة قاضية لمن يحاول سلخ حضرموت عن محيطها الجنوبي.

وأكد المراقبون أن القوى المعادية للجنوب تلعب على محورين، المحور الأول هو محاولة خلق صراع جنوبي جنوبي عبر تغذية باب المناطقية، والمحور الثاني هو محاولة عزل حضرموت عن الواقع والمحيط الجنوبي عبر مشاريع منقوصة تهدف إلى ابقاء حضرموت بقرة حلوباً لمشاريع اليمننة.

وأوضح المراقبون أن اختيار حضرموت مثل دليلا على الأهمية التي يوليها الانتقالي لها وتأكيدا واعترافا بتاريخها ودورها المحوري في المنطقة، كما دشن مغردون جنوبيون هاشتاغ “حضرموت روح الجنوب” وصل إلى صدارة الترند العالمي وبرقم قياسي كبير من حيث المشاهدات والتغريد.

وحول محاولة فرض مشاريع تتنافى مع مطالب وتطلعات المواطن الحضرمي، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني مسهور : كانت هناك سنوات قاسية في مواجهة مشاريع العصبة الأحمرية التي هدفت لاختطاف حضرموت، اليوم نحصد ثمار تلك المواجهة فهزيمة النخاسين وسقوطهم تحت اقدامنا تحولت لحقيقة ورغم ذلك مازالت للمعركة ايام قادمة سنخوضها، فهذا عهد لأمهات شهداء وسنوفي بحول الله ما علينا لهن.

وأضاف مسهور أن القطريين وعلي محسن الاحمر راهنوا على حضرموت فأثبتت الأرض أنها أصلب من أن تكسرها مشاريع الواهمين المأزومين.

وأوضح أن الإرث السياسي الحضرمي كان وسيظل معيناً لوطن أفرز رجالات قدمت حضرموت بقيمتها وهويتها الجامعة، حضرموت لم ولن تكون حيزاً ضيقاً مختزلاً في نواحي الجغرافيا انما وطن فارد جناحيه على طول ساحل بحر العرب من الغيضة وحتى عدن.

وأكد مسهور: قادرون على خلع اليمننة وتصحيح مسار التاريخ السياسي، قادرون لأننا مؤمنون بحقنا في الوجود السياسي بهويتنا الوطنية، هذا الاستحقاق الذي يجب أن يفرضه المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان اسم الدولة وفرضها واقعاً على الاحتلال.

ومن جانبه قال ناطق الانتقالي سالم ثابت العولقي إن حضرموت هي الجنوب كله، والجنوب كله حضرموت، إنها العمق الاستراتيجي لصناعة المستقبل التنموي الآمن، ونشر ثقافة التسامح والتعايش في ظل دولة القانون والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة إن شاء الله.

وبدوره قال عضو رئاسة الانتقالي لطفي شطارة في تغريدة له على تويتر إن رسالة حضرموت جاءت لكل من يسعى إلى شق صف الجنوبيين وزرع الإحباط في نفوسهم .. حضرموت قالت كلمتها وبوضوح، كلنا الجنوب صوتنا واحد وقضيتنا لا تتجزأ، الانتقالي الجنوبي حامل لقضية شعب .. من المكلا ستصل الرسائل لكل الأطراف وبكل وضوح.

في السياق ذاته قال نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي محمد الغيثي: نملك أفقاً سياسياً واسعاً مبدأنا فيه السلام وامتلاك عناصر القوة من اجل حماية وطننا وشعبنا، وتمثل حضرموت فيه عموداً فقرياً لن نسمح لخصوم الوطن أن ينالوا منه، وأياً كانت مخططاتهم القادمة سنكون لهم بالمرصاد. ستكون عزيمتنا أقوى لأن إرادتنا حاضرة دائما، ونحن أصحاب حق.

من جانبه قال عضو الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي عادل الشبحي إن حضرموت كانت من أوائل المدن التي رفضت مشاريع الاحتلال.. بذل صالح ومحسن من أجل استمالتها الغالي والنفيس وكانت عصية على كل سعيهم وستكون الحاسمة عليهم، حضرموت تاريخ وحضارة وثقافة وهوية، وسنمضي بها لتقود مستقبل الدولة نحو النماء.

وفي تغريدة له قال السياسي الجنوبي أحمد الربيزي إنه ما من شك ان حضرموت هي روح الجنوب العربي بل هي الجنوب وقلبه النابض وعقله المتفتح، سلام على عمق الحضارة وأصالة الإنسان بلاد الاحقاف حضرموت الاسم الذي ولد منذ قرون ساحقة وفضل ينبض بالحياة، الاسم الذي يشرفني ان أحمله كهوية عربية أصيلة لوطني الجنوب العربي.

وكان الرئيس عيدروس أكد في خطابه في افتتاح اعمال الجمعية الوطنية على الأهمية التي يجب أن تحظى بها حضرموت اتساقا مع تاريخها ودورها المحوري في المنطقة، حيث قال: آن لحضرموت ان تنعم باستقلاليتها ضمن دولتنا الجنوبية الفيدرالية القادمة، آن لحضرموت ان يحكمها ويديرها أبناؤها، آن لأبناء حضرموت ان يستعيدوا عافية ارضهم، ارض الخير، آن لأبناء حضرموت ان يستفيدوا من خيراتها وثرواتها، يجب ان تمنح هذه الارض فرصتها ويجب ان يكون لأهلها سيادتهم الكاملة عليها.

وأوضح الزبيدي أن حضرموت عانت من الإرهاب كثيراً مثل عدن، وأبين، ولحج وشبوة وكافة مناطق الجنوب، ومن الإرهاب السياسي، والتطرف السياسي، والفكر المتطرف الذي تمت صناعته وتوجيهه الينا للقضاء على أصواتنا وكسر إرادتنا.

وأكد الزبيدي أن الإرهاب لا يزال يهددهم في وادي حضرموت الذي لا بد له ان يعود لأهله مثلما عادت المكلا، مثلما عاد الساحل .. يجب ان يسلم الى اهل حضرموت واديهم ومناطقهم فهم الأحرص على تأمينها والأدرى بما يجب فيها، ولن يستمر تمركز الارهاب فيها مهما كلفنا ذلك، وسيجدنا ابناء حضرموت في مقدمة صفوفهم فهذه الارض تستحق ان نضحي من اجلها.

الاستقبال الكبير الذي حظيت به قيادات الانتقالي في حضرموت عكس مدى الالتفاف الشعبي الحضرمي حول قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل لهموم ومطالب أبناء الجنوب في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى