أبعاد رياضية

كتب: بدر بالعبيد

أصبحت الرياضة اليوم تؤدي أدوارا سياسية مهمة من حيث التقريب بين الشعوب والتخفيف من وطأة المشكلات السياسية وغيرها، ويمكننا القول دون ادنى تجاوز للحقيقة إن الرياضة قد أصبحت تلعب دوراً مهماً ومؤثراً في المجال السياسي سواء تمثل ذلك في حالات الانتشاء الوطني التي تسود الأوطان لحظة الفوز بإحدى البطولات الدولية المهمة، أو من حيث دعم الحليف في أروقة المنظمات الرياضية الدولية للحصول على الكرسي المشترك مضموناً!، أو حتى من حيث الوقوف جنباً إلى جنب القرار السياسي للدولة تجاه قضاياها. وبالتالي نرى أن الاهتمام بالرياضة ومن ثم الاستثمار في صناعة الرياضة يعدان احدى الآليات الأساسية لنهوض المجتمع.

كنت قد تحدثت في مقال لي في 27 ديسمبر من عام 2018م، عن رياضة الجنوب بعنوان (محطات رياضية للجنوب العربي اليمني) تحدثت كيف بدأت الرياضة في المنطقة بشكل خجول تجسد في فريق كوّنه البريطانيون بتلك الحقبة بمجموعة من العمال حيث كانوا يلعبون حافين الأقدام، لتتكون بعدها اللجنة الرياضية العدنية في عام 1953م، لترسم ملامح رياضة وطن وذلك خلال عقد ونصف لتنتج 49 نادياً رياضياً ثقافياً في جنوب اليمن، الأمر الذي أدى إلى إنشاء المنظمة الرياضية الجنوبية الرسمية أسوة بدول العالم (اتحاد الكرة الجنوبي) بعام 1968م، الذي انتزع اعترافاً رسمياً به من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أعلى سلطة رياضية بالعالم، بنفس العام، واعتراف من الآسيوي عام 1969م، ومن العربي عام 1973م، والذي كان من المفترض حسب اللوائح والانظمة للاتحادات القارية والدولية العكس، فالمتبع هو اعترافات هرمية تبدأ من الاتحاد المحلي فالإقليمي ويأتي أخيراً الاتحاد الدولي، ولكن قد يكون لبريطانيا دور في هذا الأمر. والفضل لله سبحانه وتعالى أولاً وآخراً ثم لرجالات الجنوب الذين عملوا على ذلك فجزاهم الله خيراً على جهود جبّارة بذلوها بتلك الحقبة.

اليوم وفي ظل الظروف التي تعيشها البلد ما ينبغي العمل عليه هو توسيع قاعدة الممارسة الجماعية للرياضة بين جميع فئات المجتمع، والعمل على تشجيعها والتحفيز على ممارستها ووضع البرامج التي من شأنها إقامة المسابقات الرياضية، ونشر الثقافة الرياضية، جنبا الى جنب مع تدعيم البنية الأساسية للرياضة بالدولة أن أمكن ولو بأبسط الأدوات لتهيئ الأرضية المناسبة مستقبلاً.

كُن بخير عزيزي القارئ حتى القاك بمضمار رياضي جديد إن شاء الله ،،

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى